الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدول النامية تزاحم أميركا على رئاسة البنك الدولي

الدول النامية تزاحم أميركا على رئاسة البنك الدولي
25 مارس 2012
واشنطن (أ ف ب) - أعلن البنك الدولي أمس أن ثلاثة مرشحين يتنافسون لتولي رئاسته خلفا لروبرت زوليك الذي تنتهي ولايته في الثلاثين من يونيو المقبل، هم أميركي وكولومبي ونيجيرية. وقالت هذه الهيئة المالية الدولية في بيان نشر بعد انتهاء مهلة تقديم الترشيحات، ان المرشحين الثلاثة هم الإميركي جيم يونج كيم والكولومبي خوزيه انتونيو أوكامبو والنيجيرية نجوزي أكونجو أيويلا. وقبل ساعات قليلة من انتهاء موعد تقديم الترشيحات، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أنه اختار الطبيب وعالم الانتروبولوجيا جيم يونج كيم (52 عاما) الذي يتحدر من كوريا الجنوبية ويترأس جامعة دارتماوث العريقة. وقال الرئيس الاميركي إن «كيم أمضى أكثر من عقدين في العمل من اجل تحسين ظروف الحياة في الدول النامية». وشكلت تسمية جيم يونج كيم مفاجأة لأن اسمه لم يرد قبلا بين المرشحين المحتملين لخلافة زوليك. وقال مصدر قريب من البنك الدولي لوكالة فرانس برس «لم يكن (ترشيحه) متوقعا اطلاقا». من جهته، قال مسؤول كبير في وزارة الخزانة الاميركية إن أول الذين فوجئوا بترشيح كيم هم شركاء الولايات المتحدة في هذه الهيئة المتخصصة بالمساهمة في التنمية، والذين لم تتم استشارتهم. وقبل ساعات من انتهاء المهلة، اعلنت جنوب افريقيا القوة الناشئة في القارة، ترشيح وزيرة المالية النيجيرية نجوزي اوكونجو ايويالا (57 عاما) التي كانت تعمل في إدارة البنك وتعد منافسة جدية للمرشح الأميركي. وكان وزير المالية الكولومبي السابق والاستاذ حاليا في جامعة كولومبيا خوسيه انطونيو اوكامبو (59 عاما) اعلن الاربعاء ترشحه للمنصب. وعبرت مجموعة المنظمات غير الحكومية اوكسفام انترناشونال عن ارتياحها «لوجود نقاش حقيقي حول طريقة الحصول على إدارة شرعية وتتمتع بمصداقية للبنك الدولي»، مشيرة إلى أن افريقيا «تقدمت بمرشحة تتمتع بمؤهلات كبيرة». وبموجب اتفاق ضمني بين الولايات المتحدة وأوروبا يتولى رئاسة البنك الدولي اميركي بينما يتولى إدارة صندوق النقد الدولي أوروبي. وكيم ليس معروفا لكنه تولى ملف الايدز في منظمة الصحة العالمية. وهو مختلف تماما عن الذين تولوا رئاسة البنك الدولي الذين جاؤوا جميعهم تقريبا من أوساط السياسة أو المال. وقال مارك فيسبروت من مركز الابحاث الاقتصادية والسياسية إنه «إذا أصبح كيم رئيسا فسيكون اول شخص مؤهل لهذا المنصب» يشغله منذ إنشاء هذه الهيئة المالية الدولية. وتعول واشنطن على التزامه قضايا المجموعات الاكثر ضعفا واصوله (هاجر إلى الولايات المتحدة عندما كان في الخامسة من عمره) لايجاد توافق حول اسمه في مجلس إدارة البنك الذي يضم ممثلي 25 بلدا أو مجموعة دول. وفور إعلان ترشيح الاميركي جيم يونج كيم، عبر وزير المالية الكندي جيم فلاهيرتي عن دعمه لانتخابه. وقال ان «كيم قيادي بارز في مجال التنمية والصحة في العالم ومشهود له في عمله في مكافحة انتشار الايدز والسل في الدول النامية». واضاف «نعتقد انه المرشح الافضل لتولي منصب رئيس البنك الدولي». من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه انه «ليس هناك اي سبب حاليا» للتشكيك في اتفاق تقاسم السلطة بين الاميركيين والاوروبيين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وقال مصدر قريب من البنك الدولي ان «الامر لن يكون بسيطا على الاوروبيين، لأنه من الصعب عليهم دعم هذا الترشيح الضعيف بالمقارنة مع ترشيح» وزيرة المالية النيجيرية. وأضاف «لا أحد يعرف تفاصيل عن كيم». واعترف مسؤول اميركي كبير بأن اختيار رئيس للبنك يمكن ان يشكل موضوع خلاف للمرة الاولى. وقد صرح المستشار الاقتصادي للرئاسة الروسية الجمعة بأن جنسية الرئيس المقبل للبنك الدولي اقل أهمية من زيادة دور دول «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) في الهيئات الإدارية. وقال البنك الدولي ان مديري البنك الـ 25 سينظمون «مقابلات رسمية مع المرشحين الثلاثة في واشنطن مع بدء عملية اختيار الرئيس الجديد بالاجماع قبل اجتماعات الربيع» التي تعقد في 20 أبريل. المؤسسة الدولية في سطور البنك الدولي الذي يتنافس ثلاثة مرشحين هم اميركي ونيجيرية وكولومبي لتولي رئاسته، هيئة دولية مهمتها الحد من الفقر في العالم عبر دعم التنمية. وقد تأسس هذا البنك مع توأمه صندوق النقد الدولي في مؤتمر بريتون وودز (الولايات المتحدة) في 1944. وهو يضم حاليا 187 دولة عضوا ومقره في واشنطن.وقد سمي أولا المصرف الدولي لاعادة الاعمار والتنمية. يتألف البنك عمليا من مؤسستين مترابطتين هما البنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية والجمعية الدولية للتنمية. تقدم المؤسسة الاولى قروضا للدول ذات الدخل المتوسط والدول الفقيرة القادرة على تسديد الديون مثل المكسيك وروسيا والجزائر وجواتيمالا. أما المؤسسة الثانية فتقدم قروضا أو اعتمادات بلا فوائد ومنح للبلدان الاكثر فقرا في العالم. وخلال سنته المالية التي انتهت في 30 يونيو الماضي، وافق البنك الدولي على تقديم قروض جديدة بقيمة 57,3 مليار دولار. يحصل البنك الدولي لاعادة الاعمار والتنمية على موارده من الاسواق الدولية للرساميل، بينما تعتمد الجمعية الدولية للتنمية الى حد كبير على مساهمات أغنى دولها لتمويلها. والقروض التي توزعها الجمعية الدولية للتنمية ويوافق عليها الاعضاء الـ25 في مجلس ادارة البنك الدولي الذين يمثـلـــون الدول الاعضــاء الـ 185، تسدد خلال ثلاثين أو أربعين سنة مع فترة سماح من عشرة اعوام ومن دون فوائد. قدمت هذه الجمعية منذ تأسيسها قروضا وهبات تبلغ قيمتها اكثر من 161 مليار دولار، بوتيرة ما بين سبعة وتسعة مليارات دولار سنويا، ذهب حوالي خمسين بالمئة منها لافريقيا. والى جانب هاتين الهيئتين الاساسيتين، تساهم ثلاث مؤسسات اخرى في بناء مجموعة البنك الدولي، هي: - مؤسسة التمويل الدولية التي تعرض تمويلات لتشجيع الاستثمار الخاص في الدول النامية، وهذا يجري حاليا في اكثر من 100 دولة. وبلغت قيمة محفظتها من الديون 48,8 مليار دولار في 2011. - الوكالة المتعددة الأطراف لضمان الاستثمارات التي تقدم للمستثمرين ضمانات ضد الخسائر المرتبطة بالمخاطر غير التجارية في الدول النامية. - المركز الدولي لتسوية الخلافات المتعلقة بالاستثمارات الذي يؤمن آليات دولية للمصالحة والتحكيم في النزاع المرتبطة بالاستثمارات. ويعمل اكثر من تسعة آلاف شخص في مكاتب البنك الدولي في العالم. والبنك الدولي هدف دائم لانتقادات الحركات المناهضة للعولمة التي تتهمه بزيادة ديون الدول الاكثر فقرا عبر اقراضها بدلا من منحها الاموال وترى انه يخدم مصالح الدول الغنية. المرشحون الثلاثة: خوسيه أوكامبو خوسيه انطونيو أوكامبو (59 عاما) خبير اقتصاد عمل لحساب الحكومة الكولومبية والامم المتحدة. تولى على التــوالي مــناصــب وزير الزراعــة ورئيــس مجــلس ادارة البنك المركزي في الـحكومة الكولومبية، والمدير التنفيذي للجنة الاقتصادية لاميركا اللاتينية والكاريبي لست سنوات. وبين عامي 2003 و2007 كان مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية. وهو حاليا أستاذ في معهد الشؤون العامة والدولية في جامعة كولومبيا في نيويورك. جيم كيم جيم يونج كيم (52 عاما) المرشح الاميركي ولد في كوريا الجنوبية لكنه نشأ في ولاية ايوا. ونال شهادة في الطب وعلم الانتروبولوجيا من جامعة هارفارد وكان أستاذا في جامعات طب عديدة. وبين عامي 2003 و2007 تولى ملف الايدز في منظمة الصحة العالمية لتوزيع أدوية في الدول النامية. وساهم في انشاء منظمة «بارتنرز ان هيلث» التي تنشط في الاوساط الفقيرة والمحرومة في كل مكان من هايتي الى روسيا. وهو حاليا رئيس جامعة دارتماوث العريقة، ومتزوج من يونسوك ليم طبيبة الاطفال التي تولت معالجة أطفال مصابين بالايدز في افريقيا. نجوزي ايويالا نجوزي اوكونجو ايويالا (57 عاما) التي رشحتها بلادها نيجيريا وجنوب افريقيا وانجولا لهذا المنصب. وزيرة المالية النيجيرية وخبيرة الاقتصاد، أمضت اكثر من عقدين تتولى مناصب عديدة في البنك الدولي. وقد ولدت في عائلة ارستقراطية من جنوب نيجيريا، وحصلت على شهادة في الاقتصاد من جامعة هارفرد وعلى شهادة الدكتوراه في الاقتصاد والتنمية من معهد ماستشوستس للتكنولوجيا. وفي آخر منصب تولته في البنك الدولي، كانت مساعدة المدير العام قبل ان تكلفها الحكومة النيجيرية الجديدة بالاشراف على الاصلاحات المالية. وهي متزوجة من طبيب جراح ولديهما أربعة أولاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©