الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

?فضل ?المحافظة ?على ?صلاة ?الفجر

19 ابريل 2018 21:48
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:- يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)، «سورة الإسراء: الآية 78».جاء في كتاب صفوة التفاسير للصابوني في تفسير الآية السابقة: «أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ»، أي حافظ يا محمد على الصلاة في أوقاتها من وقت زوال الشمس عند الظهيرة إلى وقت ظلمة الليل (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ)، أي وأقم صلاة الفجر، وإنما عبَّر عنها بقرآن الفجر لأنه تطلب إطالة القراءة فيها (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)، أي تشهده ملائكة الليل والنهار، كما في الحديث: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ ?مَلاَئِكَةٌ ?بِاللَّيْلِ ?وَمَلاَئِكَةٌ ?بِالنَّهَارِ، ?فَيَجْتَمِعُونَ ?فِي ?صَلاَةِ ?العَصْرِ، ?وَصَلاَةِ ?الفَجْرِ ?...»، ?الحديث?، ?قال ?المفسرون: ?في ?الآية ?الكريمة ?إشارة ?إلى ?الصلوات ?المفروضة، ?فدلوكُ ?الشمس ?زوالُها ?وهو ?إشارة ?إلى ?الظهر ?والعصر، ?وغَسَقُ ?الليل ?ظلمتُه، وهو ?إشارة ?إلى ?المغرب ?والعشاء، ?وقرآن ?الفجر ?صلاة ?الفجر، ?فالآية ?رمزٌ ?إلى ?الصلوات ?الخمس»، (?صفوة التفاسير للصابوني 2/‏‏171-172)?.إن للصلاة في الإسلام منزلة رفيعة لا تَعْدِلُهَا منزلة، فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، كما جاء في الحديث الشريف أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ»، (صفوة التفاسير للصابوني 2/‏‏171-172)، كما أنها أول ما أوجبه الله سبحانه وتعالى من العبادات، ومن المعلوم أن وقت الفجر من أجلِّ الأوقات وأكثرها بركة، يضاعف الله سبحانه وتعالى فيه الأجر والثواب، وتُرفع فيه الحسنات، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بهذا الوقت العظيم في كتابه الكريم، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (وَالْفَجْرِ)، (سورة الفجر: الآية 1». فضل وقت الفجر والسَّحَر إن وقت الفجر من أعظم الأوقات وأفضلها؛ لذلك كان رسولنا- صلى الله عليه وسلم- يُطيل القراءة في صلاة الفجر، ووقت الفجر يتبارك الوقت الذي قبله، والذي بعده ببركته، فوقت السَّحَر، هو أعظم أوقاف الليل لأنه قبل الفجر؛ لذلك يجب على المسلم أن يحرص على استغلال هذا الوقت المبارك بالاستغفار والرجوع والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)، «سورة آل عمران: الآية 17»، فقد فاز مَنْ كان مستيقظاً والناس نيام، حريصاً على رضا الله سبحانه وتعالى والتقرُّب إليه، فقد جاء في الحديث الشريف عَنْ‏? ?أَبِي? ?هُرَيْرَةَ?- ? رَضِيَ? ?اللهُ? ?عَنْهُ-? ?أَنَّ ?رَسُولَ ?اللَّهِ - صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- ?قَالَ: «يَنْزِلُ ?رَبُّنَا ?تَبَارَكَ ?وَتَعَالَى ?كُلَّ ?لَيْلَةٍ ?إِلَى ?السَّمَاءِ ?الدُّنْيَا?، ?حِينَ ?يَبْقَى ?ثُلُثُ ?اللَّيْلِ ?الآخِرُ، ?يَقُولُ: ?مَنْ ?يَدْعُونِي ?فَأَسْتَجِيبَ ?لَهُ، ?مَنْ ?يَسْأَلُنِي ?فَأُعْطِيَهُ، ?مَنْ ?يَسْتَغْفِرُنِي ?فَأَغْفِرَ ?لَهُ»، (?أخرجه البخاري)?.فما أعظمه من وقت يُسْتَحَبُّ فيه الاستغفار والصّلاة والدّعاء استجابة لنداء الله تبارك وتعالى. فضل صلاة الفجر من المعلوم أن لصلاة الفجر أجراً عظيماً وثواباً جزيلاً، فقد وردت أحاديث كثيرة عن رسولنا- صلى الله عليه وسلم- تُبَيِّنُ فضل صلاة الفجر، ومنها:* عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا‏? ?- ?عَنِ ?النَّبِيِّ?- صَلَّى ?اللهُ ?عَلَيْهِ? ?وَسَلَّمَ- ?قَالَ: «?رَكْعَتَا ?الْفَجْرِ? ?خَيْرٌ ?مِنَ ?الدُّنْيَا ?وَمَا ?فِيهَا» (أخرجه مسلم).* وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى‏? ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ: «مَنْ ?صَلَّى ?الْغَدَاةَ ?فِي ?جَمَاعَةٍ ?، ?ثُمَّ ?قَعَدَ ?يَذْكُرُ ?اللَّهَ? ?حَتَّى ?تَطْلُعَ ?الشَّمْسُ، ?ثُمَّ ?صَلَّى ?رَكْعَتَيْنِ: ?كَانَتْ ?لَهُ ?كَأَجْرِ? ?حَجَّةٍ ?وَعُمْرَةٍ». قَالَ: ?قَالَ ?رَسُولُ ?اللَّهِ ?- صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ? ?وَسَلَّمَ-: «?تَامَّةٍ ?تَامَّةٍ ?تَامَّةٍ»، (?أخرجه الترمذي).* وَعَنْ جُنْدب الْقَسْرِيّ‏? ?قَالَ: ?قَالَ ?رَسُولُ ?اللَّهِ ?- ?صَلَّى ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ-?: «?مَنْ ?صَلَّى ?صَلاةَ ?الصُّبْحِ ?فَهوَ ?فِي ?ذِمَّةِ ?اللَّهِ، ?فلا ?يَطْلُبَنَّكُمُ ?اللَّهُ ?مِنْ ?ذِمَّتِهِ ?بِشَيْءٍ،? ?فَإِنَّهُ ?مَنْ ?يَطْلُبْهُ ?مِنْ ?ذِمَّتِهِ ?بِشَيْءٍ ?يُدْرِكْهُ ?، ?ثُمَّ ?يَكُبَّهُ ?عَلَى ?وَجْهِهِ ?فِي ?نَارِ ?جَهَنَّمَ»، (أخرجه مسلم).* وَعَنْ‏? ?عُثْمَانَ? ?بْنِ? ?عَفَّانَ? ?-??رَضِيَ? ?اللهُ? ?عَنْهُ- ?قَالَ?: ?سَمِعْتُ ?رَسُولَ ?اللَّهِ?- صَلَّى? ?اللَّهُ ?عَلَيْهِ ?وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «مَنْ ?صَلَّى ?الْعِشَاءَ ?فِي? ?جَمَاعَةٍ ?فَكَأَنَّمَا ?قَامَ ?نِصْفَ ?اللَّيْلِ، ?وَمَنْ ?صَلَّى ?الصُّبْحَ? ?فِي ?جَمَاعَةٍ ?فَكَأَنَّمَا ?صَلَّى ?اللَّيْلَ ?كُلَّهُ»، (أخرجه مسلم).عند دراستنا للأحاديث النبوية الشريفة السابقة يتبين لنا فضل صلاة الفجر وبركتها وأهميتها وعظيم أجرها عند الله سبحانه وتعالى، فركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها، ومن صلّى الفجر كان له أجر حجة وعمرة تامة، وكان في ذمة الله سبحانه وتعالى «أي في رعايته وضمانه»، ومن بركات صلاة الفجر أن من أَدَّاها جماعة فكأنما صلّى الليل كله، فما أجلَّه من وقت، وما أعظمها من صلاة؛ لذلك فإن من الواجب علينا أن نحرص على المحافظة على أداء هذه الفريضة العظيمة في جماعة.إنَّ الصَّلاة تغرس في الإنسان معنى الطاعة والعبودية لله عزّ وجلّ في جميع الأحوال؛ لأن المُصَلِّي يأخذ جرعات إيمانية خمس مرات في اليوم والليلة تبدأ بصلاة الفجر، فتظل صلته بالله سبحانه وتعالى مستمرة، فالمؤمن يناجي ربه ويستمدُّ منه القوة.(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتقبَّلْ دُعَاء)،وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. بقلم الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©