السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة المسلمة... وكرة القدم

25 مارس 2012
تحتفل العديد من لاعبات كرة القدم المسلمات بقرار أصدره مؤخراً اتحاد كرة القدم العالمي "الفيفا" وهو الهيئة الدولية التي تحكم اللعبة، يسمح لهن بتجربة حجاب مصمم خصيصاً للعبة. وستتم مراجعة القرار بعد فترة اختبار تستمر لمدة أربعة أشهر. وقد منع "الفيفا" لبس الحجاب عام 2007، إلا أن هذا القرار الجديد، الذي دفعت الأمم المتحدة باتجاه تنفيذه سيسمح للمزيد من الفتيات والنساء حول العالم بالمشاركة في اللعبة. ويزعم المعترضون على الحجاب الذي يغطي كامل الشعر أنه يخالف قوانين اللباس الصارمة التي يفرضها "الفيفا"، والتي تطبق لأجل سلامة اللاعبين. وبما أنه لم يجرِ الإبلاغ عن أية حوادث تتعلق بلبس الحجاب، وبما أنه سُمِح بلبس الحجاب في ألعاب أخرى مثل الريجبي والتايكواندو، يرى البعض أن ذلك المنع تمييز وسبب لا أساس له لاستثناء اللاعبات المسلمات. وفي إيران مثلاً، يخاف مدرب وطني سابق من أن يعني هذا المنع "انتهاء لعبة كرة القدم النسوية" في بلاده. وقد دفع منع لبس الحجاب في مسابقات "الفيفا" منذ عام 2007 العديد من النساء والفتيات المسلمات بعيداً عن اللعبة في كافة أنحاء العالم العربي. وتماماً كما حدث في السابق، عندما اضطرت النساء والفتيات في إيران وغيرها من المجتمعات المسلمة، إلى تحدي أهاليهن وبعض تقاليدهن المحلية بممارسة كرة القدم، يجدن أنفسهن الآن أيضاً مضطرات للنضال ضد قوانين "الفيفا"، وهي المؤسسة التي يفترض فيها أن تدعم اللاعبين واللاعبات في كافة أنحاء العالم. وقد ترتبت على المنع نتائج صعبة على اللاعبات، ولذا بدأت حملة لتغيير تلك القوانين، قادها نائب رئيس "الفيفا"، الأمير علي بن الحسين من الأردن. وحازت الحملة بسرعة تأييد شخصيات مؤثرة ومؤسسات مهمة، مثل ويلفرد لامكة، مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الخاص حول الرياضة من أجل السلام والتنمية، الذي حث رئيس "الفيفا" سيب بلاتر على وقف المنع بهدف ضمان حقوق متساوية للجميع ليمارسوا لعبة كرة القدم، وبالتالي اتباع شعار رئيس الفيفا "كرة القدم للجميع، الجميع لكرة القدم". وفي الرابع من مارس الجاري، وقبل أيام قليلة فقط من يوم المرأة العالمي، اتبعت "الفيفا" أخيراً نصيحة "لامكة" والأمير علي والعديد من الشخصيات المرموقة، وكذلك راعت رغبة لاعبات كرة القدم المسلمات حول العالم. وبفضل حجاب مصمم بطريقة خاصة، بحيث يُربَط باستخدام شريط الفالكرو اللاصق بدلاً من الدبابيس، تم إلغاء المنع، واتخاذ خطوة جدية لتمكين الفتيات والنساء من المشاركة في أكثر الألعاب شعبية حول العالم. ولذا فإننا "سنشاهد العديد من اللاعبات السعيدات يعدن إلى الملعب لممارسة اللعبة التي يحببنها" يقول الأمير علي. ويضيف ويلفريد لامكة أنه ستكون للجميع "فرصة للمشاركة في لعبة كرة القدم، دون أية حواجز أو معوقات، وبغض النظر عن النوع الاجتماعي أو العرق أو القدرات أو السن أو الثقافة أو المعتقدات الدينية". لقد أصبحت لعبة كرة القدم الآن حقاً "للجميع"، ولم تعد فيها نظم أو قوانين تستثني جزءاً كبيراً من شعوب العالم من الملاعب. وبالنسبة لملايين النساء والفتيات حول العالم، أصبحت الكرة وسيلة للاندماج في المجتمع، ومثالاً رمزيّاً للنضال من أجل تشجيع المساواة في النوع الاجتماعي، وللتغلب على التمييز وتحدي الصور النمطية. وتظهر اللاعبات المسلمات اللواتي يلبسن الحجاب أنه لا يشكل عائقاً أمام المشاركة والتميز في الحياة وفي الرياضة. وفي لبنان، على سبيل المثال، تشجع جمعية مشروع عبر الثقافات كرة القدم على نطاق واسع للفتيان والفتيات. وقد نجح مدربون متطوعون في المشروع في اجتذاب العديد من الفتيات للعبة، بما في ذلك من يلبسن الحجاب. وهذا أمر مهم لهن ولبقية أفراد المجتمع. وكما قالت واحدة من المتطوعات: "أريد أن أغير الانطباع السائد بأن الفتيات اللواتي يلبسن الحجاب لا يستطعن عمل أي شيء سوى الجلوس في البيت. نستطيع من خلال الرياضة تغيير ذلك والتعبير عن أنفسنا". والحال أن كرة القدم خطوة أولى للنساء، ويمكن أن تكون لها معانٍ ضمنية على حضورهن في مجالات عامة أخرى. وكما أخبرتني مدربة شابة في كرة القدم بلبنان ذات مرة قائلة: "سنحتل الملعب في البداية، ثم نحتل البرلمان بعد ذلك". ينس يول بيترسون - كاتب دانمركي ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©