الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرح الجُرن يكتشف المواهب في الريف المصري

مسرح الجُرن يكتشف المواهب في الريف المصري
13 يوليو 2008 02:16
''مسرح الجرن''، هو أحد المشاريع المصرية الواعدة التي تهدف إلى اكتشاف المواهب المسرحية في القرى المصرية، اطلقته منذ فترة قريبة الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة في خمس قرى مصرية، حيث الآمال كبيرة عند المسرحيين المصريين في أن يستمر ويحقق المراد منه· وعلى هامش المهرجان المصري للمسرح الذي تشهده حاليا جميع مسارح الجمهورية المصرية، خصصت في العاصمة المصرية القاهرة ندوة حول مشروع ''مسرح الجرن'' تم خلالها مناقشة المشروع من خلال إيجابيته وسلبياته وكذلك التعريف به، وقال مدير الندوة الدكتور سيد خطاب الاستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، ان ''مسرح الجرن'' يسعى لاكتشاف المواهب الفنية والمسرحية بالقرى ويحاول استخراج القدرات الإبداعية لأبناء هذه القرى والنهوض بها مسرحيا وفنيا وإبداعيا، وكانت هناك تجارب مسرحية عديدة قادها مسرحيون موهوبون في هذا الاطار لكنها لم تستمر؛ إلا أن الأمل في مشروع ''مسرح الجرن'' كبير· من جانبه، قال المخرج المسرحي أحمد إسماعيل، المشرف على مشروع ''مسرح الجرن''، انه مهتم منذ أكثر من ثلاثين عاما بإقامة تجارب مسرحية مختلفة بالقرى والنجوع سعيا لاكتشاف مواهب جديدة من أبناء هذه القرى خاصة ان وضع هذه القرى مسرحيا وفنيا متأخر للغاية، فهناك ما يقرب من 5 آلاف قرية ليس لها نشاط مسرحي أو ثقافي دائم، وهناك تجارب مسرحية فردية قامت بجهود أصحابها لكنها لم تستمر لانها تحمل الطابع الفردي، ويميز مشروع ''مسرح الجرن'' الذي تتولاه وتشرف عليه الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة انه رسمي وترعاه الدولة المصرية ممثلة في وزارة الثقافة وهو ما يمكن التعويل عليه في ان يكون نشاطها المسرحي الخاص· وأضاف انه قدم المشروع بعنوان مشروع التنمية الثقافية والفنية في الريف والمسارح المكشوفة بهدف إيجاد خصوصية في الثقافة والفنون والمسرح، حيث يتناول المشروع أهمية العمل الثقافي في الريف باعتباره حافظا للعادات والتقاليد والقيم الجمالية، ويسعى المشروع لاقامة نشاط ثقافي وفني دائم في عدد من القرى يزداد تدريجيا بهدف تنمية القدرات الابداعية لدى أبناء هذه القرى وبخاصة طلاب المرحلة الاعدادية ويهدف لإشاعة البهجة وتكوين شخصية قادرة على تذوق الجمال والتسامح والتفاول وتنمية العمل الجماعي· وأوضح ان المرحلة التنفيذية من المشروع الذي اتخذ اسم ''مشروع الجرن'' تبدأ بالتنمية الثقافية والفنية لطلاب المرحلة الاعدادية يليها تقديم إبداعات أبناء القرى ثم بناء مسارح مكشوفة تلائم البيئة الموجودة فيها، وبدأ العمل بخمس قرى بالوادي الجديد والفيوم والاسماعيلية والدقهلية والبحيرة وتم تقديم مئات الانشطة الثقافية والفنية من واقع هذه القرى مثل تجميع الحكايات وتنمية المواهب في المجالات الادبية وتقديم تجارب مسرحية وعروض فنون تشكيلية والمأمول ان يزداد عدد القرى المشاركة في المشروع خاصة ان ثماره ظهرت وأثرت إيجابيا على أهالي هذه القرى· وقال الباحث الشعبي عبدالحميد حواس ان مشروع مسرح الجرن ينطلق من خدمة الناس في القرية مصدر الفن وجمهوره ويتأسس ذلك المسرح على أرضية من التراث والحكايات والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية ويسعى لإضافة أطر فنية متنوعة تقدم المواهب عبر عناصر البيئة وهدفه تأكيد الهوية واستعادة دور القرية في تصدير المواهب· وأضاف ان مشروع مسرح الجرن ليس للمسرح فقط لكنه يطمح لاستعادة القرية المنسية فنيا وهو حلم صعب ويحتاج إلى إيمان عميق بالدور الذي يمكن ان تلعبه الثقافة في تنمية الناس والرقي بأذواقهم وشخصياتهم، لذلك ينبغي الاهتمام بدعم المشروع على ان يتوسع ليضم قرى أكبر من حيث العدد ولا يقتصر على طلاب المدارس بل يشمل كل أبناء القرى ممن يقدمون الابداع في جميع النواحي· وأبدى الدكتور سيد الامام الاستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية في مصر، رأيا مخالفا قائلا انه ليس ضد المشروع بشكل كامل ولكنه ضد الوسائل التي نفذت به وصحيح ان القائمين عليه نواياهم حسنة لنشر الثقافة الابداعية والفنية بالقرى ولكن هذه النوايا لا يمكن وحدها ان تنهض بالانسان كما ان العناصر الثقافية متغيرة وليست ثابتة وفق الظروف الاقتصادية والاجتماعية الموجودة ويلاحظ ان القائمين على المشروع يحاولون استعادة تجارب من الماضي في شكل إقامة أنشطة ثقافية لا يمكن وحدها ان تحدث تغييرا في أهالي القرى لان الانسان المصري يحتاج إلى منظومة متكاملة حتى تعيد شخصيته وتطورها ثقافيا وفنيا وليس عن طريق مشروع يقدم مسرحية أو عملا فنيا· وأضاف ان كل التجارب الثقافية والمسرحية السابقة التي حاولت ربط المسرح بالتراث واجهها عدم الاستمرار والفردية وعدم تحقيق الاهداف التي ارتبطت بها، ومشروع مسرح الجرن يدور في نفس الحلقة المفرغة ولن يحدث تأثيرا عميقا لأن الاحلام التي يريد تحقيقها تحتاج إلى تضافر كافة الجهود من المثقفين والمسؤولين فالقضية اكبر من طرح مشروع تتضارب اختصاصاته مع إدارات ثقافية أخرى موجودة ويحتاج إلى مدخل عملي ومتكامل لفكرة التنمية الثقافية حتى يمكن الحديث عن تغيير الشخصية المصرية وترقية ذوقها ثقافيا وفنيا
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©