«عالمية أبوظبي».. مصنع الرجال

أبوظبي (الاتحاد) بالفطرة يولد أبناء الإمارات وفي قلوبهم جذوة الانتماء للوطن وروح الولاء للقيادة الرشيدة، وحب التضحية، يبحثون دائماً عن رفع راية الدولة في شتى المحافل، فهم دائماً ما يبحثون عن المهن التي يرون فيها ترجمة حقيقية لمعاني الفداء والعطاء الموصول للدولة. وتبقى بطولات الجو جيتسو التي تقام على مدار العام، سواء كانت دولية أو عالمية، أو حتى محلية، مصنعاً للكشف عن معدن الشباب وتجهيزهم ليقودوا الدولة نحو المستقبل كل في مجاله. ولأن «عالمية أبوظبي لمحترفي الجو جيتسو» تمثل المحطة الأهم سنوياً في مسيرة اللعبة، فالجميع ينتظرها للتعبير عن نفسه ووضع أقدامه أو تثبيتها على الطريق الصحيح. «الاتحاد» التقت عدداً من الفتيان الذين أكدوا أنهم لا يبحثون عن أمجاد شخصية ولا مكاسب مادية، فهمهم الأول هو السعي الجاد إلى إعلاء شأن الدولة والاقتداء بالرجالات الأوفياء الذين سطروا أسماءهم على رايات المجد في شتى المحافل. سعيد محمد الشحي البالغ من العمر 14 عاماً، والذي خاض أمس نزالات الحزام الأبيض لوزن 62 كجم، أكد أنه يتطلع إلى دراسة الطيران الحربي بعد اجتيازه الثانوية العامة، كونه يرى نفسه في هذه المهنة التي وصفها بالواجب والاستحقاق المفروض على كافة أبناء الإمارات بلا استثناء. وقال الشحي: المشاركة الحالية في بطولة أبوظبي العالمية هي الثالثة لي منذ أن بدأت بمزاولة اللعبة في الصف السادس، إذ جاءت المشاركة الأولى، بعدما دفعني مدربي إلى تجربة خوض النزالات التنافسية لأنجح في خط حضور قوي، أهلني لصعود منصات التتويج في أكثر من مناسبة، حيث خضت أمس نزالات الحزام الأبيض لوزن 62 كجم. ويؤكد الشحي أنه كان يعاني قبل مزاولة رياضة الجو جيتسو من الانطواء والابتعاد عن التفاعل مع المجتمع المحيط به، لكنه ومنذ النزال الأول نجح في كسر هذه الحواجز التي تحول دونه ودون أقرانه وأصدقائه، حتى بات شخصاً محبوباً يتمتع بالعديد من العلاقات الرائعة. بدوه كان عامر محمد المنصوري البالغ من العمر 12 عاماً، والذي خاض أمس نزالات الحزام الأبيض وزن 34 كجم للمرة الأولى في حياته، يعرب عن سعادته بالحصول على ميدالية برونزية أكد بأنهما أجمل ما يملك في الوقت الراهن، مشيراً إلى أنه سيسعى إلى إضافة المزيد من الميداليات في قادم الاستحقاقات التي سيحرص على المشاركة بها. وعن طموحاته المستقبلية قال المنصوري: أتطلع إلى دخول سلك الشرطة عندما أكبر، وهي المهنة المتيم بها منذ أن وعى الحياة، مشيراً إلى أنه ينظر إلى مهنة الشرطي باعتزاز كبير، كونها تسهم في حماية المجتمع من الأخطار التي تحيط به، فيما ينتظر على أحر من الجمر أن يأتي اليوم الذي يرتدي فيه بزة الضابط، وأن يكون على قدر المسؤوليات المنوطة به. وتناول المنصوري علاقته مع الجو جيتسو بالإشارة إلى أنها بدأت قبل أربعة أشهر فقط، إذ لم يسبق له قبل ذلك دخول أجواء هذه الرياضة، حيث كانت اهتماماتي مقتصرة على مزاولة رياضة كرة القدم فقط، لكن حياتي تغيرت منذ أن خضت أول مران على صعيد الجو جيتسو التي باتت الأقرب إلى قلبي. ولم يخف سيف حمد المنصوري البالغ من العمر 14 عاماً، والذي خاض نزالات الحزام الأصفر بوزن 84 كجم، رغبته الكبيرة في التخصص بأمن المعلومات والحاسوب، مشيراً إلى أنه متعلق بكل ما يخص تكنولوجيا المعلومات على وجه التحديد. وعن الأسباب التي دفعته إلى التفكير بدراسة هذا التخصص على وجه التحديد عندما يكبر، أكد المنصوري أن مطالعاته تنحصر في قراءة الكتب التي تتناول حروب المستقبل والتي ستتخطى الحروب النمطية، التي تقام بين جيشين أو أكثر أو باستخدام الأسلحة التقليدية، إذ يفترض بكل دولة أن تكون محصنة على صعيد المعلومات والتي ستعد في المستقبل بمثابة ثروة وطنية، ومن هنا أرغب العمل في هذا المجال للذود عن وطنه والدفاع عن ثرواته الوطنية. وأكد المنصوري، أن الجو جيتسو أضفت المزيد من القوة على حضوري الذهني، وأصبحت أكثر تركيزاً على النواحي الدراسية، حيث تشجعني عائلتي حالياً على ممارسته، وبعدما عززت اللعبة من أواصر الثقة بيني وبين عائلتي التي تمنحني مطلق الحرية لممارسة الرياضة، كوني مجتهداً على الصعيد الدراسي وبشكل لافت. النجم الصاعد زايد عبدالرحيم العلي البالغ من العمر 14 عاماً، والذي خاض نزالات الحزام الرصاصي بوزن 84 عاماً، أكد أن كل ما يتمناه في هذه الحياة هو إنشاء أكاديمية خاصة تعنى برياضة الجو جيتسو، فهو لا يتخيل حياته المستقبلية بعيداً عن هذه الرياضة. فلن يلبي تطلعاته إلا إنشاء أكاديمية خاصة تهدف إلى تعليم النشء الصغير أساسيات اللعبة، مشدداً على أن الأكاديمية تهدف بالدرجة الأولى إلى توسيع قاعدة المشاركة باللعب وتعزيز النواحي الصحية والبدنية والذهنية للشباب الإماراتي، وليس البحث عن الميداليات، ذلك لأن تمتع أبناء الدولة بالصحة اللياقة البدنية الكبيرة من شأنها أن يسهم في زيادة قدراتهم في الدفاع عن ثرى الوطن. ويؤكد العلي أنه بدأ بمزاولة رياضة الجو جيتسو قبل 3 أعوام، ومنذ ذلك التاريخ بدأ يشعر بأنه يفوق أقرانه قدرة على التعامل مع المشكلات التي تواجهه، إلى جانب تعزيز حضوره الدراسي، حيث بات شخصاً محبوباً وشخصية جامعة وهي السمات التي لم يكن ليبلغها لولا ممارسته رياضة فن الترويض.