فرانكفورت، برلين (د ب أ، أ ف ب) - ارتفعت الأسهم الأوروبية خلال جلسة تعاملات أمس بعدما توصل وزراء مالية منطقة اليورو لاتفاق في اللحظة الأخيرة مع قادة قبرص لتفادي انهيارا ماليا في الدولة الجزيرة بالبحر المتوسط التي تعاني أزمة سيولة نقدية.
وصعد مؤشر يوروستوكس 50 للأسهم القيادية بنسبة 1,6% ليصل إلى 2723 نقطة أواخر الجلسة الصباحية. كما ارتفع اليورو بنسبة 0,2% إلى 1,30 دولار.
وانعكست الحالة المزاجية الإيجابية في أسواق المال في جميع بورصات الدول بعدما التقط المستثمرون أنفاسهم عقب التوصل لاتفاق بشأن خطة إنقاذ للقطاع المصرفي المتعثر في قبرص.
وفي حين ارتفع مؤشر داكس لبورصة فرانكفورت بنسبة 1,2% مخترقا حاجز 8 آلاف نقطة الرئيسي، ارتفعت الأسهم في باريس بنسبة 1,6%. يأتي ذلك بعد مكاسب قوية مشابهة في أنحاء آسيا، حيث ارتفع مؤشر نيكي القياسي ببورصة طوكيو بنسبة 1,69% ليغلق على 12546 نقطة.
كما تعززت المعنويات لدى المستثمرين الأوروبيين من أسواق السندات الحكومية في إسبانيا وإيطاليا التي سجلت أداء قويا مع تحقيق روما مزادا ناجحا للسندات أمس. وتراجعت عوائد السندات العشرية لكل من إسبانيا وإيطاليا اللتين تقعان في قلب أزمة ديون منطقة اليورو أمس الاثنين.
وسجلت بورصة سيول ارتفاعا بنسبة 1,49% ـو 28,96 نقطة فيما ارتفعت بورصة سيدني بنسبة 0,46% أو 22,9 نقاط. كذلك سجلت بورصة هونغ كونغ ارتفاعا بنسبة 0,96% وشنغهاي 0,29?.
وفي طوكيو، ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة كذلك أمام الين وبلغ سعرها 123,70 ينا لليورو مقابل 122,74 مساء الجمعة.
من ناحية أخرى، اعتبر وزير المالية الألماني فولفجانغج شويبله أن خطة إنقاذ قبرص “منصفة” وستؤدي الى “استقرار الوضع في قبرص”.
وقال الوزير “نتيجة المفاوضات منصفة لكل الأطراف المعنية” وذلك عند عرضه على الصحافيين هذه الخطة التي تم التوصل إليها فجر أمس، في ختام مفاوضات شاقة بين قبرص والجهات الدائنة.
وقال “مع الحل الذي تم التوصل اليه، هناك أمام قبرص فرصة جيدة لإعادة الثقة الضائعة” مقرا بان الوصول الى هذا الحل كان “صعبا جدا”. وتابع “انه افضل حل ممكن رغم انه ليس طريقا سهلا” معتبرا أن الخطة ستؤدي الى “استقرار الوضع” في قبرص. وسينظر النواب الألمان بهذه الخطة مرتين، بموجب القانون الألماني حول استخدام آلية الإنقاذ الأوروبية التي تعتبر ألمانيا اكبر المساهمين فيها. ويمكن ان تعقد جلسة أولى مخصصة لقبرص اعتبارا من هذا الأسبوع كما اوضح شويبله.
وفي حال عدم الدعوة الى جلسة، فان عمليتي التصويت ستجريان خلال الأسبوع الثالث من أبريل. وبغض النظر عما سيحصل فان الاعتماد النهائي للخطة مرتقب للأسبوع الثالث من أبريل. من جانب اخر، اكد شويبله ان الترويكا (المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي) التي تعهدت بموجب الخطة بمساعدة نيقوسيا مقابل إعادة هيكلة مصارفها وإجراء إصلاحات ستكون على اتصال وثيق مع موسكو، شريكة ودائنة قبرص. وقال “بالطبع خلال المفاوضات التي اعطينا إشارة انطلاقها ستكون الترويكا على اتصال مع روسيا وسيحصل الكثير من الاتصالات”. يشار الى ان روسيا منحت قبرص قرضا بقيمة 2,5 مليار يورو ويتفاوض الطرفان على إعادة جدولته لتمديد مهلته. وتوصلت قبرص الى اتفاق مع الجهات الدائنة الدولية يجنبها الإفلاس والخروج من منطقة اليورو، لقاء خسائر فادحة لدائني اكبر مصارف الجزيرة وتصفية ثاني اكبر مصارفها.
وبحسب الاتفاق ستحصل قبرص على مساعدة بقيمة 10 مليارات يورو، لقاء تحجيم قطاعها المصرفي من خلال إغلاق مصرف لايكي ثاني اكبر مصارفها. وسيطاول هذا الإجراء أصحاب الأسهم والسندات والودائع ما فوق 100 ألف يورو، ما يوازي 4,2 مليار يورو بصورة إجمالية.
عدد اليوم
