الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شافيز...رفيق روسيا في السلاح والنفط

شافيز...رفيق روسيا في السلاح والنفط
13 سبتمبر 2009 02:14
ثماني زيارات في ظرف ثماني سنوات، والواقع أن الزعيم الفنزويلي هوجو شافيز يزور العاصمة الروسية كثيراً إلى درجة أن وسائل الإعلام في موسكو، باتت تطلق عليه لقب «رفيق روسيا في السلاح والنفط»، وهي عبارة تلخص وتعكس جيداً التسييس المتزايد لعلاقة تقوم على التجارة في السلاح والطاقة. وبهذه المناسبة، قدم شافيز هدية متميزة لمضيفيه الروس بإعلانه خلال اجتماع مع الرئيس ديمتري ميدفيديف اعتزام فنزويلا الاعتراف رسمياً بالدويلتين الانفصاليتين أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، اللتين خاضت من أجلهما روسيا حربا قصيرة ودموية مع جورجيا العام الماضي. وقبل ذلك، كانت نيكاراجوا، الدولة الصغيرة الواقعة في أميركا الوسطى، الوحيدةَ التي انضمت إلى موسكو للاعتراف باستقلال «الجمهوريتين»، حقيقة يبدو أنها تبرز العزلة الدبلوماسية العميقة التي توجد فيها روسيا على الساحة العالمية. وقال شافيز: «لقد انضمت فنزويلا منذ اليوم للاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا»، مضيفاً «إننا سنبدأ قريباً تحركات لإقامة علاقات دبلوماسية مع هذين البلدين». والجدير بالذكر هنا أن كلا الدويلتين الجبليتين تعتمدان على روسيا في كل شيء تقريباً، حيث لا تجارة لهما ولا اتصال مع العالم الخارجي. «شكرا هوجو»، هكذا رد «ميدفيديف» الذي أضاف قائلا: «إن روسيا تدعم دائماً الحق السيادي للبلدان في الاعتراف أو عدم الاعتراف باستقلال دولة ما. ولكننا بالطبع لسنا غير مكترثين لمصير هاتين الدولتين . إننا جد ممتنين!». ويقول خبراء روس إنه إذا كانت بادرة شافيز لم تكلفه شيئاً تقريباً ربما، فإنها كانت الشيء الذي كان الكريملين يرغب في سماعه. وفي هذا الإطار، يقول أندري كليموف، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الدوما «إن فنزويلا دولة مهمة في أميركا اللاتينية؛ وبالتالي، فإن تتخذ هذه الخطوة يعد أمرا مهماً جداً بالنسبة لنا لأنه يُظهر أننا لسنا لوحدنا»، مضيفاً «ثم إنه مؤشر آخر على أن شراكتنا الاستراتيجية مع فنزويلا آخذة في النمو والكبر. وهذا بالنسبة لنا جزء جديد من العالم حيث يمكن أن نقوم بالأعمال والتجارة وننسج علاقات التعاون. وهي ليس موجهة ضد الولايات المتحدة أو أي بلد آخر». ومثلما يفعل عادة في مثل هذه الزيارات، آثر شافيز إلقاء خطاب ناري هذه المرة أمام الطلبة في «باتريس لومومبا»، وهي إحدى جامعات موسكو حيث يدرس طلبة من بلدان العالم الثالث على الخصوص. ووسط الهتافات والتصفيقات، قال شافيز للطلبة إن أيام «العالم أحادي القطبية»، التي كانت تهيمن عليه الولايات المتحدة باتت معدودة، مضيفاً «إن الولايات المتحدة ترغب في امتلاك العالم بأسره، ولكن الامبراطورية الأميركية أخذت تنهار». ثم أثنى على مضيفيه الروسيين ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين وقال: «أعتقد أن بوتين وميدفيديف سيتركان خلفهما تركة عظيمة، ليس لروسيا فقط وإنما للعالم قاطبة». منذ 2005، أنفق شافيز أكثر من 4 مليارات دولار على اقتناء الأسلحة الروسية، ومن ذلك المقاتلات وطائرات الهيلوكبتر و100000 بندقية من طراز كلاشنيكوف. وحسب وكالة الأنباء الرسمية «آر إي إيه نوفوستي»، فإن شافيز من المرجح أن يوقع صفقات تصل قيمتها إلى مليار دولار أو أكثر ، وتشمل 100 دبابة حربية، وثلاث غواصات تعمل بالديزل، و10 طائرات هيلوكبتر من طراز «إم آي 28 ، وعددا من الصواريخ أرض-بحر مضادة للسفن. ويقول خبراء إن بحث شافيز عن أسلحة أكثر تطوراً يعزى ربما إلى زيادة حدة التوتر مع جارته كولومبيا؛ غير أنه يعكس أيضا تقارباً استراتيجياً أعمق مع روسيا، التي أجرت العام الماضي أول مناورات عسكرية بحرية في النصف الغربي من الكرة الأرضية - رفقة القوات البحرية الفنزويلية – منذ انتهاء الحرب الباردة. وعلاوة على ذلك، كان ثمة حديث العام الماضي عن استعمال طائرات حربية روسية قواعد في فنزويلا وكوبا. وفي هذا السياق، يقول «فلاديمير دافيدوف»، مدير «معهد أميركا اللاتينية» الرسمي في موسكو: «إن التعاون الروسي مع فنزويلا في ازدياد، وهو جزء من انفتاح روسي أكبر على أميركا اللاتينية»، مضيفاً «إننا نتوقع عدداً من الزيارات من قبل زعماء أميركا اللاتينية في المستقبل القريب، مثل الإيكوادور وأوروجواي والبرازيل. فمراكز النشاط الاقتصادي العالمي بدأت تتغير، وهذه البلدان تريد الوصول إلى الأسواق النشطة» في روسيا والاتحاد السوفييتي السابق. من جهة أخرى، من المرتقب أن تتم مجموعة من الشركات النفطية الروسية قريباً صفقة مع شركة النفط الوطنية الفنزويلية «بيتروليوس» حول تطوير حقل نفطي ضخم في حوض نهر أورينوكو، الذي يعتقد أنه أكبر مستودع نفطي في العالم بما قد يصل إلى 1.2 تريليون برميل من الخام الثقيل. .. ويقول خبراء إن السياسة تلعب دورا هنا أيضاً، لأن شافيز يجد أنه من الأسهل التعامل مع الشركات الروسية التي تهيمن عليها الدولة. لكن المكافآت السياسية، مثل اعتراف شافيز المفاجئ بالدويلتين الانفصاليتين، ربما يكون المكسب الوحيد الذي تراه روسيا، حسب ميخائيل كروتيخين، المحلل بمؤسسة «راس-إينيرجي» المستقلة للاستشارات بموسكو، إذ يقول: «إن الشركات الروسية التي تعمل في الخارج لا تدخل عادة أرباحها إلى روسيا؛ وبالتالي، فإن البلاد لن تستفيد من هذا الأمر»، مضيفا «ولكنها دعاية جيدة بالنسبة لروسيا، ولبوتين وميدفيديف، كما أنها تمثل أخبارا جيدة للاستهلاك الداخلي». لكن شافيز لا يعتمد على روسيا فقط من أجل الاستثمار؛ وما على المرء إلا أن ينظر إلى الاستثمارات الضخمة التي تستثمرها الصين في قطاع النفط في فنزويلا أيضاً. فريد وير – موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©