مومباي تتحدى الأزمة بتمثال يكلف 200 مليون دولار

صادقت حكومة ولاية ماهراشترا الهندية مؤخراً على خطة مثيرة للجدل بتكلفة 200 مليون دولار، تهدف لبناء معلم تذكاري عملاق على ساحل مدينة مومباي بحيث يتفوق في طوله على تمثال الحرية على مشارف مدينة نيويورك، وبذلك فقد أصبح من المقرر أن تبدأ أعمال تشييد التمثال الذي يبلغ طوله 321 قدماً لتخليد ذكرى «شهاتراباتي شيفاجي» البطل الوطني للهند في القرن السابع عشر والذي ظل يعرف باسم «والد سلاح البحرية الهندي» في أوائل العام المقبل. ولكن قرار حكومة ولاية ماهراشترا القاضي بالشروع في بناء التمثال البحري الأكبر من نوعه في العالم استقطب موجة من الانتقادات وفي الوقت الذي ترزح فيه السلطات تحت وطأة الديون المتكدسة وتعاني فيه بيودلي من شدة الفقر والجفاف وتشهد موجة من عمليات الانتحار في أوساط الفقراء من المزارعين. كما واصلت الجماعات الناشطة في حماية البيئة احتجاجاتها أيضاً على الجزيرة الاصطناعية التي سيتم إنشاؤها في عرض البحر بمساحة 7.5 فدان والتي ستصبح المقر الذي يوضع فيه التمثال البحري، لما ستلحقه أضرار جسيمة على النظام البيئي البحري، علماً بأن تمثال المحارب الذي يركب على حصان ملوحاً بسيفه إلى الأعلى سوف يصبح أطول بمقدار 16 قدماً من تمثال الحرية في نيويورك. ويقول براكاش جافاديكار زعيم حزب بهاراتيا جناتا اليميني «تماماً كما أن العالم منبهر بتمثال الحرية في ساحل نيويورك، فإننا نرغب أيضاً في إنشاء تمثال شيفاجي في مومباي، إذ أن كل دولة تود أن تبجل وتحتفي بأبطالها الوطنيين». إلى ذلك فإن زوار المعلم التذكاري الذي سوف يستغرق بناؤه خمسة أعوام سوف يستمتعون برؤية عدد من المتاحف والمعارض الفنية والمقاهي والحدائق المشيدة على الجزيرة. أما باريش كابسي قائد الفريق المعماري المنوط بوضع الخطط الهندسية فقد أشار من جانبه إلى أن التمثال سوف يصبح جزءاً من «بناء إعادة الثقة» لمساعدة المركز المالي للهند على الانتعاش من الصدمة التي لحقت به جراء الهجمات الإرهابية الأخيرة في نوفمبر الماضي. واستطرد يقول «يعتبر شيفاجي أحد أهم رموزنا التاريخية، لذا فإن التمثال سوف يساعد على منح مومباي علامة تجارية جديدة». وكذلك يواجه المشروع موجات من الهجمات الشرسة من العديد من المنتقدين بمن فيهم «كومار كيتار» المحرر في إحدى الصحف اليومية الملحية الذي واصل شجبه للمشروع قبل أن يداهمه جمع من 70 شخصاً من المحتجين الغاضبين في منزله مؤخراً. ولكنه يقول «إنني لست من المنتقدين لشخص البطل شيفاجي ولكن ولاية ماهراشترا لازالت تعاني الأمرين من قطوعات الكهرباء المستمرة وندرة الاستثمارات في التعليم؛ لذا فإن هناك العديد من الأولويات التي يتعين التصدي لها قبل الشروع في بناء التمثال». والغريب أن منح الضوء الأخضر بالمضي قدماً في المشروع يأتي في ذات الوقت الذي تقدمت فيه بلدية مدينة دلهي بطلب للحكومة المحلية لتوفير أموال بقيمة ملياري دولار من أجل مساعدتها على معالجة آثار وتداعيات الجفاف الناجم عن ضعف أمطار رياح المونسون في هذا العام. وكما يقول أحد كبار المسؤولين في مومباي «في الوقت الذي تمسك فيه الديون المتكدسة بخناق ولاية ماهراشترا تقدر الإدارة التورط في إهدار عشرات الملايين من الدولارات لمجرد اكتساب شعبيته في الانتخابات المقبلة».