هيئة صحة أبوظبي: 20% فقط من أدوية السعال في السوق المحلي خالية من الكحول

أظهرت دراسة أجرتها هيئة الصحة - أبوظبي أن 20% فقط من أدوية السعال المتداولة في السوق المحلي بالدولة خالية من الكحول بشكل مؤكد، في حين أن النسبة الباقية إما تحتوي على هذه المادة أو لا تحتوي عليها. وقال الدكتور ياسر عصام شريف رئيس مركز معلومات السموم ورئيس قسم سلامة العلاج والمنتجات الطبية بالهيئة في حديث لـ«الاتحاد» إن الدراسة التي شملت 105 أنواع من أدوية السعال الموجودة في السوق المحلي بينت أن 61% من أدوية السعال غير معلوم إذا ما كانت تحتوي على كحول أم لا، وذلك لأن الشركات المنتجة لهذه الأدوية لم تشر على العبوات إذا كانت تحوي مواد كحولية من عدمه. وأضاف أن 12% من أدوية السعال تشتمل على كحول ومبين ذلك على العبوات، في الوقت الذي بلغت نسبة 7% من الأدوية حيث لم يتظم تحديد نسبة الكحول فيها، مشيراً إلى أن 99% من أدوية السعال في الولايات المتحدة لاتشتمل مكوناتها على الكحول. وكشف الدكتور شريف عن نتائج مسوحات أجرتها الهيئة لتحذر من المخاطر التي يجب تجنبها خلال التعامل مع أدوية السعال والزكام ومواد المنظفات والتي تستخدم في الحياة اليومية. وأكد أن الهيئة تسعى إلى مخاطبة الجهات المعنية مثل وزارة الاقتصاد وإدارات حماية المستهلك وجهات أخرى لإعادة النظر في منتجات وأدوية موجودة في الأسواق ولها أضرار على الصحة العامة وتسبب أخطاراً على مستخدميها، بسبب عدم جودتها أو أنها غير مطابقة للمواصفات في بعض الأحيان. ولا تقف جهود الهيئة، وهي الجهة المسؤولة عن تطوير القطاع الصحي بإمارة أبوظبي، عند هذا الحد، بل يستمر عمل فريق مركز معلومات الأدوية والسموم بالهيئة لنشر الوعي بالمخاطر التي قد تحيط بالأفراد والأسر من المواطنين والمقيمين. ولفت شريف إلى أن الدراسة ذاتها بينت أن نسبة 77% من عبوات الأدوية يمكن للأطفال فتحها دون أدنى مجهود أي أنها تمثل خطراً على صحة الأطفال حيث تعرضهم للتسمم في حال شرب جرعات كبيرة من الدواء عن طريق الخطأ. وأضاف أن إحصاءات الدراسة كشفت عن أن نسبة 41% من عبوات أدوية السعال تغيب عنها معايير الجرعات المناسبة، بينما كانت المعايير غير واضحة بنسبة 30%، في الوقت الذي بلغت فيه نسبة العبوات ذات معايير جيدة لجرعات الدواء 29% فقط. وشدد على أن هيئة الأغذية والدواء الأميركية تحذر من إعطاء الأطفال التي تقل أعمارهم عن عامين، أدوية السعال لما لها من تأثير ضار على صحتهم، في الوقت الذي تحذر فيه من تناول الأطفال أقل من ست سنوات لأدوية السعال التي تحتوي على نسبة كحول لا تزيد على 0,5%. وأضاف أن هيئة الأغذية والدواء الأميركية تمنع الأطفال من سن 6 - 12 عاماً من تناول أدوية سعال بنسبة كحول تزيد على 5%، بينما تحظر على الأطفال التي تزيد أعمارهم عن 12 سنة من تناولهم لأدوية السعال التي تحوي مكوناتها نسبة 10% من الكحول. ولفت الدكتور شريف إلى أن الهيئة نجحت، من خلال المسوحات والدراسات على أدوية السعال، في سحب دواء “راينوثايول بروماثزون”، بسبب وجود ملاحظات معملية على مكوناته، وإبلاغ الشركة المنتجة في فرنسا وبناء على قرار الهيئة قامت الشركة بسحب الدواء من الأسواق الفرنسية والأوروبية. مواد التنظيف وقال الدكتور شريف إن مسوحات أظهرت أن 54% من حالات التسمم التي تلقاها مركز معلومات السموم في العام الماضي كانت للأطفال، حيث كان عددهم 32 إصابة بسبب تناول أدوية بكميات كبيرة أو شرب مواد تنظيف عن طريق الخطأ، من إجمالي 59 حالة تمت متابعتها من خلال المركز. وحذر الدكتور شريف، استناداً إلى دراسة تناولت عينات لـ 126 نوعاً من منظفات تباع في الأسواق، من أن 76% من منتجات المواد المنظفة لا تحتوي على أغطية مقاومة للأطفال، في الوقت الذي تحتوي مكونات 16% من هذه المنتجات على مواد حارقة مما يشكل خطراً على حياة وصحة مستخدمي هذه المنتجات. وأوضح أن العينة العشوائية كانت لمنتجات المنظفات تباع في أسواق أبوظبي، وتم الأخذ بعين الاعتبار أن تضم جميع المنتجات السائلة مثل صابون التنظيف أو كرات إزالة الروائح أو منظفات الأرضيات ومواد مبيضة. ولفت الدكتور شريف إلى أن المسح شمل تحليل مواد المنظفات السائلة لتحديد مدى قلويتها لنحو 100 منتج من العينة العشوائية التي شملت الـ 126 منتجاً، بغية إنشاء قاعدة بيانات لمكونات هذه المنتجات. وأشار إلى أن التقييم لمنتجات المنظفات شمل جودة التغليف والمعلومات التي تحويها أغلفة هذه المنتجات، علاوة على اللغات المستخدمة في شرح كيفية تخزينها واستخدامها أو الخطأ في ترجمة المعلومات الخاصة بالاستخدام. منظفات حارقة وأرجع الدكتور شريف اهتمام الهيئة بتحليل مواد المنظفات الموجودة بالأسواق بعد كشفت إحصاءات مركز السموم والدواء بالهيئة عن أن 17% من إجمالي حالات الإصابات بالتسمم في العام الماضي، كانت بسبب تناول أشخاص بالغين أو أطفال مواد منظفات عن طريق الخطأ. وقال إن الإحصاءات التي أظهرها المسح كشفت عن أن 38% من مكونات مواد التنظيف هي مواد حارقة وحمضية تسبب الحروق إذا سقطت على العين أو تناولها أشخاص عن طريق الفم. وعن مدى احتواء عبوات المنظفات على معلومات كافية، قال شريف إن المسح أظهر أن 46% من عبوات المنتجات لا تحوي عبارات لتوضيح غرض الاستخدام، علاوة على 26% من إجمالي المنتجات لا تشرح كيفية الاستخدام. وأضاف الدكتور شريف أن المسح أظهر نسبة 50% من عينة المنتجات لا تشمل معلومات تحذيرية من خطورتها على العين والجلد، في الوقت الذي تعد هذه المواد حارقة أو خطيرة جداً على الإنسان. وأشار إلى أن 32% من المنتجات لا تشتمل على عبارة “يحفظ بعيداً عن استخدام الأطفال”، إضافة إلى أن 46% من عينة مواد المنظفات لا تشرح نصائح الإسعافات الأولية في حال الإصابة بهذه المواد سواء بتناولها أو إذا سكبت على الجلد. مسؤولية المستهلك ودعا رئيس مركز معلومات السموم بالهيئة المستهلكين المواطنين والمقيمين إلى ضرورة توخي الحذر في أثناء شراء المنتجات وعدم اختيار المنتجات رخيصة الثمن أو التي لا تحتوي على معلومات عن المنتج أو التي لا يعرفون مصدرها. ونصح بضرورة شراء مواد التنظيف التي تكون مغلفة جيداً، وضرورة تضمنها معلومات بلغات يفهمها المستهلكون، لافتاً إلى أهمية تخزين مواد المنظفات في أماكن مرتفعة حتى لا تكون في متناول أيدي الأطفال. وحذر من خلط منظفات من أنواع مختلفة لما لها من مخاطر حيث إن منها القلوي والحمضي الذي يمكن أن يتفاعل لينتج غازات سامة تؤذي الإنسان البالغ والأطفال ويتزايد الخطر في حالات النساء الحوامل. دورات التوعية وعن الخطوات المستقبلية التي ستقوم بها الهيئة على صعيد التوعية، قال الدكتور شريف إن الهيئة لا تقف فقط عند جانب إصدار التشريعات فقط بل تمتد أيضاً لتوعية الجمهور بأهمية الاستخدام الصحيح للمنظفات والمواد الكيماوية، مشيراً إلى أن الهيئة طبعت مطويات توعوية باللغتين العربية والإنجليزية تشمل على تحذيرات من مواد التنظيف وكيفية التعامل مع حالات الإصابات في حال تناولها. وكشف النقاب عن أن الهيئة تعد لإطلاق “أسبوع الوقاية من السموم” في أكتوبر من العام الجاري في المدارس والمراكز التجارية للوصول إلى الآباء والطلاب بالمدارس لنشر الوعي بخطورة الاستخدام الخاطئ للمنظفات. ولفت إلى أن الإسعافات الأولية داخل المنزل في حال وقوع إصابات تسمم من جراء تناول مواد لمنظفات أو كيماوية، من أهم الخطوات لعدم تفاقم الإصابات ولإنقاذ المصابين. وأشار إلى أن الجمهور يمكنهم الاتصال في حال حدوث حالات التسمم بالرقم المجاني 800424 أو إرسال التساؤلات عن طريق الموقع الالكتروني www.haad.ae/HAADDeps وتسجيل استفساراتهم بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية في الثالثة بعد الظهر، على أن يعاود فريق المركز بالاتصال مع الجمهور.