الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغلاء يجبر المستهلك السوري على تغيير عاداته الشرائية

الغلاء يجبر المستهلك السوري على تغيير عاداته الشرائية
14 يوليو 2008 01:19
بدأ سلوك المستهلك السوري يتغير فيما يتعلق بأولويات شرائه للمواد الاستهلاكية في السوق، إثر موجات الغلاء التي تكررت وشملت جميع السلع الاستهلاكية وأصابت غالبية الناس بـ''الاكتئاب''· وقالت جريدة ''الثورة'' الحكومية السورية أمس إن كثيراً من المواطنين تغيرت أولويات قوائم مشترياتهم، كما تغيرت أماكن التبضع· ونقلت الصحيفة عن سيدة سورية كانت تتسوق، مع طفلتيها الصغيرتين، في سوق شعبية قولها إنها ''تشتري ملابس أسرتها من هذه السوق لأنها الأرخص وتناسب حالتها المادية''· وأضافت بالقول: ''ثلث الراتب يذهب لإيجار الغرفة والمطبخ الذي نسكنه، وما يبقى من الراتب يذهب للطعام والشراب واللبس والمرض، والحمد لله أن بناتي صغيرات ولا توجد مصاريف مدرسة''· أما عن المواد الاستهلاكية الغذائية فإن السيدة تذهب إلى محلات الجملة وتشتري ما هو ضروري جداً فقط ''سائل للجلي، زيت قطن بالكيلو غير مكرر، أنواع المكرونة والأرز الأرخص·· إلخ''· وفي سوق شعبي للخضار، التقت الصحيفة بسيدة أخرى قالت إن ''معظم ما يدخل منزلها من أجور يذهب لشراء الطعام والشراب، مع أن عدد أفراد أسرتها قليل إذ إن لديها ثلاثة أولاد''· وأشارت إلى أن ما يبقى من الدخل يسد بالكاد بعض الأمور الأخرى ولذلك فهي تبحث في السوق عن السلع الأرخص وتراقب الأسعار ثم تقوم بموازنة يومية بين ما تريده من حاجات وما يمكنها شراؤه، وكثيراً ما تؤجل شراء حاجات ضرورية لأنها غير قادرة على ثمنها''· وعن شراء الملابس، قالت السيدة إنها اختصرت هذا الأمر الى مرتين فقط في العام ''وطبعاً من سوق فلسطين (سوق شعبي رخيص في مخيم اليرموك بدمشق) أو من البسطات (منفذ بيع انتاجي)، ونادراً ما تشتري قطعة ملابس لنفسها''· ونقلت الصحيفة عن رب أسرة سوري قوله: ''يصعب الاقتراب من اللحوم والفواكه''، وأضاف: ''لماذا الأرز ألا يكفي البرغل؟· وطبعاً استبدال السلع بالسلع الأرخص أصبح أمراً طبيعياً لتصبح معه موازنة الدخل مع حاجة الجوع''· ونقلت الصحيفة عن رجل آخر، التقته بسوق الجمعة في منطقة ركن الدين، قوله: ''بعد هذا الغلاء اختلفت توزيعات الراتب، إذ أصبحنا ندفع أكثر للطعام والمواصلات والمحروقات، ولهذا نحاول أن نقتصد في مصروفنا وحسب الأولويات· والمشكلة اليوم أننا نعيش عصر التكنولوجيا والعلم والتقنيات، والعائلة التي لديها أكثر من ثلاثة أولاد بحاجة إلى دورات تدريب على الكمبيوتر أو دورات تقوية للغات الأجنبية، إضافة إلى دورات تقوية للشهادات، فكيف سيكون الحال بعد كل هذا الغلاء؟ فهذه الدورات هي أساساً أسعارها مرتفعة وفي كل سنة ترفع أقساطها وبالطبع دون أي تعديل على برنامجها''· وأضافت الصحيفة أن ارتفاع الأسعار أثر على الحياة الاجتماعية وسلوكيات الناس، فقد ''بدأت الأسر تنطوي على نفسها وتتخلى عن الكثير من العادات الاجتماعية التي كانت سائدة مثل الكرم والضيافة، وتبادل مظاهر الفرح والحزن مع الآخرين، كل ذلك بدأ يتغير مع ارتفاع تكاليف المعيشة، وحل محله الهروب من استقبال الضيوف، والصراع على مصروف البيت، والعنف بين الأفراد، ورافق ذلك تقليص لمظاهر الفرح مثل الخطوبة أو الأعراس التي أصبحت تقام بحضور الأهل فقط، وتحجيم للعلاقات مع الجيران والأهل والأصدقاء خوفاً من المصاريف التي هم بحاجة اليها في أمور حياتية هامة، وطبعاً ذلك شكل من أشكال تدهور العلاقات الاجتماعية وإضعاف لبنية المجتمع''· وقالت الصحيفة الحكومية ''إن المشكلة ليست في غلاء الأسعار فقط، بل في الدخل والأجور المتدنية غير الكافية حتى لسد متطلبات الحياة العادية والضرورية، فهل يعقل أن يأكل أبوجاسم (مواطن سوري) كيلو لحمة في الشهر وفروجاً مشوياً واحداً في الشهر هو وأسرته، في حين دخله الشهري لا يكفي إلا للأشياء الضرورية؟ وإن فعلها ماذا سيصنع باقي أيام الشهر؟''· وعلقت الصحيفة بأن ''أرباب هذه الأسر يحلمون بحياة كريمة فيها غذاء جيد وملابس جيدة وتعليم وصحة وترفيه وغيرها من الحاجات الطبيعية للإنسان، لكن المعوقات كثيرة وخارجة عن إرادتهم''·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©