الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

معارك ضارية للسيطرة على مصراتة وسرت

معارك ضارية للسيطرة على مصراتة وسرت
29 مارس 2011 00:02
اشتدت المعارك الضارية في مصراتة بين قوات الزعيم الليبي معمر القذافي والمعارضة التي استأنفت زحفها البطيء إلى مدينة سرت مسقط رأس القذافي، بعد أن تصدت لها القوات الحكومية وساد الهدوء شوارع المدينة التي خلت من المارة وأغلقت محالها التجارية، كما خلت المدينة من أي مؤشر يدل على وجود قوات المعارضة. وقال متحدث باسم المعارضة إن قوات القذافي تسيطر الآن على جزء من مصراتة، رغم استمرار القتال، وأعلنت الحكومة وقفا لإطلاق النار ضد من وصفتهم "بالجماعات الإرهابية" وأن مدينة مصراتة تتمتع بالأمن والهدوء. وقصفت مقاتلات فرنسية مركز قيادة للجيش الليبي في ضواحي طرابلس ودمرت مدرعات ومستودعات للذخيرة في مصراتة والزنتان وسبها، وقصفت قوات التحالف مواقع في مزدة، بينما دوى انفجاران كبيران في تاجوراء. وأطلق المعارضون الليبيون قذائف مورتر وزخات من نيران مدافع آلية ثقيلة في اشتباكات متفرقة مع قوات القذافي أثناء تقدمهم غربا على الطريق الساحلي. وسيطر المعارضون الذين يتقدمون بمساعدة غارات جوية غربية على قوات موالية للقذافي على بلدة الناصرية وتقدموا باتجاه سرت. وإلى الغرب مباشرة من النوفلية سمعت زخات نيران أسلحة آلية وعدة قذائف وتصاعد دخان أسود. وقال المعارضون إن كمائن متفرقة نصبتها قوات القذافي دفعتهم للتراجع، لكنهم استعادوا مواقعهم فيما بعد. وفيما يتعارض مع مزاعم سابقة بالسيطرة على سرت قال متحدث باسم المعارضين في بنغازي إن المعارضين يعتزمون دخول سرت خلال الـ 48 ساعة المقبلة. وأعلنت وزارة الخارجية الليبية أن القوات الحكومية أوقفت إطلاق النار في مصراته بعد أن أعادت فرض "الأمن" فيها. وقالت الوزارة في بيان إن "وحدات مكافحة الإرهاب قد أوقفت إطلاق النار ضد المجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت تمارس كل أنواع الإرهاب والترويع ضد سكان مدينة مصراته، وتعرقل الحياة العامة بها". وأضافت الوزارة "أصبحت مدينة مصراتة تنعم الآن بالأمن والطمأنينة، وبدأت مرافقها العامة تستعيد قدرتها لتقديم خدماتها الاعتيادية لجميع السكان". وقال متحدث باسم المعارضة إن قوات الحكومة قصفت مصراتة وأن هناك قناصة فوق أسطح المباني. وأبلغ متحدث آخر باسم المعارضة تلفزيون العربية أن ثمانية أشخاص قتلوا وأكثر من 24 جرحوا في الاشتباكات. وأضاف المتحدث "جزء من المدينة يقع تحت سيطرة المعارضة والجزء الآخر تحت سيطرة قوات القذافي". وقالت قناة "الجزيرة" الفضائية إن المعارضة سيطرت على بلدة النوفلية ليمتد تقدمها غربا نحو سرت، بينما دكت قوات القذافي بلدة زنتان بصواريخ جراد. وقصفت قوات التحالف الدولي مواقع في مدينتي سبها ومزدة جنوبي طرابلس، بينما دوى انفجاران كبيران في تاجوراء، الضاحية الشرقية للعاصمة طرابلس، كما أفادت مصادر رسمية ليبية وشهود عيان. وأكدت طرابلس أن القصف على سبها أسفر عن وقوع ضحايا مدنيين بينهم أطفال أصيبوا بحروق بالغة. وتعرضت سبها لقصف "عنيف" و"كثيف جدا" من قبل التحالف الدولي، وتم إجلاء السكان من بيوتهم إلى المزارع المحيطة بالمدينة. وإعلنت وكالة الإنباء الليبية الرسمية أن "التحالف قصف أحياء سكنية في مدينة سبها بالصواريخ والقنابل، ما أدى إلى تدمير عدد من بيوت المواطنين في هذه الأحياء وإلى اشتعال الحرائق في عدد آخر". وأضافت أن "اللجنة الشعبية للصحة في شعبية سبها أفادت بوقوع عدد من الضحايا المدنيين في قصف هذه الأحياء السكنية". وأكدت الوكالة أن "من بين الضحايا أطفال صغار أصيبوا بحروق بالغة عندما اخترقت الصواريخ حجرات نومهم في المباني السكنية التي قصفها هذا العدوان". من جهة أخرى أعلن مصدر عسكري عن "تعرض مواقع مدنية وعسكرية بمدينة مزدة إلى قصف التحالف الدولي". وقامت مقاتلات فرنسية بقصف "مركز قيادة مهما" للجيش الليبي يقع "على بعد عشرة كلم جنوب ضواحي طرابلس". وأعلن "البنتاجون" أن الولايات المتحدة واصلت شن غالبية العمليات الجوية في ليبيا. وبحسب المعلومات التي نشرتها وزارة الدفاع الأميركية، فمن أصل 167 طلعة جوية، 97 منها نفذتها طائرات أميركية أي ما نسبته 58%. وهذه النسبة ثابتة إجمالا منذ انطلاق العمليات الجوية للائتلاف في 19 مارس: 62% من أصل 1424 مهمة في إطار عملية "فجر الأوديسا" نفذتها طائرات أميركية. ومنذ بدء العمليات، تم القيام بـ 628 مهمة مصنفة "ضربات" جوية قد لا تشمل بالضرورة فتح النار الفعلي، أي أكثر بـ 88 مهمة من الحصيلة الأخيرة التي أعلنها "البنتاجون". وأكثر من 350 طائرة من كل الأنواع أكثر من نصفها أميركية، تشارك في العمليات. إلى ذلك، قال رجل أعمال أنه تحدث إلى المحيطين بالزعيم الليبي وأن شخصيات كبيرة قريبة منه لديها رغبة شديدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق سلام مع المعارضين. وقال روجر تمراز وهو رجل أعمال له استثمارات في الشرق الأوسط لـ"رويترز" إن ممثلين عن القذافي أبلغوه في الأيام القليلة الماضية بأنهم على استعداد لإبرام اتفاق مع المعارضين والقوات الغربية الداعمة لهم. وأضاف تمراز الذي له صلات تجارية مع ليبيا منذ عشرات السنين "يعرفون أنهم سيخسرون في نهاية الأمر". وقال تمراز إن أعضاء من الدائرة المقربة للقذافي أبدوا استعدادهم لمناقشة إجراء تغييرات على الدستور الليبي وتشكيل "حكومة انتقالية" تضم قوات المعارضة الذين يتقدمون نحو بلدات كانت خاضعة في السابق لسيطرة الموالين للقذافي. وأضاف تمراز أن القذافي والمقربين منه يدركون أن الزعيم الليبي سيتحتم عليه في إطار أي اتفاق سلام أن يتخلى عن حكمه ويدركون أن قيادة القذافي "وصلت إلى نهاية الخط". ولم يتسن على الفور التحقق من تأكيدات تمراز، لكن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أعلنت مجددا في التلفزيون الأميركي أن هناك أدلة على أن مساعدي القذافي يحاولون إيجاد سبل لإنهاء الصراع. وقالت كلينتون "لدينا الكثير من الأدلة على أن أشخاصا حوله يتواصلون" مع المجتمع الدولي.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©