الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سجون «داعش» بالفلوجة!

2 يوليو 2016 23:35
من الخارج، ليس ثمة شيء سوى ثلاثة منازل متجاورة مطلة على شارع سكني في مدينة الفلوجة العراقية. أحدها أكبر من الآخرين، به عمودان طويلان شامخان عند مدخله. أما المنزلان الآخران فمتواضعان وذوا لون رملي، مثل معظم المدينة التي خضعت لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي على مدار عامين ونصف العام. لكن خلف الأبواب الرئيسية لهذه المنازال الثلاث يوجد سجن مؤقت استخدمه المسلحون لتنفيذ عقوباتهم العنيفة. ويقدم هذا السجن نافذة على «الحكم الوحشي» الذي ساد هنا قبل استعادة المدينة، ونظرة خاطفة على نظام الإعدام والجلد والتعذيب الذي مارسه التنظيم بحق مخالفيه. ولأنها موطن لكثير من قادة «داعش»، كانت الفلوجة أول مدينة تسقط في أيدي التنظيم، وكانت محوراً لعملياته في العراق. والسجن ليس سوى أحد بقايا دولتهم المزعومة التي فرّ منها المسلحون بعد أن واجهوا القتل، بينما يتم الآن استكشاف المدينة شيئاً فشيئاً، وهو ما يمكن القوات العراقية من إلقاء نظرة مبدئية على الأعمال الداخلية للتنظيم. وبينما تبحث القوات العراقية داخل مباني المدينة منذ استعادتها قبل أيام، يكتشفون تدريجياً وحدات تصنيع قنابل، ومستندات، ومخابئ أسلحة، وسجون، وكثير منها مخفي في منازل عادية لتفادي الضربات الجوية. ويشير الكولونيل هيثم غازي، ضابط المخابرات في وحدة استجابة الطوارئ التابعة للشرطة العراقية، المعروفة أيضاً باسم «سوات»، من خلف باب من القضبان في أحد المبنيين الصغيرين، قائلاً: «يمكن الشعور بأنفاس السجناء هنا في الداخل». والقاعة التي ربما كانت في السابق غرفة معيشة، تنبعث منها رائحة خانقة، ولا تزال تفوح منها رائحة كريهة تعود لمن كانوا مسجونين فيها. وتُظهر المستندات التي عُثر عليها في المنزل أن كثيراً من الناس تم احتجازهم بعد نزاعات حكم فيها تنظيم «داعش»، حسبما أفاد غازي، الذي اكشتفت قواته السجن. وتعرض البعض للسجن بسبب السرقة، وآخرون نتيجة جرائم صغيرة مثل التدخين أو مخالفة الزي الصارم الذي فرضه التنظيم. وأفاد الميجور جنرال «سامر إسماعيل»، قائد قوات «سوات» في المنطقة، بأن القوات العراقية عثرت على «كنز من المعلومات» في الفلوجة. وأضاف: «من هنا، كانوا يأمرون بمهام تفجير السيارات المفخخة في بغداد، وكذلك العمليات البعيدة في سوريا». وأوضح «سامر» أن قواته وجدت سجناً مؤقتاً آخر في منطقة «نزال» في الفلوجة، لكنه أصغر من ذلك الموجود في «حي المعلمين» الذي تمت استعادته مؤخراً. وأكد أنه لا يزال هناك الكثير من السجون. وفي الخارج، تقود حفرة في جدار الحديقة إلى المبنى الأكبر، وهو ما يمكن الجلادين من الانتقال من منزل إلى آخر من دون تحديد مواقعهم في الشارع، حيث كان من الممكن أن يتعرضوا لمراقبة من الجو. وتم لحم لوح فولاذي على مدخل الرخام في قاعة الاستقبال الرئيسية، وهي الدلالة الأولى على أن ذلك ليس منزلاً عادياً. ويسمح باب السجن الذي توجد به قضبان حديدية بالدخول إليه وإلى غرفة أخرى بها تجويف في الجدار لجعلها قاعة احتجاز كبيرة. وتم تثبيت شباك معدنية على النوافذ. وتناثرت الأغطية والستائر على الأرض، إلى جنب قليل من التمر الذي تعتقد القوات العراقية أنه كان طعاماً للسجناء. وقال غازي: «الأسوأ قادم، فلم تكن لديهم أية إنسانية». وهنا في المنزل الثالث الذي يبدو أن التنظيم احتفظ به للعقوبات الأسوأ، مثل الحبس الانفرادي والتعذيب. وعند حافة «بئر السلم» تدلت سلسلة معدنية سوداء وسميكة وفي نهايتها خطاف وبها رافعة. وذكر غازي: «أن مسلحي التنظيم كانوا يعلقون السجناء من أرجلهم، ويضربونهم». *رئيسة مكتب «واشنطن بوست» في بغداد يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©