تدابير جديدة لمنع التزوير في انتخابات المحافظات العراقية

أعلنت مسؤولة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أمس اتخاذ تدابير جديدة وإجراءات صارمة بغية منع التزوير في انتخابات المحافظات التي ستشكل مفصلا مهما في الخارطة السياسية في العراق أواخر الشهر الجاري· وفي حين فشلت حملة لجمع التواقيع اللازمة لإجراء استفتاء على تحويل محافظة البصرة الى إقليم، أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الوطني للإعلام التابع لأمانة مجلس الوزراء في العراق رفض الغالبية تشكيل الأقاليم· وقالت عضو مجلس المفوضية حمدية الحسيني أمس ''في السابق كان الناخب يجد اسمه في أكثر من مركز اقتراع، مما سمح له بالتصويت مرتين أو ثلاثا· أما الآن فقد وضعت السجلات بحيث يجد الناخب اسمه في مكتب اقتراع واحد لتفادي التزوير''· وأكدت اتخاذ ''إجراءات صارمة في عملية العد والفرز وسيتعين على كل ناخب التوقيع أمام اسمه ليتم احتساب التواقيع وعدد الذين أدلوا بأصواتهم ومقارنتها بعدد أوراق الاقتراع''· وذكرت أن المفوضية ''قررت إلغاء نتائج مركز الاقتراع إذا زاد عدد الأوراق أكثر من 5% عن عدد التواقيع''· وأشارت إلى ''تأمين الحماية لصناديق الاقتراع لكي لا يتم التدخل كما فعلت الميليشيات سابقا''· وقالت ''لدينا لجنة بمشاركة الوزارات الأمنية مهمتها حماية نتائج الانتخابات وتوفير الأمن لمراكز التصويت وحماية نقل صناديق الاقتراع من المركز الى العد والفرز في بغداد''، مضيفة أن ''عملية الفرز ستكون بحضور المراقبين ووكلاء المرشحين والموظفين التابعين للمفوضية''· وأضافت الحسيني ''إن الخطة الأمنية ستكون كاملة لحماية الانتخابات ونتائجها وضمان عدم تدخل الشرطة''· وأوضحت ''في السابق كان العسكر يصوتون في اليوم ذاته، مما سمح لهم بالتصويت المتكرر وفي أكثر من مركز، وللحد من الطعن في الانتخابات تقرر أن تكون هناك عملية تصويت خاص بحيث يدلي العسكر والمرضى في المستشفيات والسجناء المحكومين بأقل من خمس سنوات بأصواتهم في 28 يناير''· ويبلغ عدد المراكز الانتخابية حوالى 6500 في العراق، بينها 58 مركزا للتصويت الخاص وداخل كل منها مكاتب عدة للاقتراع· وزادت المفوضية من أعداد المراقبين الانتخابيين بدعم من الأمم المتحدة وقامت بتدريب حوالي 40 ألف مراقب من منظمات المجتمع المدني، ويبلغ عدد المراقبين أكثر من 51 ألفا يمثلون 523 منظمة من المجتمع المدني· وقالت الحسيني ''يمكن لوسائل الإعلام مراقبة الانتخابات وكذلك وكلاء الكيانات السياسية الذين لن يغادروا مراكز الإقتراع حتى الانتهاء من عملية الفرز، كونها مهمة جدا إذ من خلالها يحدث التزوير''· وحول المناطق المتنازع عليها أكدت أن ''المفوضية وضعت خططا مع الجهات الامنية لحماية من يريد التصويت ووتم الاتفاق على حماية هذه المناطق من قبل قوات الأمن المركزية مع القوات الموجودة هناك''، في إشارة الى مليشيات البيشمركة الكردية· من جهته، أكد المتحدث العسكري الاميركي الجنرال ديفيد بيركنز ''اتخاذ اجراءات امنية واسعة النطاق في مراكز الاقتراع بهدف ردع مهاجمين محتملين، ومحاولات تقويض العملية الانتخابية قبل الاقتراع وبعده''· وبدوره قال العميد علي زوين الجبوري من لجنة الأمن للانتخابات إن المرشحين في مناطق مثل الموصل سيتم حمايتهم من قبل الشرطة بعد عمليات قتل استهدفت مرشحين مؤخرا· إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الوطني للإعلام التابع لأمانة مجلس الوزراء في العراق أمس أن معظم المشاركين رفضوا تشكيل الاقاليم، وخصوصا في الجنوب· وأفادت نتائج الاستطلاع الذي شمل جميع القوميات والأديان أن 72% من العراقيين يرفضون مبدأ تشكيل الأقاليم في العراق· كما رفض 80% مبدأ تشكيل إقليم في الجنوب من ثلاث أو تسع محافظات''· وفي السياق، فشلت حملة جمع التواقيع اللازمة لإجراء استفتاء على تحويل محافظة البصرة الغنية بالنفط الى إقليم، وكانت أعطيت مهلة حتى يوم أمس· وقال مدير الانتخابات في المفوضية قاسم العبودي إن الحملة ''لم تكن ناجحة، ولم يقتنع الناخبون بأن هذه المحافظة يجب أن تكون إقليما''· ويقف وراء هذه الحملة النائب عن البصرة وائل عبداللطيف، وكان مفترضا إجراء الاستفتاء بعد حصول حملة التواقيع على نسبة 10% من الناخبين المؤهلين البالغ عددهم الكلي في المحافظة اكثر من مليون و400 ألف ناخب