الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تسريحات عروس الإمارات قديماً تفوح ريحاناً وورداً

تسريحات عروس الإمارات قديماً تفوح ريحاناً وورداً
29 مارس 2011 19:40
في الخمسينات وربما ما قبل الخمسينات، كان للعروس الإماراتية تسريحاتها الخاصة التي تزين بها شعرها في ليلة زفافها، تسريحات ابتكرت لتحفظ العطور والأطياب التي تحشى بين طياتها، فتبقى رائحتها وإن غسلت ملتصقة بالشعر. كانت عرائس الامارات في تلك الفترة، يتزوجن في سن مبكرة جدا حالهن كحال معظم عرائس الدول العربية، حين لم يكن هناك تعليم يستمر حتى عمر الرابعة والعشرين كما يحدث اليوم، وكان الرجل يتزوج وهو في عمر أقل من سبعة عشر عاما، لأن شباب تلك الفترة كانوا يتحملون القيام بالمسؤوليات ولديهم وظائفهم البسيطة إما في الزراعة أو في البحر. لم تعد العروس الإماراتية تظهر كما كانت قديما مطلية “بالمحلب والريحان والورد الممزوج بالياس”، تشرح أمنة أحمد عبدالله إحدى العارفات بشؤون المرأة في الزمن الجميل مكونات ما يوضع في شعر العروس والعطور التي يطلى بها شعرها وصدغيها، تقول أمنة: إن الشكل الذي تتخذه التسريحة الخاصة بالعروس، تعمل عليه سيدة يطلق عليها بالعربية الفصيحة اسم “الماشطة”، ولكنها تعرف محليا باسم “معقصة” وهي كلمة توصف بها من تجدل شعر النساء، وكانت كل أم تنتظر اليوم الذي تصبح فيه ابنتها في عمر تطلب فيه للزواج، وربما كان ذلك في العاشرة من عمرها وربما في الثانية أو الثالثة عشرة، ولكن من تطلب في عمر العاشرة، تكون منتقاة من أم العريس وهي تحرص على ضمها لأسرتها كي تربيها على الاعتياد على أهل بيتها وعلى الزوج، دون اتمام الزواج فعليا حتى تبلغ العروس مكامل النساء. تشرح آمنة مكونات حشوة شعر العروس “المشطة” وتقول: تتكون من الريحان المجفف وحبات المحلب العطرية وهي تكسب الشعر السواد الحالك، إلى جانب المسك والقرنفل والورد الجوري، كما يضاف إلى كل ذلك ورق الياس وهو عشبة تمنح رائحة عطرية عشبية للشعر، كما أنه يعمل على تماسك المكونات. تكمل آمنة أن كل تلك المكونات تعمل على منح الشعر حجما يجعل للتسريحة الشكل المطلوب بعد الانتهاء منها، وقبل الزفاف بفترة قد تستغرق جزءا من النهار تقوم المعقصة بتقسيم الشعر الى أجزاء وتبدأ في دهن الشعر وحشوه بتلك المكونات، قبل أن تحوله إلى جدائل وتعمل بعد ذلك على جمع الجديلتين، التي تكونان في مكان مرتفع من الرأس لتصنع منهما “عجفة”، وعندما تترك حتى الليل تجف السوائل لتصبح تسريحة لا يتلف شكلها. أضافت آمنة أن كل المكونات لا تضر بالشعر، بل اعتادت الأمهات عليها عبر السنين البعيدة، وكان شعر الفتيات والنساء معروفا بالطول وبأنه كثيف، كما أن القصد من وضع المكونات منح الشعر رائحة عطرية تبقى في شعر العروس حتى بعد غسل الشعر من المكونات، وهي مكونات تعين على المحافظة على الشعر أيضا. إلى جانب ما يتم وضعه في مكونات الشعر من أجل التسريحة، يتم تجهيز العطور الخاصة بالشعر وتدهن بها منطقة الصدغين، وهي نوع من أنواع التبرج قديما، وبعض النساء في المناطق الجبلية يصنعن الزعفران مع بعض العطور حتى اليوم، ويطلين به جزءا من الشعر كما يوضع على الصدغين، ويتضمن ذلك الزعفران الذي يطحن ليتحول الى بودرة ناعمة وبودرة الورد الجوري التي تطحن في المنزل، حيث تشتري السيدات الورد المجفف ثم يقمن بطحنه. تضاف إلى الزعفران أنواع زيتية من العطور تختلف من أسرة إلى أسرة أو من منطقة إلى منطقة، فالبعض يضع المسك ودهن العود والبعض يضيف عطورا أخرى مثل عرق أو دهن الزعفران، وربما يضاف عرق الحناء والعنبر، وبعد مزج المكونات تترك لتختمر حتى يتم الانتهاء من التسريحة، ثم تدهن مقدمة الرأس ويتعمد أن يمتد ذلك إلى الصدغين، كما تصنع الأمهات إلى اليوم المخمرية التي لا يحبها الجميع، ولكن الكثير من الفتيات والسيدات أيضا يحبونها، وهي خليط من ما تم ذكره ويضاف اليه المسك الحجري المسحوق والزعفران، ويترك ليختمر مدة لا تقل عن أربعين يوم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©