الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليوم العالمي للتوحد يتبنى دعوات تكثيف العلاج السلوكي والدوائي للمصابين

29 مارس 2011 19:44
يلفت الأطفال المصابون بالتوحد المبكر الأنظار إليهم في سنواتهم الأولى، فهم “لا يسمحون باقتيادهم من أيديهم من قبل الكبار ولا يتحدثون إلا نادرا ولا يتبادلون النظرات مع غيرهم”، حسبما أوضحت ماريا كامينسكي من الاتحاد الألماني لمرضى التوحد. ويطور هؤلاء الأطفال اهتمامات مكثفة في موضوعات بعينها مثل الكهرباء أو أجهزة المطبخ، ولكنهم لا يكترثون بالناس، وغالبا ما يكون هؤلاء الأطفال غير قادرين على إقامة علاقات اجتماعية، كما أن الأشياء الجديدة عليهم تمثل عبئا ثقيلا بالنسبة لهم. وليس من النادر أن يكون الأطفال المصابون بالتوحد المبكر عدوانيين. ويكرر الكثير منهم نفس الحركات مثل نفض اليدين “فتربية مثل هؤلاء الأطفال تمثل تحديا هائلا للوالدين”، حسبما أوضحت كامينسكي، من مدينة أوسنابروك غرب ألمانيا. وأعلنت الأمم المتحدة قبل عدة سنوات عن يوم عالمي سنوي للتوحد وهو الثاني من أبريل من كل عام. وبهذه المناسبة ستقيم جمعيات ألمانية محلية تنتمي للاتحاد الألماني للتوحد فعاليات عن التوحد. ويتوقع باحثون أن يكون واحد من كل مائة ألماني مصابا بأحد اضطرابات التوحد، ولكن ليست هناك بيانات دقيقة بهذا الشأن في ألمانيا. وترجح الأمم المتحدة وجود نحو 67 مليون شخص متوحد على مستوى العالم. وتقول الأستاذة الألمانية كريستيانه فرايتاج، من جامعة فرانكفورت، إن نسبة الإصابة بهذا المرض بين الفتيان أربعة أمثالها بين الفتيات. غير أنه ليس كل المصابين يعانون اضطرابات توحدية مبكرة وشديدة، حسب فرايتاج، التي أوضحت أن من بين أعراض التوحد ما يعرف بمتلازمة “أسبرجر” التي تظهر بدءا من العام الثالث أو الرابع من عمر الطفل تقريبا، وأن “الأطفال المصابين يجدون صعوبات في التعامل مع الآخرين ويعتبرهم الناس انعزاليين ذوي قدرات خاصة. ولا يواجه هؤلاء غالبا مشاكل في سن المراهقة لأنهم يلاحظون أنهم مختلفون عن الآخرين، كما أنهم كثيرا ما يقعون فريسة للمضايقات من قبل آخرين”. وعن أصل التوحد بجميع أشكاله، تجيب الأستاذة فرايتاج، التي شاركت في مشروع عن المجموع الوراثي للتوحد، عن هذا السؤال بالقول “نعرف منذ سنوات كثيرة إن هناك تركيبة جينية معينة للمصابين بالتوحد”. وتناولت الدراسة المجموع الوراثي لألف شخص مصاب بالتوحد و1300 بدون اضطراب في النمو، ونشرت نتائجها في مجلة “نيتشر” المتخصصة. وتقول فرايتاج “تبين من خلال الدراسة غياب مقاطع كاملة من الصبغيات الوراثية، أي عدة جينات، أو أنها موجودة بشكل مضاعف. وبعض هذه الحالات غير موروثة بل ناتجة عن تحور جيني”. وتعمل فرايتاج أستاذة للطب النفسي وطب الأمراض النفسية الجسدية بمستشفى الأطفال الجامعي بفرانكفورت. وتوضح فرايتاج أن “الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد لا يتعافون من المرض، ولكن هناك سلسلة من إمكانيات العلاج الجزئي للمرض على رأسها طرق تعتمد على العلاج السلوكي المكثف وهي تلعب دورا مهما وتحتاج لمشاركة الوالدين ودور الحضانة والمدرسة وبقية الوسط الاجتماعي”. وعلى الوالدين، حسب كامينسكي، أن يتعلما كيف يمكنهما التحدث مع أبنائهما المصابين “فعلى سبيل المثال لا يفهم الأطفال المصابون بالتوحد التحدث بالكناية أو التلميحات الساخرة. الأطفال المتوحدون يحتاجون منذ الصغر إلى التدرب السلوكي، مثل كيفية تبادل التحية مع الآخرين. إضطرابات التركيز والعدوانية يمكن معالجة بعض الفتيان والفتيات المصابين بأشكال التوحد الشديد بالعقاقير حسب فرايتاج “ومن بين هذه الأشكال الإصابة على سبيل المثال باضطرابات في التركيز وبالعدوانية أو حالات الاكتئاب التي تحدث في سن الشباب بشكل رئيسي، ولكن هذه العقاقير لا تغير الأعراض الرئيسية للتوحد”. وتتناول الأبحاث الحديثة للتوحد هورمون أوكسيتوسين الذي يطلق عليه الباحثون “هرمون التدليل” والذي يؤثر على سبيل المثال على الثقة والترابط بين الأم وطفلها حديث الولادة وعلى النشاط الجنسي لدى البالغين ويلعب دورا مخففا عند الإصابة بالضغوط النفسية. وأثبت باحثون فرنسيون من خلال اختبارات حاسوبية أن إعطاء الأطفال المصابين بالتوحد هذا الهرمون ببخاخة الأنف يجعل “مشاهدة الأوجه البشرية مريحة أكثر لهم مما يجعلهم ينظرون إلى هذه الوجوه وقتا أطول “. غير أن فرايتاج أكدت في الوقت ذاته أن استخدام هذا الهرمون بواسطة بخاخة الأنف لا يزال ضيقا “فلم يعرف العلماء بعد ما إذا كانت فائدة استخدام هذا الهرمون قصيرة أم دائمة”. ولا تعرف كل من كامينسكي وفرايتاج عدد الأشخاص المصابين بالتوحد الذين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي في المدرسة والعمل. وترى فرايتاج أن ذلك يتوقف أيضا على درجة الذكاء الذي يتراوح بين الذكاء فوق المتوسط إلى الإعاقة الذهنية”. وحسب دراسات في السويد وبريطانيا فإن ما يصل إلى ربع مرضى التوحد ذوي الموهبة الجيدة “يمكن أن ينجحوا في العيش بشكل طبيعي. وأن يعيشوا بشكل مستقل تماما بدءا من سن البلوغ”.
المصدر: فرانكفورت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©