الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحاج المحيربي: أغلى ذكرياتي لحظة قيام اتحاد الإمارات

الحاج المحيربي: أغلى ذكرياتي لحظة قيام اتحاد الإمارات
13 سبتمبر 2009 00:15
عمل الحاج بن عبد الله خليفة المحيربي سكرتيراً خاصاً للمغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عقب توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، وعمل معه من بعدها عندما تولى رئاسة دولة الإمارات العربية آلمتحدة، رحمه الله. كان منزل أسرة المحيربي قرب «قصر الحصن» بأبوظبي، الذي أصبح اليوم مقر «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» على الرغم من تنقل أسرته ما بين أبوظبي وجزيرة «بعيا» التي تقع قرب «السلع». حيث كان والده من التجار الذين عملوا في تجارة اللؤلؤ من خلال سفينته الخاصة. طفولة جادة لا يزال المحيربي يذكر أنه كان يتلقى التعليمات والوصايا من أهله بكل حب وطاعة، يقول في ذلك: «في طفولتي وعلى الرغم من صغر سني كنت اُكلف بعدة مهام كي يشتد عودي وأعتاد على الصلابة وعدم الركون للكسل. وفي الوقت ذاته استطعت أن أكسب من عمي فاضل خليفة المحيربي الكثير من السلوكيات القويمة بصفته أحد معلمي القرآن الكريم، وهو معروف لدى أهالي «مزيرعة- ليوا» ولا يذكر أنه تذمر من ذلك النوع من الحياة الصارمة أو الشاقة، خاصة أن والده توفي وأنا في عمر السابعة، فأصبح العم فاضل هو الوالد». يصمت المحيربي قليلاً مستعيداً بعض الذكريات، ثم يضيف: «في عام 1959 اشتغلت في أول وظيفة، وكانت في شركة تنقيب عن النفط في جزيرة «داس» وكان لدي الطموح الكبير لأن أطور من نفسي وذاتي كي أحقق ما هو الأفضل. لذلك عندما بدأت عائدات النفط تظهر آثارها على أبوظبي، كان لكل فرد من شعب الإمارات (كان اسمها آنذاك الإمارات المتصالحة) حلمه الكبير، وأنا كذلك». العمل الوظيفي من خلال وظيفته في جزيرة «داس» تعلم المحيربي اللغة الإنجليزية عبر ورش اللغة التي كانت تقيمها إدارة شركة النفط التي عمل بها، ثم تم تعيينه كقبطان لأحد السفن القاطرة.. يقول: «كانت السفينة تقطر البواخر والسفن لتدخلها إلى الميناء، وفي الفترة ذاتها سمعت عن ما كان يتحدث به الشيخ زايد -رحمه الله- في مجالسه عن حاجة الإمارة لكل مواطن للعمل والبناء ضمن عجلة التنمية الاقتصادية والعمرانية وبناء البنية التحتية». يجدد المحيربي ترحمه على الشيخ زايد، ويسترسل قائلاً: «كنت قد وفرت مبلغاً من المال، فعدت إلى أبوظبي وقمت بفتح مشروع مقاولات، وذات يوم جاء من يستدعيني للحضور ومقابلة الشيخ زايد -رحمه الله- وكان اللقاء في مدينة العين. ولم أكن قد التقيت بالشيخ زايد -رحمه الله- قبل ذلك. لكنني فهمت من خلال اللقاء أنه قد سمع عني وربما كان يستعد للدعوة إلى إعلان الاتحاد منذ تلك الفترة، لأن الإمارات في الأصل كانت متصالحة ومترابطة والجميع ينتظر إعلان الكيان الاتحادي». لقاء القائد زايد خلال ذلك اللقاء تم توظيف الحاج المحيربي ويقول في ذلك: «كان ذلك في بداية مرحلة حكم زايد الخير لإمارة أبوظبي، وتم فتح دائرة الشؤون العامة التي كان -رحمه الله- يعمل من خلالها على توفير كل ما يحتاجه المواطن، من الاحتياجات المالية والمساكن والبعثات الخارجية التعليمية والعلاجية، ولم يكن العبء على موظفي تلك الدائرة بقدر ما كان على زايد -رحمه الله». يتذكر المحيربي أن الشخصيات الأوروبية وغيرها عندما كانت تزور الشيخ زايد -رحمه الله- كانوا يعبرون عن إعجابهم واندهاشهم لأنهم كما قال أحدهم: «إنكم شعب له إيدولوجيا بسيطة وسمحة وتقبلون الآخر ولو كان مختلفاً عنكم في الكثير». يتابع المحيربي: «على جيل هذا الزمن أن ينافس بالأخلاق وأصالة الأجداد فبهما يرتقي الإنسان». السكرتير الخاص يعود المحيربي بذاكرته مرة أخرى إلى مرحلة جديدة، وهي مرحلة توجه الشيخ زايد -رحمه الله- إلى بقية إمارات الدولة، وتحقيق أحلام أهالي الإمارات، والرحلات التي كان يقوم بها لمقابلة الحكام.. وقد قام الشيخ زايد -رحمه الله- في تلك المرحلة بترشيح الحاج المحيربي في منصب السكرتير الخاص، يقول: «كنت أنتظر كل كلمة وكل توجيه من قائدنا لأنها ستتحول إلى واقع، بشهادة أنه بعد ذلك جمع شعب الإمارات تحت لواء الاتحاد بقيادة الحكام الذين بايعوا زايد رئيساً للإمارات العربية المتحدة». يصمت ثم يقول: «ليس لدي أغلى من لحظة قيام اتحاد الإمارات». لم يمر أسبوع من دون أن يتواصل الشيخ زايد -رحمه الله- مع الشخصيات والقبائل داخل الدولة، وكان أيضاً يستقبل وفوداً من خارجها، وكان يردد أن أهل الإمارات وحكامها متحدون من قبل إعلان الاتحاد، لكن الجميع كان بحاجة للوحدة، وكان يقول لبعض الشخصيات من خارج الدولة «لم يمل علينا أحد كحكام أن نكون كما نحن عليه، ولم يؤسس لنا الإمارات أي أحد، بل نحن من فعلنا«. البلدي والوطني عندما أسس الشيخ زايد -رحمه الله- المجلس البلدي في إمارة أبوظبي تم تعيين الحاج المحيربي رئيساً للجنة الخدمات وبناء البنية التحتية.. وبعد فترة زمنية تفرغ المحيربي للعمل التجاري وسجل في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وتم انتخابه فيما بعد رئيساً لغرفة التجارة والصناعة. يقول المحيربي: «حظيت آنذاك بتزكية من الشيخ زايد -رحمه الله- حيث أصدر مرسوما بقائمة أعضاء المجلس الوطني وكان اسمي من ضمن القائمة، وانتخبت من قبل الأعضاء بمنصب النائب الأول، لعلم الأعضاء وثقتهم بالعلاقة الطيبة التي تربطني بحكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى». يسترسل المحيربي في عرض ذكرياته، ويضيف: «تم ترشيحي فيما بعد رئيساً للمجلس الوطني، وكان جدول أعمال المجلس يوضع من قبل الوزراء. فوجدتها فرصة ذهبية انتظرتها من أجل المساهمة في تحريك قضية الدستور المؤقت لدولة الإمارات، فسعيت من أجل ذلك من خلال المشاورات مع الشيخ زايد-رحمه الله». يقول المحيربي: «إن الشيخ زايد طيب الله ثراه كان يعتمد كثيرا على الآية القرآنية «وأمرهم شورى بينهم» ولذلك كان يعود للحكام ويتشاور معهم.. وهكذا دائما بالتعاون والود كانت تتحقق كل أماني الإمارات وشعبها بفضل التوافق والأخوة بين الحكام والرئيس القائد»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©