كريستينا: مائدة الإفطار في بيتي لا تخلو من البازلما والكوزوناك

تحتضن أبوظبي جاليات من مختلف الأعراق والأجناس واليوم كانت «دنيا الاتحاد باستضافة عائلة رومانية ربتها كريستينا الرومانية التي تشير إلى أن «عدد المسلمين في رومانيا قليل، وأغلبهم من الأتراك ومن منطقة البحر الأسود». وتضيف:«دخلت الإسلام سرا سنة 1983 وكنت مازلت طالبة، بعد أن قرأت كثيرا عن تعاليم الإسلام، ثم تزوجت بعد ذلك بعدة سنوات، وانتقلت لأعيش مع عائلتي في الإمارات». وتقول:«أنا مرتاحة بإسلامي، وحياتي سعيدة في أبوظبي، وأشعر بسكينة روحية خاصة كلما عاد رمضان المبارك، وشعائره الدينية وتقاليده الاجتماعية». وعن عائلتها تقول:«أسميت أولادي محي الدين، وصلاح الدين، وعز الدين، تأثرا بالتاريخ الإسلامي، وتيمنا بأصحاب هذه الأسماء، مثل محي الدين بن عربي، وصلاح الدين الأيوبي وعز الدين القسام. وكلهم مفكرون ومجاهدون ضد الظلم، وقدموا رسالة سامية للإسلام، أنا فخورة كثيرا بذلك، وشرف لي أن أكون جزءا من الحضارة والتقاليد والعادات العربية والإسلامية». أما عن رمضان في رومانيا، فتوضح:«في الفترة التي أسلمت بها لم يكن الصيام في رومانيا معلنا حتى أنني لم أخبر أهلي بأمر إسلامي في بادئ الأمر، ولما عرفوا غضبوا كثيرا. لكنهم تفهموا خاصة أنهم لم يروا مني إلا الصورة الجميلة للإسلام. وأنا أحاول دائما أن أقدم لهم الصورة الحقيقية عن محاسن الإسلام، وكذلك من أجل أولادي أريد أن أكون قدوة حسنة لهم». وتضيف كريستينا: «بعد تغير النظام الحاكم في رومانيا، زاد عدد المسلمين وافتتحت مراكز لهم»، مشيرة إلى أنها عندما تزور بلدها ترتدي الحجاب، وتتحدث عن الإسلام ومحاسنه للآخرين، وتقوم بقراءة القرآن، وتصلي، وتقيم الليل. وتصوم ليس فقط في رمضان بل في الأيام الأخرى التي ورد ذكرها في كتب الصالحين اقتداء بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام». وعن أهم وجبات الطعام في رومانيا، تقول:«الأطباق الرئيسية (المحشي) بالملفوف، والفلفل الأخضر، والباذنجان والبندورة، وأخذنا أكلة (المسقعة) من الأتراك، وهي تصنع في رومانيا من الباذنجان والبطاطا والبندورة والجبنة والبيض المخفوق، وتشوى في الفرن. بالإضافة إلى أنواع الشوربا الرومانية ومنها (بازلما) التي تطبخ مع الدجاج والجزر وقطع من السميد المخلوط بالملح والبقدونس». وتضيف:«أحببت الأكل العربي مثل الكبة، فتة المقدوس. والكنافة، وحلاوة الجبن». وتعود لذكرياتها مع الجدة، فتقول:«تعلمت من جدتي بعض الأكلات مثل (كوزوناك) Cozonac وهي تشبه الكيك، وهو لذيد جدا، وأنا أحرص على إعداده في رمضان». وتواصل:«جدتي كانت دقيقة كثيرا ونظيفة، وكانت تضع أكياسا صغيرة من الدانتيل في داخلها أزهار الخزامى. وحين كنت أفتح خزانتها تنتشر الرائحة الجميلة، وقد عاشت 94 سنة، وهي تتمتع بذاكرة قوية. أنا أحب الاهتمام بالجدات وكبار السن، هذا الاحترام والاهتمام بالحياة الاجتماعية موجود عند العرب، والقرآن الكريم يوصينا ويعلمنا الإحسان للوالدين». وتودعنا كريستينا بقولها: «كل رمضان وأنتم والعالم كله بخير، وأبوظبي بكل الخير والازدهار»