الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد العيسى: القصبي والسدحان أضرّا بجهود إصلاح التعليم

أحمد العيسى: القصبي والسدحان أضرّا بجهود إصلاح التعليم
14 سبتمبر 2009 02:13
يحظى الدكتور أحمد العيسى مدير «جامعة اليمامة» بثقة كبيرة في الأوساط التعليمية، ويُنظر إليه على أنه صاحب فكر تطويري، وعلى رغم منع إصداره الأخير «إصلاح التعليم في السعودية: بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية» من توزيعه في بلاده، إلا أنه حاز ردود فعل إيجابية كثيرة، خصوصاً في الصحف التي رحبت بالأفكار التي طرحها الدكتور في مؤلفه، وطالبت بأخذها على محمل الاهتمام. «دنيا الاتحاد» التقت العيسى وحاورته حول سبب انتقاده لإحدى حلقات مسلسل «طاش 16»، وموقفه من الذي يكيلون له السباب في مواقع الإنترنت منذ ثلاثة أعوام ومازالوا، كما كشف أسباب توقفه عن الكتابة للمسرح. • هل يزعجك أن يكون إصدارك الأخير «إصلاح التعليم في السعودية» غير متاح للبيع في بلدك، رغم أنك توجهت به إلى وزارة التربية بخطة إصلاحية؟ لقد حقق الكتاب أصداء طيبة داخل بلادي رغم المنع، وأشاد به كثير من المفكرين والكتاب في الصحافة المحلية، فقد قال عنه الدكتور غازي القصيبي بأنه «أهم كتاب صدر في الشأن العام خلال العقدين الأخيرين». ووصفه تركي السديري بأنه «كتاب في مضمونه المتمكن ليس مجرد كتاب نقرأة ثم نعيده على الرف». وأيضاً أشاد به عبدالرحمن الراشد ووصفه بأنه «أهم رأي في إصلاح التعليم». كما قال عنه دواد الشريان بأنه «بيريسترويكا سعودية لإصلاح التعليم». هذه الإشادات وغيرها كثير هي بالنسبة لي عنوان لنجاح الكتاب، فقد وصلت الرسالة وقرأ الناس عنها، ولذا فإن عدم فسح الكتاب للبيع في السعودية يصبح مجرد قرار روتيني بيروقراطي. بل يمكنني أن أقول كما قال الدكتور غازي القصيبي بأن أفضل دعاية لأي كتاب هو منعه بمعرفة الرقيب. لقد وصلتني كثير من الرسائل والاتصالات من مسؤولين كبار ومن مفكرين ومثقفين ومن القراء تسأل عن الكتاب وعن كيفية الحصول عليه. وعموماً فإن وسائل الاتصال وقرب المسافات قد خففت كثيراً من سلطة الرقيب. • ألم تخف أن يؤثر هذا الإصدار على موقعك كمدير لجامعة أهلية؟ أبداً ، فإنني مدرك أن عملي كمدير لجامعة أهلية هو عمل مؤقت قد ينتهي لسبب أو لآخر، أما الفكر والكتابة وخدمة الصالح العام فهو عمل مستمر لن يتوقف بإذن الله إلا إذا كتب الله لنا الرحيل من هذه الدنيا. عندما بدأت في تأليف الكتاب لم يرد في خاطري مثل هذا المخاوف، فقد توكلت على الله ومضيت لأنهي عملي. وعموماً الكتاب لم يغضب أحداً من المسؤولين أو حتى المفكرين من مختلف الاتجاهات رغم عنوانه الجريء، فقد كانت لغة الكتاب إيجابية بصفة عامة على عكس الصورة القاتمة التي رسمها للتعليم العام في المملكة. • كيف رصدت ردود الفعل؟ وهل جاءت كما توقعت؟ كانت ردود الفعل إيجابية في معظمها، وقد توقعت أن يكون هناك نقد مكتوب لبعض اطروحات الكتاب مثل نقد مناهج العلوم الشرعية، واعتبار الحفظ والتحفيظ من مخلفات عصور الانحطاط الإسلامي، وغير ذلك. ولكن ردود الفعل السلبية حتى الآن كانت قليلة ومن أشخاص لا يعتد بهم. ربما لم يقرأ القوم الكتاب حتى الآن، أو أنهم حاولوا تجاهله حتى لا يحصل على مزيد من الانتشار. • متى تصبح جامعاتنا الخليجية من بين العشرة أرقام الأولى في قائمة أفضل الجامعات عالمياً؟ ما الذي ينقصنا؟ المسافة كبيرة وكبيرة جداً بين جامعتنا والجامعات الدولية العريقة فالجامعات هي مؤسسة من مؤسسات المجتمع، ولذلك فإن التخلف الذي يعيشه المجتمع على مستوى الفكر أو الإدارة أو التخطيط لاشك ينعكس على الجامعات على الرغم أنه يفترض أنها في طليعة مؤسسات المجتمع فهي تضم أفضل الكفاءات البشرية ولديها إمكانات للرقي بالعقل والفكر والثقافة. أما فيما يتعلق بالتصنيفات فهي عموماً لا تعتبر بحال من الأحوال مقياسا للجودة الأكاديمية وللمستوى العلمي في البحث، وفي الغالب أن التصنيفات التي يكتب عنها في الصحف هي تصنيفات تقوم بها مؤسسات إعلامية، وليست مؤسسات أكاديمية التي تعنى في الغالب بمعايير الاعتماد الأكاديمي وبالتقويم المستمر وغير ذلك. • هل ترى أن الاستعانة بالخبرات الأجنبية لقيادة جامعاتنا الخليجية مفيد لتطويرها؟ لا شك أننا بحاجة إلى الاستعانة بالخبرات الدولية في مجالات كثيرة، ولكن العبرة هي في الكفاءة والمقدرة بغض النظر عن الجنسية أو اللون. إن لدى البعض حساسية من مفهوم «الخبرات الأجنبية» فقد حولتها بعض التيارات الفكرية إلى مادة لتغذية نظرية المؤامرة، وأن الخبراء «الأجانب» جاؤوا بأجندة مختلفة عن مهامهم الأصلية، وهذا وهم. ولهذا فأنا استخدم عبارة الخبرات الدولية مهما كان جنسيتها فقد يكون لدينا خبرات محلية ولكنها «دولية» في مستواها وتتفوق عن بعض الخبرات «الأجنبية». انظر إلى شركة مثل شركة أرامكوا هل كانت ستصل إلى هذا المستوى المرموق في الإنجاز لو كانت تملك هاجساً يسمى «الخبرات الأجنبية». • تعاني المدارس الأهلية من سمعة تعليمية «غير طيبة» فيما يتعلق بتقديم تعليم مفيد «لا غش فيه ولا مجاملة»، هل ينسحب الأمر ذاته على الجامعات الأهلية أيضاً؟ تجربة التعليم العالي الأهلي لا تزال وليدة مقارنة بتجربة التعليم العام، ولهذا لا يمكن الحكم عليها في الوقت الحاضر فيما إذا كان لديها جودة فعلية في مستوى التدريس والبحث العلمي. ولكن أحسب أن المعايير التي وضعتها وزارة التعليم العالي للترخيص ببدء نشاط أي جامعة أو كلية أهلية تحقق الحد الأدنى من الجودة. أما وزارة التربية والتعليم فقد تساهلت كثيراً في الترخيص للمدارس الأهلية، حتى أنك ترى أحيانا منازل متهالكة في بعض الأحياء لا تملك مقومات سكن أسرة واحدة، وقد تحولت فجأة إلى مدرسة أهلية. • وجهت انتقاداً لاذعاً لمسلسل «طاش 16» بعد حلقة «تطوير التعليم»، مم أنت غاضب؟ لست غاضباً، كان نقدي أن عرض حلقة التعليم بتلك الصورة، يأتي دائماً بصورة عكسية وقد يضر بجهود إصلاح التعليم، فقد أثار حفيظة البعض وأعاد كثيرا من الأصوات المتشنجة إلى دائرة الضوء. كما أن الحلقة كانت من الناحية الفنية ضعيفة جداً ولم تخدم الفكرة بصورة ذكية. • لماذا توقفت عن الكتابة للمسرح؟ هل لعبت أحداث الشغب والتخريب التي صاحبت مسرحية «وسطي بلا وسطية» قبل عامين دوراً في هذا التوقف؟ لا شك أن ردود الفعل المباشرة ضد مسرحية «وسطي بلا وسطية» كان قوياً ومفاجئاً وغير متوقع. ولكني اعتبر المسرح أهم الفنون التي يمكن أن يكون تأثيرها كبيراً في عملية التغيير. لقد كتبت نصاً جديداً ولم يخرج إلى النور حتى الآن، وهو نص رمزي شعري، وهو محاولة لا أعرف هل أنجح فيها أم لا. الفن عموماً يحتاج إلى حرية ومساحة للعمل وإلى تفرغ أحياناً وإلى تدريب، وهذه الأشياء الثمينة قد تكون مفقوده في الوقت الحاضر. • الذين يقذفونك علناً في مواقع الأنترنت، ما هي ردت فعلك إزاءهم؟ أنا لا أقرأ منتديات الأنترنت ولا أتابع ما يكتب فيها. نعم لقد وصلني بعض الإشارات عن كتابات ضدي وبخاصة عندما نقيم نشاطا ثقافيا ما أو عملا مسرحيا أو معرضا للوعي والثقافة، ولكني لا أهتم بها تماماً. ستكون الحياة كئيبة لو تعلمنا فن الكراهية والسخط والإساءة إلى الآخرين.
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©