الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استعراضات القوة الإيرانية··· خِدَعُ فيديو!

استعراضات القوة الإيرانية··· خِدَعُ فيديو!
13 يوليو 2008 01:55
علّق خبراء عسكريون، على الاستعراضات التي قدمتها إيران يوم الاربعاء الماضي لترسانتها الحربية، بقولهم إنها مغالية وخادعة أكثر من كونها ترمز إلى قوة عسكرية مرعبة فعلياً· ومضى هؤلاء إلى القول إن الخداع لم يكن بصرياً ولا قاصراً على الصور التي التقطت لإطلاق الصواريخ التي روجت لها طهران مؤخراً فحسب، وإنما يشمل الخداع كذلك سلسلة التصريحات التي صاحبتها، إضافة إلى شريطي الفيديو اللذين قصد منهما إثارة شعور مخادع بالرعب في نفوس العدو جراء قوة النيران وغزارة الصواريخ الكاذبة التي طورتها آلة الصناعة العسكرية الإيرانية· فكما ورد على لسان ''تشارلس بي· فيك''، خبير برنامج الصواريخ الإيرانية بمنظمة ''جلوبال سكيوريتي'' للأبحاث العسكرية والأمنية، فقد كان الخداع شائعاً فيما رأيناه من استعراضات القوة الإيرانية الأسبوع الماضي· غير أن الذي قصدت إليه طهران هو استفزازنا بتلك القوة الواهمة، لا أكثر· أما في الجانب الاقتصادي، فقد أحدثت الصواريخ التي أطلقتها إيران، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، هزة في سوق النفط العالمية، دافعة بذلك أسعار خام النفط إلى رقم قياسي جديد تجاوز 147 دولاراً للبرميل يوم الجمعة، قياساً إلى سعر 136 دولاراً يوم الأربعاء السابق عليه· وفيما لو استقر ذلك الرقم القياسي الجديد في سوق النفط العالمية، فسيعني ضخ مليارات الدولارات للخزينة الإيرانية، خاصة وأن إيران تعد من كبريات الدول المصدرة للنفط· وذهب جراهام أليسون -مدير مركز ''بيلفر'' للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد، إلى تقدير هذه الزيادة الأخيرة في أسعار النفط العالمي، بأنها تعود على الخزينة الإيرانية بما يصل الى 25 مليون دولار يومياً· وهذا ما دفعه للتساؤل حول ما إذا كانت الزيادة الأخيرة هذه قد حدثت بتدبير أم مصادفة؟ وبعيداً عن دراما إطلاق الصواريخ، بكل ما تعنيه من عائدات نفطية هائلة لإيران، فالواجب علينا أن نتساءل في الجانب العسكري، عما إذا كانت الاستعراضات الصاروخية هذه، تعني قوة حربية إيرانية مدمرة بالفعل؟ ثم يتطوع ''أليسون'' بالإجابة نفياً عن السؤال الذي كان قد أثاره· إذ حسب تقديره أن للإيرانيين تقليداً طويلاً من الاستعراض الزائف والتباهي بقوتهم الوهمية· إلى ذلك قال محللون آخرون إن إيران أطلقت صوراً يوم الأربعاء الماضي، ظهرت فيها أربعة صواريخ تشق طريقها إلى عنان السماء· لكن تلك الصور قامت على خدعة رقمية بصرية، بحيث تبدو الصواريخ أربعة بدلاً من ثلاثة· والملاحظ أن هذه الصور تكاد تكون بثتها كافة المواقع الصحفية الإلكترونية· لكن وفي اليوم التالي مباشرة، بث الإيرانيون صورة أخرى للمشهد الخادع نفسه، بيد أن صاروخاً من الصواريخ الأربعة، شوهد ملقى على الأرض بدلاً من أن يتجه إلى السماء، ربما لفشل إطلاقه أو ما شابه· وكذلك تنطبق الخدعة والزيف على المواصفات التي ذكرتها طهران عن قوة الصواريخ التي أطلقتها، على حد قول المحللين· فقد ذكرت قناة ''العالم'' الإيرانية الناطقة باللغة العربية أن صاروخ ''شهاب -3 أ'' يبلغ مداه حوالي 2000 كليومتر· هذا وقد بثت معظم الصحف والمواقع الإلكترونية هذه الأرقام بافتراض صحتها· إلا أنه حسب رأي الخبراء والمحللين، فإن زيادة مدى صاروخ ''شهاب 3 ب'' صحيحة، غير أن ''شهاب 3 أ'' الذي أطلق يوم الأربعاء الماضي يعد أقل تطوراً من نظيره ''شهاب 3 ب''، ولذلك فإن مداه يقدر بحوالي 1500 كيلو متر فحسب· وعليه فإن الإيرانيين ''لا يكفون عن مبالغتهم في زيادة مديات صواريخهم''، ذلك هو تعليق جيفري إي· فوردين، خبير الصواريخ بمعهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، والذي مضى مستطرداً: ''إلا أن مدى شهاب 3 أ لا يزال قادراً على ضرب إسرائيل''· كما ذهب محللون آخرون إلى القول إن إيران لم تعد تنتج المزيد من صواريخ ''شهاب 3 أ'' أصلاً· وللتدليل على الخداع البصري الذي صاحب إطلاق الصواريخ الإيرانية، أورد ''فيك''، من منظمة ''جلوبال سكيوريتي''، مثالين مهمين، أولهما بث التلفزيون الإيراني للصور، سواء أكان ذلك بمحض الصدفة أم عمداً، بحيث تعطي انطباعاً بازدواجية الإطلاق، ما يعطي انطباعاً كاذباً بمدى الخطر العسكري الذي ترمز إليه الصواريخ هذه· أما المثال الثاني فيتلخص في إطلاق ''شهاب 3 أ'' في بادئ الأمر، ليعقبه بمدة ثوان فحسب ما اعتقده بعض المحللين ابتداء إطلاقاً لصاروخ ثان· ومما لا شك فيه أن إطلاقاً مزدوجاً كان سيعد تطوراً عسكرياً كبيراً إن حدث بالفعل· إلا أن التحقق اللاحق من الصورة التي بثت، كشف عن أن الصاروخ الثاني كان من طراز ''سكود- سي'' الذي يقل مداه عن ''شهاب 3 أ'' كثيراً· والخداع البصري الذي عني بتوضيحه ''فيك'' هو أن صور الفيديو الإيرانية المبثوثة، تعمدت أن يبدو صاروخ ''سكود- سي'' نسخة أخرى من ''شهاب 3 أ''· فلا شيء يميز بين الصاروخين سوى اللون، إذ يبدو الصاروخ شهاب بني اللون، بينما يعرف صاروخ ''سكود'' بلونه الأخضر· هذا ويخلص الخبير ''فيك'' في نهاية الأمر إلى القول: ''وفيما عدا هذا الخداع البصري -السمعي الذي مارسته إيران بشأن صواريخها التي أطلقتها نهاية الأسبوع الماضي، فلا شيء فعلياً يشير إلى تعاظم قوتها العسكرية الضاربة المدمرة· ذلك هو دأب الإيرانيين في كل المرات السابقة التي أجروا فيها اختبارات لأسلحة شبيهة''· وليام جي· برود- واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©