الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عوشة المنصوري.. أصغر صقارة في ضيافة «أيام الشارقة التراثية»

عوشة المنصوري.. أصغر صقارة في ضيافة «أيام الشارقة التراثية»
24 ابريل 2018 15:02
أحمد النجار (الشارقة) أطلت بثقة، وفي نظراتها الطفولية بارقة تحدٍ، وهي تحمل على كتفها، صقراً جميلاً، تعتبره صديقها الدائم، ولدى وصولها إلى ساحة أيام الشارقة التراثية بدورتها السادسة عشرة، تحلق حولها المئات من العائلات والزوار والسياح، بتقديمها عرضاً تراثياً لرياضة «الصقارة»، أظهرت من خلاله موهبة فذة في فن التحاور مع الصقر، مما استرعى اهتمام الحضور، وخطف الأنظار والإعجاب، فصفق لها الجميع بحرارة، وفي لقاء «الاتحاد» مع عوشة خليفة المنصوري الصغيرة التي انتزعت لقب أصغر صقارة، ووالدتها عائشة المنصوري، التي تعد أول صقارة إماراتية أيضاً، أكدت والدتها عائشة المنصوري، بأن هذه الرياضة لا يمكن أن تتعرض للاندثار أو الزوال، خاصة مع تواجد الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة، بكونها جزءاً من التراث الإماراتي، واعتبرت هذه الرياضة مهنة وهواية في نفس الوقت، أما عن تجربة ابنتها في هذه الرياضة، فقد جاء بحسبها من دافع شغف وتعلق بها، وقد حاولت في البداية أن تكون مثلي، لكن المفاجأة بأنها تجاوزتني بموهبتها، ونالت لقب أصغر صقارة في عمر لم تتجاوز فيه 5 سنوات. توريث الرياضة وفنون الصقارة بداية عوشة كانت منذ 4 أعوام، بحسب والدتها عائشة المنصوري، التي وصفت توريث هذه الرياضة لابنتها، بأنه «بادرة وطنية» لغرسها في وجدان صغيرتها، إيماناً منها بأهمية إحياء موروثات الآباء والأجداد واستعادة بريق العادات والقيم، وأوضحت عائشة: «ابنتي عوشة تحب أن تتعلم وتجرب كل شيء، لكن خوفي عليها جعلني أتوخى تعليمها كل شيء مع الطير مثل استخدام «التلواح» عند التدريب، كونه من أخطر وأصعب المراحل، إلا أنها باتت تعرف الكثير بدءاً من «برقعة» الطير وربط «المرسل»، سواء في الوكر أو المنقلة إلى جانب شلة الطير الصحيحة من الوكر، كما تعلمت كيف تأكل الطير واستوعبت أسماء وأدوات الصقر، وتفننت في تعاملها مع الصقر»، وأضافت:«كنت حريصة بالتواجد معها وقت التدريب، حيث يكون الطير «بسبوقة» إلى وقت الهدد، خوفاً من هروب الصقر ببرقعه، لأنه وقت تدريب ووقت إطعامه، لكنني تفاجأت بأنها في وقت السباق في كأس رئيس الدولة كانت مشاركة عوشة لافتة، وكانت قبل «الهدد» ماسكة الصقر «بالسبوق» بمفردها، حيث أصرت علي حمل الصقر بمفردها وقت «الهدد» وفاجأت الجميع بموهبتها». رياضة متوارثة تجري بالدم أمور كثيرة دفعت عائشة إلى احتراف رياضة الصيد بالصقور، وأوضحت: «الصقارة رياضة متوارثة تعني لي الكثير، تعلمتها من شخص كان يمثل لي كل شي في حياتي هو والدي رحمه الله، ثانياً حرصه على تعليمي جاء من حبي لهذه الرياضة. وهو ما جذب عوشة إلى هذه الرياضة، فهي رياضة تجري في دمها لأن قبلها جدها، وثم والدتها، فضلاً عن حرصي على تواجدها معي في كل رحلاتي للصيد وأوقات تدريبي لصقوري، سواء في النادي أو خارجه». دعم الصقارات ولم تنف عائشة وجود تحديات أمام تجربة خوض السيدات في رياضة الصقارة، قائلة:«التحديات كبيرة، لكنها تكمن في إرادة المرأة نفسها وحجم ثقتها وإصرارها على تحدي النجاح، مؤكدة على أن نادي أبوظبي للصقارين، يحظى بدعم كبير من القيادة الرشيدة بالرعاية والتمويل، خاصة قسم السيدات الذي أتولى الإشراف عليه، ولكننا نأمل مزيداً من الدعم لـ «الصقارات»، بكل المستلزمات من أدوات وصقور ومكان للتدريب ورحلات صيد». صقور القنص وطيور السباق ولفتت المنصوري، بأن مشاركاتها في السباقات قليلة جداً، ذلك نظراً إلى أن طيور السباق تختلف عن طيور القنص، حيث إن أغلب طيوري مؤهلة فقط على القنص، لكنني أعتزم في هذا الموسم اقتناء صقور خاصة للسباقات، وقد شاركت في مهرجانات تراثية عديدة، مثل مهرجان البزرة، وشاركت بتجربتي كأول صقارة في ورشة عمل صون التراث الثقافي غير المادي في دولة الإمارات العربية المتحدة التابعة لليونسكو، أما عوشة فقد شاركت في مهرجان البزرة، وحصلت على لقب أصغر صقارة إماراتية، وشاركت في كأس رئيس الدولة للصقور، ونالت لقب أصغر مشاركة وأصغر صقارة إماراتية، وشاركت بمهرجات الوحدات المساندة وشاركت في أيام الشارقة التراثية، وانتزعت لقب أصغر صقارة إماراتية. رياضة محببة قالت عائشة بأن رياضة الصيد بالصقور من الرياضات المحببة عند المغفور له الوالد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، فقد حرص سموه على غرس هذه الرياضة في وجدان الأجيال، ومن ذلك جاء قيام نادي أبوظبي للصقارين، ورياضة الصيد بالصقور، وتعلم وتغرس المعاني الطيبة في الصقار، سواء من صبر أو تحمل أو أخلاق أو الأخوة الطيبة، من خلال رحلات الصيد، ورياضة الصيد بالصقور، واختيار الصقر المناسب، سواء للصيد والسباق، وأماكن الصيد والأوقات المناسبة للصيد، وتوجد محميات داخل الدولة منها محمية «المرزوم» ومحمية «أم أرطاه»، ويتوفر فيها كل أنواع الصيد من حبارى وكراوين وأرانب وغزلان. كيف تصبح صقاراً؟ قصص وتجارب كثيرة، لا يمكن تلخيصها في سيناريو واحد، فمن خلال تجاربي في رياضة الصيد بالصقور، تعلمت الكثير من حيث الأنواع والأمراض التي تصيبها وكيفيه علاجها، ونظير ذلك، نلت لقب أول صقارة إماراتية، وعملت سلسلة قصة «عوشة والجد مطر»، وهو كتاب تعليمي منهجي يعلم رياضة بالصقور من أعمار 6-12 سنة مدعم بالصور، وسيتم توقيعه في معرض الكتاب بأبوظبي. ورسالة عائشة للأجيال المقبلة عكستها في كتابها «كيف تصبح صقاراً؟» وهو كتاب يعلم رياضة الصيد بالصقور من عمر 6 – 12 سنة كتاب مدعم بالصور والمعلومات الوافرة عن هذه الرياضة. علاقة الصقر بالطفل بسؤال عائشة، عن الذي دفعك إلى غرس وتعليم رياضة الصقارة في نفس ابنتك عوشة، قالت: «حرص والدي على تعليمي هذه الرياضة ودعمي بكل شي، سواء مادياً أو معنوياً، جعلني أقوم بتعليم ابنتي ذلك، فعندما كانت عوشة في عمر 6 أشهر، كنت أضع الصقر في البيت للتربيب، فكانت تقوم عوشة بمحاولة لمسه وعند إطعامه تكون بجانبه، بعدها تعود الصقر عليها، ذلك لأن بعض الصقور يخاف من الطفل، حيث يتوقعه حيواناً مفترساً مثل الثعلب أو الكلب، لذلك عندما أحضر أي صقر جديد أحاول أن يكون متواجداً في المنزل فترة معينة لتعويدة على الناس، ومن هناك جاء حب عوشة لهذه الرياضة، وتعلقها بالصقور، إلى جانب حرصي الدائم على تواجدها معي في نادي أبوظبي للصقارين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©