الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتعاشة الأسهم تعيد مستثمرين إلى قاعات التداول بعد «غياب» لأكثر من 3 أعوام

انتعاشة الأسهم تعيد مستثمرين إلى قاعات التداول بعد «غياب» لأكثر من 3 أعوام
25 مارس 2012
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - أعادت موجة النشاط التي تشهدها أسواق الأسهم المحلية حالياً شريحة كبيرة من المستثمرين إلى قاعات التداول بعد غياب دام أكثر من 3 سنوات منذ بدء الأزمة المالية العالمية. وقال مستثمرون في قاعة تداول سوق أبوظبي للأوراق المالية التقتهم “الاتحاد” إن الارتفاعات الأخيرة التي تشهدها الأسواق والتي استمرت لفترة طويلة جعلتها مختلفة تماما عن الفترات السابقة، الأمر الذي شجعهم على العودة للتداول، بعدما كانوا قد علقوا نشاطهم لسنوات، تراوحت بين عامين وثلاثة أعوام، بسبب الانخفاضات الحادة للأسواق. وتراجع مؤشر سوق الإمارات المالي العام الماضي بنسبة 11,8% بواقع 13% لسوق أبوظبي و17,4% لسوق دبي المالي، لكنه عاد ليرتفع منذ بداية العام الحالي بأكثر من 9%. وحصدت الأسواق في شهر فبراير الماضي أكبر مكاسب شهرية خلال 3 أعوام بواقع 30 مليار درهم، حيث حقق سوق أبوظبي ارتفاعاً بنسبة 6,5% وسوق دبي 20,5% وقال جمال عجاج مدير مركز الشرهان للأسهم والسندات، إنه تلقى في الفترة الأخيرة مكالمات هاتفية من مستثمرين عادوا للتداول بعد غياب أكثر من عامين، حيث شجعتهم موجة الصعود الأخيرة على مزاولة نشاط التجارة في الأسهم. ويبلغ عدد المستثمرين في أسواق الأسهم المحلية نحو 1,5 مليون مستثمر منهم اكثر من 900 ألف مستثمر في سوق أبوظبي للأوراق المالية. وبدأت حركة المستثمرين في قاعة تداول سوق أبوظبي تزداد نسبياً، وإن ظلت بعيدة عن الازدحام الذي كانت تعج به في سنوات الطفرة قبل الأزمة المالية. بيد أن المكالمات الهاتفية التي تتلقاها مكاتب الوساطة من مستثمرين راغبين في الشراء أو بيع الأسهم، ارتفعت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة قياساً بالعام الماضي، بحسب عجاج. وقال عبدالله بن أحمد المزروعي احد المستثمرين الذين عادوا للتداول بعد فترة انقطاع منذ العام 2009 إنه عاد إلى قاعة التداول بسوق أبوظبي التي كان حريصاً على التواجد بها يومياً حتى أوائل العام 2008. ويستذكر المزروعي أنه قرر بعدما لحقت به خسائر كبيرة عقب الأزمة المالية، تجميد تعاملاته إلى حين تحسن الأوضاع. وأضاف “لم أكن حتى أوائل الشهر الحالي، واثقاً باستمرار موجة الصعود التي تمر بها الأسواق حالياً على اعتبار أن الأسواق وعلى مدار 3 سنوات كانت تمر بموجات مشابهة سرعان ما تنتهي، لكن استمرار تحسن التداولات شجعني على العودة من جديد”. وأفاد بأنه تمكن من تعويض جزء بسيط من الخسائر التي مني بها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، جراء التراجع الكبير في الأسعار، موضحا أن محفظته الاستثمارية المشكلة من نحو 100 ألف سهم كانت تقدر بقيمة سوقية تصل إلى مليون درهم، في حين قيمتها اليوم تصل إلى 250 ألف درهم. وحققت شريحة كبيرة من الأسهم، خصوصاً الأسهم الصغيرة التي تراجعت دون قيمتها الاسمية “درهم” طيلة السنوات الثلاث الماضية نسب ارتفاع قياسية بلغت في مجموعة من الأسهم 200%. وقال أحمد بن حمودة إن شركة الوساطة التي يتعامل معها والتابعة لأحد البنوك الوطنية طلبت منه أن يعاود التداول من جديد لتعويض خسائره، من خلال اقتناص فرص تحسن الأسعار. وأضاف “نتمنى أن تكون الموجة الحالية مختلفة عن الموجات السابقة التي كانت عبارة عن مضاربات، وفترات ارتفاع قصيرة سرعان ما انتهت”. وأوضح أن عدم توفر السيولة لديه دفعه إلى تدوير ما يمتلكه من أسهم ظلت مجمدة منذ النصف الأول من العام 2009، موضحاً أنه قام بعمليات بيع تمكن خلالها من رفع عدد الأسهم التي يمتكلها، وبالتالي تقلصت خسائره جزئياً. وأفاد بأن الفترة الحالية من النشاط، ورغم عمليات جني الأرباح، شجعت كثيراً من المستثمرين الذين ابتعدوا عن الأسواق لسنوات إلى العودة من جديد، بهدف محاولة تقليص خسائرهم والاستفادة من الصعود الحادث حالياً. حسن ابو السعود، مستثمر مصري عاد للتواجد في قاعة تداولات سوق أبوظبي منذ شهرين، يؤكد أنه وجد في الارتفاعات الحالية للأسواق، فرصة جيدة لتدوير محفظته الاستثمارية التي جمدها منذ الربع الأول من 2009 بسبب الخسائر التي لحقت به، جراء التراجع الحاد للأسواق، على خلفية أزمة ديون شركة دبي العالمية. وأضاف أنه اتخذ قراره بتجميد التعامل في أسهمه منذ ذلك الوقت، ولكنه يسعى للتعويض حالياً. وبين أن أسعار العديد من الأسهم التي بحوزته أقل بكثير من الأسعار التي اشترى بها عام 2009، ولهذا يحاول قدر الإمكان تنفيذ صفقات بيع وشراء، لتعديل الأسعار قدر الإمكان. وقال عجاج إن استمرار التحسن، من خلال ارتفاع قيم وأحجام التداول، يشجع المزيد من المستثمرين على العودة للأسواق. وأوضح أن ارتفاع عدد الصفقات المنفذة في الأسواق، يعكس تحول شريحة من المضاربين إلى مستثمرين قصيري الأجل على الأقل، حيث تشجعهم الارتفاعات الجيدة للأسهم على عدم التعجل بالبيع، كما كان يحدث في السابق. وأضاف أن ارتفاع مجموعة كبيرة من الأسهم خصوصاً الصغيرة التي تقل أسعارها السوقية عن القيمة الاسمية بنسب قياسية تتجاوز 100% يعد مغرياً للكثير من المستثمرين الذين كانوا مترددين في دخول للأسواق، للعودة من جديد للاستفادة من موجة النشاط الحالية. وأكد عجاج أن الفترة الحالية من النشاط مختلفة تماماً عن تلك الفترات التي مرت بها الأسواق خلال العامين الماضيين، حيث خرجت الأسواق بالفعل من القاع، ومن المسار الهابط الذي استمرت فيه على مدار ما يقرب من ثلاثة أعوام ونصف العام، اضافة إلى أن أحجام وقيم التداولات سجلت تحسنا ملموسا إلى 800 -900 مليون درهم كمتوسط يومي مقارنة مع 150 -200 مليون درهم او اقل العام الماضي. وسجلت تداولات الأسواق ارتفاعا ملحوظا منذ بداية العام تقترب من 26 مليار درهم، مقارنة مع 56 مليار درهم في العام 2011 أي أن تداولات أقل من 3 أشهر، تعادل نصف تداولات العام بأكمله تقريبا، في مؤشر على الارتفاع الملموس في أحجام التداولات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©