الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرب أفغانستان... تأييد بريطاني يتقلص

حرب أفغانستان... تأييد بريطاني يتقلص
13 سبتمبر 2009 02:14
تتزامن عاصفة من الجدل المحتدم في بريطانيا حول عملية إنقاذ مميتة في أفغانستان مع صدور نتائج استطلاع جديد للرأي يُظهر تراجع التأييد للحرب هناك، وهو أمر قد يتسبب في توتر علاقات الولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها في «الناتو» ويطرح عراقيل جديدة أمام جهود الرئيس أوباما الرامية إلى إقناع بقية الحلفاء بإرسال مزيد من القوات. وتعد بريطانيا ثاني أكبر مساهم بالجنود في مهمة «الناتو» بأفغانستان؛ غير أن تزايد الشكوك بشأن الاتجاه الذي تسير فيه المهمة جعل البريطانيين يعارضون التزاماً عسكريا أكبر هناك؛ لاسيما وأن المزاعم التي انتشرت على نطاق واسع حول تزوير الانتخابات الأفغانية، تُضعف الدعم الدولي للرئيس الأفغاني حامد كرزاي. كما أن عملية إنقاذ الصحفي المختطف «ستيفان فارل»، والتي أفضت إلى مقتل عنصر من القوات الخاصة ومترجم «فارل» (سلطان منادي)، تبرز بواعث القلق بشأن ارتفاع عدد القتلى العسكريين. استطلاع الرأي الجديد، والذي أجراه «صندوق مارشال»، سأل المستجوَبين حول ما إن كانوا سيؤيدون طلباً من الرئيس أوباما بزيادة عديد القوات هناك. لكن أغلبيات كبيرة عبر أوروبا أبدت معارضتها، حيث قال 75 في المئة من البريطانيين و86 في المئة من الألمان، إن طلب أوباما ينبغي رفضه. كما وجد الاستطلاع أن 41 في المئة من البريطانيين يريدون انسحاب قواتهم من أفغانستان كلياً، بينما يريد 19 في المئة خفض عدد الجنود فقط. وفي ألمانيا، وجد الاستطلاع أن 41 في المئة من الألمان يريدون انسحاباً كاملا بينما يريد 16 في المئة خفضاً لعديد القوات. كما أشارت الأغلبيات في كل البلدان التي شملها استطلاع الرأي إلى تزايد التأييد لإعادة الإعمار الاقتصادي، باستثناء بريطانيا حيث وافق 49 في المئة فقط. وجرى الاستطلاع في أواخر يونيو الماضي، قبل العملية الجريئة التي نفذتها القوات الخاصة لتحرير «فارل»، والضربة الجوية الألمانية التي قتلت 70 شخصاً بينهم مدنيون، في إقليم قندوز، وهما حدثان زادا من معارضة الحرب. ففي ألمانيا، تحولت أكثر ضربة جوية دموية تقوم بها القوات الألمانية منذ الحرب العالمية الثانية إلى أحد مواضيع الحملة الانتخابية، حيث تستعد البلاد لانتخابات حاسمة نهاية الشهر الجاري. وفي بريطانيا، كان يمكن لعملية تحرير «فارل» أن تلقى ترحيباً واسعاً في ظروف مغايرة، لكنها أثارت أسئلة حول صواب قرار المضي قدماً في تنفيذ الغارة. بيد أن رئيس الوزراء البريطاني، براون الذي يعاني أوقاتاً عصيبة أصلا، تعرض لوابل من الانتقادات بسبب الغارة التي أكدت حكومته يوم الخميس أن قرار تنفيذها اتخذ من قبل وزير الدفاع ووزير الخارجية بعد التشاور مع براون. وفي هذا السياق، تقول «روز جنتل»، وهي أم من جلاسكو توفي ابنها أثناء أدائه الخدمة في العراق وترأس حالياً منظمة «عائلات عسكرية ضد الحرب»، إن «الناس العاديين في كل مكان يقولون اليوم إن على الحكومة أن تقدم جدولا زمنياً للانسحاب».ويأتي هذا التطور بينما يجاهد براون وحكومته من أجل حشد الدعم للحرب. فقد أظهر استطلاع للرأي يوم الأربعاء، نشر نتائجه متحف الجيش القومي البريطاني، أن 53 في المئة من البريطانيين لا يتفقون حالياً مع القرار الأولي بإرسال قوات بريطانية إلى أفغانستان، بينما قال 25 في المئة إنهم يوافقون عليه. وعموما، تنسجم هذه الأرقام مع آراء بقية الأوروبيين؛ حيث وجد الاستطلاع الذي أنجزه «صندوق مارشل» أن 63 في المئة من الأوروبيين متشائمون بشأن تحسن الأوضاع في أفغانستان. غير أن مستوى المعارضة في بريطانيا، التي كانت تعد حتى الآن قاعدة دعم قوية، قد تصدم المخططين في البيت الأبيض وداونينج ستريت ومقر «الناتو». وفي هذا الإطار، يرى جونتان تونج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ليفربول، أن تغير نظرة الجمهور البريطاني لأفغانستان تذكّر اليوم بمواقف البريطانيين من الحرب الطويلة التي استمرت على مدى عقود في أيرلندا الشمالية، حين كان الجمهور مؤيداً، بشكل دائم تقريباً، لسحب القوات من هناك، باستثناء مناسبات كانت تثير فيها هجمات «الجيش الجمهوري الأيرلندي» حفيظة وحنق الرأي العام وتتسبب في ازدياد الاتجاه المعاكس. ويقول تونج: «جزء من السبب يكمن في العدد المتصاعد لأعداد القتلى بين الجنود، غير أن الناس غير واضحين أيضاً بشأن كم من الوقت سيستغرقه ذلك؛ وغير واثقين حول ما إن كانت الحرب قابلة للفوز؛ وما شكل النصر؛ وما إن كان له فعلا من شأنه تقليص التهديد الإرهابي في الداخل، حيث تبين أن العديد من الإرهابيين قد نشأوا وترعرعوا في الداخل»، مضيفاً: «لو استطلعت آراء الناس بعد الحادي عشر من سبتمبر، لوجدت تأييداً قويا للذهاب إلى هناك. لكن كل ذلك تبخر الآن». ويتوقع تونج أن يقوم حزبا «العمل» و»المحافظون» قريباً ببحث خيارات انسحاب هادئ من أفغانستان؛ لكنه لا يتوقع أن تصبح أفغانستان موضوعاً انتخابياً رئيسياً، على غرار ما حدث في ألمانيا، حيث يستغلها اليسار الصاعد للهجوم على المستشارة أنجيلا ميركل. وبدلا من ذلك، يرى تونج أن الإجماع السياسي في بريطانيا آخذ في التصدع. بين كوين -لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©