شهد ميناء الصيادين بدبا الحصن خلال الأيام الماضية إقبالا فاق التوقعات على شراء سمك المالح. ويتحول الميناء بعد صلاة المغرب إلى خلية نحل، بقدوم مواطنين من كل إمارات الدولة لشراء أسماك القباب الصغيرة الطازجة التي تصل بأعداد كبيرة للميناء كل يوم، تصل في بعض الأحيان إلى 3000 سمكة.
وتباع أسماك القباب بأسعار تتراوح بين 5 إلى 8 دراهم للسمكة الواحدة حسب العرض والطلب.
ويؤكد كبير الدلالين إبراهيم السلامي أن المواطنين يقطعون مسافات طويلة من دبي والشارقة وأم القيوين وباقي مناطق الدولة لشراء الأسماك الطازجة من ميناء دبا الحصن لتحويلها إلى مالح، لا سيما في ظل توفير كل مستلزمات إنتاجه. ويقوم العمال الموجودون في الميناء بشق وتمليح الأسماك ووضعها في علب بلاستيكية تحت إشراف قسم الصحة في بلدية دبا الحصن. ما يجعل الميناء ينشط خلال هذا الموسم بشكل لافت في صناعة وإنتاج وتصدير المالح.
ويبذل الدلال إبراهيم السلامي وشقيقه محمد جهوداً كبيرة في عرض الأسماك للبيع. فأصواتهما التي تدوي في أرجاء السوق لإعلان الأسعار، تجعل المشترين يتنافسون على الشراء، حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كيان السوق.
وهما يحظيان بتقدير كل الأطراف لطيب التعامل والأمانة وتفانيهما في أداء مهمة الدلال. أما كبير الصيادين محمد بن علي بن يعروف فيقول إن “الصيد هذا العام وفير ولله الحمد”. وأنه يتمكن في بعض الأحيان من صيد “300 إلى 400 سمكة في الطلعة الواحدة”.
وأضاف “هناك تفاوت في كمية الصيد حسب ما يقسم رب العالمين.
ويتم صيد هذه الكميات بواسطة التشخيط أو اللفح. حيث يقوم الصياد باقتحام مواقع وجود السمك الطافي على سطح البحر، ورمي الخيوط التي تنتهي بالميدار المغلف بالرصاص”. وهذه هي إحدى الطرق التقليدية في صيد السمك وتستغرق ما بين 3 إلى 5 ساعات.
أما المواطنون الذين يترددون على السوق فقد عبروا عن ارتياحهم الشديد لارتفاع مستوى الإمكانات التي يقدمها سوق دبا الحصن، التي ذللت لهم الكثير من الصعوبات في شراء الأسماك وصنع المالح، ما يوفر الوقت والجهد. وقال راشد بن سعيد القادم من أم القيوين إنه “يفضل شراء أسماك المالح من دبا الحصن لكونها أولا طازجة وثانيا لأنها تباع بأسعار مناسبة مع توفر متطلبات صناعة المالح من أوعية وملح ووسائل نقل”.
عدد اليوم
