قال رئيس الوزراء التايلاندي ابهيسيت فيجاجيفا أمس إنه ملتزم بالمصالحة الوطنية، لكنه لم يقدم عرضا بشأن إجراء انتخابات جديدة بعد يومين من قمع القوات أسوأ أعمال عنف سياسي شهدتها البلاد في تاريخها الحديث.
وقال ابهيسيت في الكلمة التي نقلها التلفزيون “دعوني أؤكد لكم أن هذه الحكومة ستواجه هذه التحديات وستتغلب على هذه الصعوبات عن طريق خطة المصالحة المكونة من خمس نقاط والتي أعلنتها في السابق”.
وتعرض الخطة التي أعلنها ابهيسيت في الثالث من مايو إصلاحات سياسية وعدالة اجتماعية وفتح تحقيق في العنف السياسي. وكان رئيس الوزراء قد عرض قبل أعمال العنف الأخيرة إجراء انتخابات جديدة في نوفمبر لكنه سحب العرض منذ ذلك الحين، مما ترك الانقسامات السياسية في تايلاند دون علاج.
وأكد فيجاجيفا “عودة” النظام إلى بانكوك مكررا إبداء عزمه على “مواجهة التحديات الكبيرة” لتجاوز الانقسام. وقال “لقد أعدنا النظام إلى بانكوك والأقاليم وسنستمر في تأمين العودة السريعة إلى الحياة الطبيعية”. وكانت هذه العودة إلى الحياة الطبيعية واضحة للعيان في وسط المدينة حيث لم تسجل أي أعمال عنف.
لكن رئيس الوزراء اعترف بأن توقف العنف لاينهي الأزمة السياسية. وقال “نعترف، بعد واحدة من أسوأ الفترات في تاريخنا بأننا نواجه تحديات كبيرة، ولاسيما تجاوز الانقسامات في بلادنا”.
وأمس قام جنود بحراسة حواجز في الشوارع وفتشوا السيارات بحثا عن أسلحة في بانكوك، بينما اقتحم مئات الجنود مجددا منطقة التسوق الفخمة بالعاصمة والتي كانت مكان اعتصام لآلاف المحتجين. وبحثت عن أسلحة ومتفجرات في أرض المعركة التي أصبحت مهجورة الآن.
وقال مركز الطوارئ بالعاصمة أمس إنه يعكف على بحث تقرير أفاد بالعثور على تسع جثث في “مركز التجارة العالمي” الذي أحرقه المحتجون. وقال عامل بمركز الطوارئ الطبي “تلقينا تقريرا بالعثور على تسع جثث في المركز. وأضاف أنه يتعين التحقق مما ورد بالتقرير مع الوكالة التي تتولى جمع الجثث.
وتعتبر المعارضة أن ابهيسيت لا يتمتع بتفويض شعبي بعد توليه السلطة في تصويت برلماني مثير للجدل تم في 2008 بدعم تكتيكي من الجيش. ويؤيد أصحاب القمصان الحمراء على نطاق واسع رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي أطاح به الجيش في 2006 ويعيش حاليا في منفى اختياري لتجنب حكم بالسجن لاتهامه بإساءة استغلال السلطة. وقال كورن تشاتيكافانيج وزير المالية التايلاندي إنه مازال يتوقع إجراء انتخابات مبكرة وأضاف أنه من غير المرجح كثيرا أن تبقى الحكومة حتى انتهاء فترة ولايتها في 2012. وقد قتل 85 شخصا على الأقل واصيب أكثر من 1900 منذ بداية التظاهرات. وحذر وزير المال من أن بث الصور عن بانكوك تحترق على شاشات العالم “سيؤثر تأثيرا سلبيا جدا على السياحة” التي تشكل 6% من اجمالي الناتج المحلي في تايلاند.
«حقوق الإنسان» قلقة لاعتقال معارضين في أماكن سرية
بانكوك (ا ف ب) - نددت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان أمس باعتقال قادة من المتظاهرين المعارضين للحكومة التايلاندية في أماكن سرية إثر تفريقهم بالقوة من الحي الذي كان يحتله “القمصان الحمر” في بانكوك. واعتبرت المنظمة أن القادة الثمانية لـ”القمصان الحمر” الذين سلموا أنفسهم والمتظاهرين الذين أوقفوا بدون معرفة عددهم قد يكونون عرضة لسوء المعاملة بعد أن اعتقلوا بدون توجيه التهم إليهم في أماكن غير محددة.وقالت إيلين بيرسون مديرة المنظمة لمنطقة آسيا إن “الأشخاص الموقوفين، يجب أن يحالوا سريعا أمام قاض وإما توجيه التهم إليهم أو الإفراج عنهم”. وأضافت أن سجن الموقوفين في أماكن سرية وعدم وجود ضمانة قضائية “يمكن أن يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان”.
وحذرت “هيومن رايتس ووتش” من أنه إثر إعلان حال الطوارئ في بانكوك وفي 23 إقليما التي تعزز سلطات الجيش والشرطة، فإن مخاطر حصول تعذيب وتجاوزات أخرى قد زادت.
عدد اليوم
