الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تجدد احتجاجات درعا وهدوء في اللاذقية

تجدد احتجاجات درعا وهدوء في اللاذقية
29 مارس 2011 00:19
تجددت الاحتجاجات في مدينة درعا جنوب سوريا امس وسط تضارب في المعلومات حول لجوء قوات الامن الى إطلاق النار لتفريقهم. في وقت عاد الهدوء الى اللاذقية التي كانت شهدت سقوط 15 قتيلاً و185 جريحاً في المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين خلال الايام الماضية، ووصفت بعض المصادر المدينة الساحلية بأنها أشبه بـ”مدينة اشباح”. واذ أكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن الرئيس بشار الاسد سيعلن عن قرارات مهمة خلال اليومين المقبلين تطمئن كل أبناء الشعب. حملت بثينة شعبان مستشارة الاسد “الأصوليين” من حركة “الإخوان المسلمين” المحظورة مسؤولية اعمال العنف الاخيرة بهدف ضرب التعايش الديني، وقالت “إن هناك اجانب وسوريين بين الاشخاص الذين يتم استجوابهم حالياً”. ونفى مصدر سوري مسؤول امس قيام قوات الأمن بإطلاق النار على متظاهرين في درعا، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المصدر قوله “إن الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام عن إطلاق النار على المتظاهرين عارية عن الصحة”. لكن شهود عيان اكدوا أن قوات الأمن فتحت النار لتفريق مئات المتظاهرين كانوا يرددون هتافات ضد قانون الطوارئ في درعا التي قالت مصادر غير مؤكدة إن ما لا يقل عن 61 شخصاً قتلوا في 10 أيام من الاحتجاجات في المدينة، واضاف هؤلاء ان المتظاهرين ردوا بقذف قوات الأمن بالحجارة. وقال الشهود “إن المتظاهرين تدفقوا على ميدان رئيسي في المدينة وهم يرددون هتافات تطالب بالحرية وترفض قانون الطواريء وان قوات الأمن أطلقت النيران في الهواء لدقائق معدودة لكن المتظاهرين عادوا بعد توقف إطلاق النيران”. وقال سكان إن قوات الأمن عادت الى درعا بكثافة. وأوضح أحد التجار ويدعى ابو تمام في إشارة إلى المسجد العمري الذي كان نقطة محورية في التظاهرات “قوات الأمن تصوب بنادقها على اي تجمع بالقرب من المسجد”، وأضاف أن الجنود وقوات الامن موجودون في كل متر تقريباً”. بينما اوضح آخر ينتمي لقبيلة الجوابرة “إن قناصة أعادوا التمركز فوق كثير من المباني المهمة وانه لا أحد يجرؤ على التحرك”. وفي مدينة اللاذقية الساحلية، عاد الهدوء بعد ايام من الرعب بثه شبان مسلحون بالعصي والخناجر وقناصة تمركزوا على اسطح مبان واستهدفوا المارة ما اسفر منذ الجمعة عن 13 قتيلا و185 جريحاً. وأكد منسق مركز التنمية البيئية والاجتماعية عصام خوري “ان الحياة بدأت تدب تدريجياً في المدينة وبعض المدارس فتحت ابوابها لكن الاهل مازالوا متخوفين من إرسال أطفالهم إليها”. واضاف “إن بعض المحال التجارية فتحت ابوابها وشوهدت حركة لبعض السيارات في مختلف الاحياء”. وتحدث خوري عن جهات خارجية تحرض عبر إثارة النعرات الطائفية، مشيراً الى بعض القنوات الفضائية التي تبث عبر شريطها الاخباري اخباراً مغلوطة. في وقت أظهر التلفزيون الرسمي شوارع خالية في المدينة تناثرت فيها الحجارة والزجاج المهشم وهيكلين محطمين لحافلتين محترقتين. ولاحظت مراسلة فرانس برس انتشار عدد كبير من وحدات الجيش على مفارق الطرق الرئيسية كما انتشرت القوات الأمنية والعسكرية بكثافة في ساحة الشيخ ضاهر التي شهدت اعنف الأحداث في المدينة التي بدت أشبه بـ”مدينة أشباح”. وأنشأ السكان لجاناً لحماية احيائهم بوضع سواتر معدنية واطارات ونصبوا عدداً من الاعمدة الخشبية عند نهاية الازقة لاستخدامها كحواجز. وقال شاهد عيان يملك متجراً في المدينة “جاءت مجموعة من الشباب يوم السبت قادمة من شارع القوتلي باتجاه ساحة الشيخ ضاهر وبدأوا بتكسير المحال والسيارات وحطموا الهواتف العمومية واللوحات الاعلانية كما احرقوا باصين كبيرين كانا مركونين في وسط الساحة”. واضاف أن المعتدين عمدوا بعد ذلك الى محاولة اقتحام مكتب شركة الاتصالات سيرياتيل وعند عدم نجاحهم بذلك قاموا بحرقها”. واضاف انهم أحرقوا العيادات الطبية التي تقع في الطابق الذي يعلو المكتب. من جهته، اعتبر ناشط فضل عدم الكشف عن اسمه أن ما يجري في اللاذقية لا علاقة له بما جرى في بداية الاعتصامات التي جرت، لافتاً الى ان هذا لا يعني ان المشكلة الطائفية محصورة في اللاذقية. واعتبر ان اهم سلاح لزعزعة الأمن والاستقرار هو الفتنة الطائفية ومن يقومون على ادارة هذا المشروع يدركون ان تحقيق مطالب الناس ليس الغاية ولا يعنيهم. وقال المعارض السوري البارز عارف دليلة إن بعض الشخصيات الدينية السنية والعلوية وشخصيات المجتمع المدني التقت في مدينة اللاذقية عملاً على احتواء العنف الطائفي في المدينة، واضاف أن الوضع يبدو هادئاً بعد ان تدخلت بعض الشخصيات، وأعرب عن أمله ان يختار النظام مخرجاً من هذه الأزمة يجنب سوريا المزيد من إراقة الدماء. الى ذلك، اكد نائب الرئيس السوري ان الاسد سيعلن عن قرارات مهمة خلال اليومين المقبلين “تطمئن كل أبناء الشعب”. فيما حملت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان الاصوليين من جماعة “الاخوان المسلمين” المحظورة مسؤولية اعمال العنف الأخيرة بهدف ضرب التعايش الديني، لكنها أكدت ان هذه المحاولة ستفشل كما فشلت محاولات أخرى في السابق. وقالت شعبان “إن الاصوليين هم الذين يقفون وراء هذه الاحداث بسبب حقدهم على سوريا التي تعتبر مثالًا للتعايش وهدفهم الاساسي هو ضرب هذا التعايش”، موضحة ان هناك اجانب وسوريين بين الاشخاص الذين يتم استجوابهم. واضافت “إلا أننا نثق بشعبنا لأنه هو وليس الحكومة الذي هزم الاخوان عام 1982 ولولا دعمه لما كنا نجحنا على الإطلاق”. وقالت شعبان “إن الاخوان لا ينسون ويعتقدون انهم يستطيعون اعادة الكرة مستفيدين مما حصل في تونس ومصر، الا أن الوضع مختلف في سوريا وسيفشلون مرة جديدة”. وتابعت “إن دوافعهم مختلفة تماما ولا علاقة لها على الإطلاق بالمطالب المشروعة للشعب السوري”. وكانت جماعة الاخوان دخلت في مواجهات مسلحة مع النظام في سوريا ابتداء من نهاية السبعينيات. وفي عام 1982 تلقى انصار الجماعة ضربة قوية في مدينة حماه عندما حاولوا قلب النظام، فتدخل الجيش بقوة في المدينة لقعمهم وتردد ان نحو 20 ألف شخص قتلوا في المواجهات. واكدت شعبان أنه ليس لدى السلطات اي مشكلة مع الذين يريدون ان يتظاهروا بشكل سلمي كما حصل في لندن والنزول الى الشارع للتعبير عما يريدون، الا أن ما هو غير مقبول هو اشعال النار والتصرف مثل المشاغبين”. وأكدت مجددا أن القرار بإلغاء قانون الطوارىء المعمول به منذ العام 1963 قد اتخذ، وقالت إنه بعد إلغاء هذا القانون سيتم إطلاق سراح كل الاشخاص المعتقلين استناداً إليه. ودعا مجلس الشعب الرئيس السوري بشار الاسد الى توضيح اجراءات تعزيز الديمقراطية التي وعد بها ووقف دقيقة حداد على ارواح قتلى تظاهرات الأيام الاخيرة. وأكد النائب محمد حبش ان اعضاء مجلس الشعب تحدثوا بتقدير واحترام عن موقف الرئيس والاستجابة لمطالب الناس وطلب توضيحاً عن الاجراءات التي ستتخذ وأن يأتي الرئيس الى البرلمان ويشرح الخطوات المطلوبة”. وتحدث حبش عن وجود مؤامرة طائفية ضد سوريا والهدف منها تمزيق الشعب الى طوائف وإثارة النعرات. وقال “هناك موقف واحد لرفض المؤامرة الطائفية ضد سوريا في المجلس. واعلن مصدر سوري رسمي ان مسيرات دعم وتأييد للرئيس السوري ستجري اليوم في جميع المدن السورية. ودعت نقابات مهنية عدة أعضاءها الى المشاركة في هذه المسيرات. وانشأ مناصرون للرئيس صفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” دعوا فيه الى المشاركة. وفي المقابل، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن السلطات اعتقلت عشرات المعارضين بينهم 5 محامين خلال تظاهرات الجمعة في دمشق وحمص ودير الزور ومدن اخرى.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©