تفاعلت قضية النقل التلفزيوني لدوري المحترفين بشكل لافت خلال الأيام الماضية، بعد أن أعلنت رابطة دوري المحترفين عزمها على طرح الحقوق في مزايدة للقناة صاحبة أعلى سعر·
و''الاتحاد'' تطرح اليوم تطوراً مهماً في القضية من أصحاب الشأن في النقل التلفزيوني، وهو كيفية بيع الحقوق في ظل سيطرة القنوات المحلية على البنية التحتية والأساسات المتعلقة بالنقل في ملاعب الدولة المختلفة، والتي لن تقبل إن تتحول إلى شركات تجارية مهمتها تصوير مباريات الدوري لقنوات أخرى منافسة، في حال حصولها على حقوق البث، والقضية الفنية التي تم طرحها تؤكد ان نقل وبث دوري المحترفين في نسخته الأولى على أقل تقدير لن يكون إلا عبر بوابة إحدى القنوات المحلية في الدولة·
في قضية النقل التلفزيوني كشف عيسى الريس مدير عمليات التليفزيون بشركة اتصالات لـ''الاتحاد'' كيفية عمل آليات النقل التليفزيوني التي تسيطر عليها القنوات الرياضية المحلية، حيث قال: ''تمتلك القنوات المحلية الرياضية البنية التحتية الخاصة بعمليات النقل التليفزيوني عبر شبكات الألياف البصرية والأقمار الصناعية والمايكروويف أو الراديو من خلال سيارات النقل العالية التقنية في الملاعب او غيرها من الآليات المختصة بالنقل، حيث تقسم الملاعب التي تستضيف المباريات المختلفة لدوري المحترفين الى 5 ملاعب رئيسية بالعاصمة ابوظبي والعين وهي ملعب ستاد مدينة زايد وملاعب اندية الوحدة والجزيرة والظفرة والعين، وجميعها ترتبط بقناة ابوظبي الرياضية، عبر شبكة الياف بصرية تعود ملكيتها للقناة، اما قناة دبي، فترتبط مع اندية الإمارة الرئيسية بشبكات ألياف بصرية ومايكروويف، وهي اندية الأهلي والوصل والنصر والشباب، وفي الشارقة تربط قناة الشارقة ملاعب ثلاثة هي الشارقة والشعب والخليج''·
وتابع: ''هناك تعاون بين القنوات الرياضية المختلفة للنقل المشترك، عبر تعاونها معا بطرق مختلفة وحسب اتفاقيات خاصة فيما بينهما''·
واشارعيسى الريس الى ان المشكلة تكمن في ان الأمر الواقع يقول صعوبة دخول طرف خارجي يحصل على حقوق بث الدوري الإماراتي او يقوم بتشفيرة، لأنه من الوارد ان ترفض القنوات المحلية ان تتحول لمجرد شركات خاصة للنقل فقط·
وقال الريس: ''وفق هذا التقسيم يظهر ان البنية التحتية ملك حصري للقنوات المحلية الرياضية، وبالتالي دخول اي قناة غير اماراتية سيتوجب معه ان تنشيء لها بنية تحتية خاصة عبر سيارات نقل متصلة بالأقمار الصناعية وخلافة وانشاء استوديوهات وتجهيزات في فترة لن تقل عن الأربعة اشهر والتي تحتاج لمبالغ ضخمة للغاية، مما قد يسبب خسائر طائلة لأي قناة غير مجهزة تدخل بعرض لشراء الدوري، كما ان الوقت لن يسعفها، وبالتالي سنجد انفسنا أمام أمر واقع يقول إن القنوات المحلية هي المخولة لنقل مباريات الدوري على الأقل خلال موسمين قادمين على الأقل''·
واشار الريس الى انه من الوارد ان ترفض القنوات المحلية تأجير بنيتها التحتية لقنوات منافسة خارجية، وبالتالي ستتضاعف التكلفة عليها·
وفيما يتعلق بالاقتراح الذي يعرضه لحل الموقف قال الريس: ''على رابطة دوري المحترفين ان تعمل على انشاء بنية تحتية خاصة بها موصوله بكافة الملاعب التي تستضيف المباريات، عبر محطة أرضية وبالتالي تبيعها لشركة نقل وتصوير تليفزيوني التي تبيع المباريات بدورها للقناة الراغبة، وهو الأمر المعمول به في الدوريات التي يتم بيعها في اوروبا مثل الدوري الأنجليزي والأسباني وغيرها، لكن لتحقيق ذلك يحتاج الأمر لوقت ولدعم مالي كبير''·
وشدد عيسى الريس على ضرورة ان يتم التفكير من الآن في تجديد شبكة النقل وبنيتها التحتية التي ستقوم بنقل مباريات كأس العالم للأندية بالعاصمة ابوظبي، نظرا لأن البطولة تحتاج للنقل بأسلوب (الهاي ديفينيشن) او الوضوح العالي للصورة وهي تقنية لا تتعامل بها قنواتنا المحلية حتى الآن·
راشد أميري:
لن نقبل تأجير بنيتنا التحتية لأي قناة خارجية
اكد مدير قناة دبي الرياضية راشد أميري ان القنوات الرياضية المحلية لن تتصارع فيما بينها امام رابطة دوري المحترفين لنيل حقوق بث دوري الموسم المقبل، واشار الى ان هناك اتفاقاً تاماً بين القنوات الثلاث على ان تكون ملفاً واحداً وطلباً واحداً كون مصيرها مشتركاً في قضية التشفير او بيع حقوق النقل·
قال: ''كلنا قناة واحدة ولسنا 3 قنوات، لأن هدفنا خدمة الرياضة الإماراتية والتي نقوم بها عادة بلا مقابل، وهناك اتفاق بيننا ينبع من توحيد الرؤية والهدف بشأن ما يثار في الساحة الرياضية بشراء الدوري الإماراتي، وبالتالي لن نكون اطرافاً متصارعة في الاجتماع المقبل، بل سنجلس مع مسؤولي دوري المحترفين ونستمع لعرضهم وشروطهم ونناقشها ونرى ما يناسبنا ويناسب اللجنة وهدفنا جميعا بلوغ ارض مشتركة نعمل عليها من اجل تحقيق الهدف''·
ونفى اميري امكانية تأجير قناة دبي الرياضية بنيتها التحتية المتعلقة بوسائل النقل لأي قناة خارجية قد تحصل على حقوق النقل حال دخولها طرف في المنافسة على الدوري الإماراتي، وقال اميري: ''من الأولى ان تحصل القنوات المحلية عليه، بدلاً من القنوات الخارجية، كما اننا لن نؤجر بنيتنا التحتية لأي قناة خارجية، واذا ما دخلت قناة خارجية كمنافس لنيل حقوق البث فعليها ان توفر بنيتها التحتية وسيارات النقل الخاصة بها المتصلة بالأقمار الصناعية، لأننا لن نتحول لشركات تأجير أو شركات تصوير فقط بل نحن قنوات رياضية تحترم تاريخها ورسالتها في المجتمع''·
واشار اميري الى انه من الممكن ان تتحق رغبات رابطة دوري المحترفين بتحقيق ارباح مالية كبيرة لو اتفقت الأطراف الثلاثة وهي الأندية والرابطة والقنوات المحلية على انها شريك في مركب واحد وخلصت النوايا في اتجاه التحول الكامل الى الاحتراف، وبالتالي جني ارباح مالية نظير نقل الدوري، اما لو تعاملت اي جهة مع الموقف من اجل اهداف اخـرى او بنوايا مختلفــة، فالأمر لن يصل بنا الى اي جديد''·
وفيما يتعلق بالعرض الذي تنوي ادارة ''دبي الرياضية'' تقديمه خلال اجتماع القنوات المحلية مع رابطة دوري المحترفين المزمع اقامته بدبي الاربعاء المقبل، اكد اميري الى ان قناة دبي لم تفكر في اي عرض، الا بعد ان تســمع شـروط رابطة دوري المحترفين المتعلقة بالنقل وبعدها تدرس ادارة القناة الموقف بكافة تفاصيله''·
وقال اميري ( لن نشتري السمك وهو في الماء كما يقول المثل، لأن رابطة دوري المحترفين تسعى لبيع دوري المحترفين الجديد على الرغم ان احدا لما يشاهد هذا الدوري بحلته الجديدة ويرى ما اذا كان سينجح في جذب الجمهور ام يبقى الحال كما هو عليه، وبالتالي ارى انه من الضروري التريس في الأمر، والا يتم التفكير في بيع الدوري الا بعد مرور عامين على دوري المحترفين حتى يتعرف عليه المشاهد ويراه الجميع وبعدها نفكر في خطوة بيعه''·
واضاف اميري: ''كلنا وراء نجاح الدوري واعطائه صبغة احترافية عبر التعامل معه بطريقة احترافية اعلاميا في التغطيات والمتابعات طوال الفترة الأخيرة، وكنــا نقوم بذلك من اجل القيام بدورنا كإعلام رياضي في الدولة بشكل عام·
وتابع: ''الدوريات الكبرى لم تشفر وتدخل سوق البيع والشراء فور تحولها نحو الاحتراف، بل كانت هناك مراحل انتقالية، فمثلا كنا نبث الدوري الأنجليزي والأسباني بالمجان على قنواتنا المحلية منذ سنوات قريبة، وحاليا مشفر وبالملايين''·
واشار اميري الى ان دوري الإمارات يحتاج المرور بمراحل طبيعية قبل الحديث عن بيعه بمبالغ طائلة تؤدي إلى خسائر للقنوات·
عدد اليوم
