السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نشوة جمعة: للترجمة أهميتها في التواصل بين الشعوب

نشوة جمعة: للترجمة أهميتها في التواصل بين الشعوب
29 مارس 2011 19:45
للترجمة أهمية كبيرة في التواصل بين الشعوب سواء في الدبلوماسية أو الثقافة والسياحة والآداب والعلوم وما لهذه الأهمية من دور تنويري واجتماعي يؤدي إلى نقل كنوز المعرفة وإظهارها وتبادل المعلومات، كل هذه الأمور تحتاج إلى أكاديمي مختص في الترجمة ونقل النص من لغة إلى أخرى. من بين العاملين في حقل الترجمة نشوة جمعة، المترجمة في السفارة الألمانية. تقول جمعة “أعمل في أبوظبي في المركز الثقافي الألماني “جوته” منذ افتتاحه في عام 2006، وكان وقع اختياري على دراسة اللغة الألمانية، لأني درستها من قبل في الثانوي وحصلت على منحة لمدة شهر، بعدها دخلت كلية الألسن في عين شمس لمدة أربع سنوات، وفي نفس الوقت كنت أدرس في “معهد جوته” في القاهرة لتقوية اللغة في المحادثة، فأنا أجيد اللغة الألمانية كتابة وقراءة وترجمة أيضا”. وعن التركيز على تعليم اللغة الإنجليزية، بينما يقل الاهتمام باللغات الفرنسية والألمانية توضح “ليست اللغة الإنجليزية هي اللغة الأساسية الوحيدة التي يجب علينا تعلمها لمعرفة طرق تفكير شعبها. صحيح أن اللغة الإنجليزية هي السائدة والمنتشرة بين قطاع كبير من العالم، وتحدث بها معظم الناس في كل الدول، ولكن هناك أيضا لغات مهمة إذا أردنا معرفة كيفية تفكير شعب وما هي علاقتنا بهذا الشعب وآدابه وثقافته. واللغة هي الطريق للتحاور مع الآخر، إن تمكنا من إجادة اللغة أمكننا فهم كثير مما وراء اللغة. وأعتقد أنه ليس من الضروري أن أفهم وتترجم لي طريقة تفكيرك، ولكن أن أتحاور معك بلغتك حتى أستطيع أن أفهم طريقة تفكيرك وبناء عليه، ليست اللغة الإنجليزية هي اللغة الوحيدة التي يجب تعلمها، حتى لو استخدمنا الإنجليزية مع الشعب الألماني أو الفرنسي، أو الصيني أو الروسي، لكن يبقى حاجز اللغة قائما إذا لم أستطع التحدث معه بلغته. هناك لغات عديدة لا بد من أن نجد من يجيد التعامل مع شعبها حتى يمكن التفاهم والتواصل وكسر حاجز اللغة في التعامل”. وعن تمسك الألمان بلغتهم باعتبارها هويتهم وقوميتهم، تبين جمعة “أعتقد أنها حكم مسبق على الشعب الألماني. نعم هو متمسك بلغته لكنه لا يتجاهل اللغات الأخرى، وهي لغة تنطقها أكثر من دولة، ألمانيا وسويسرا والنمسا. وأيضا لغة يتعلمونها في مدارس أخرى مثل المجر وهولندا، فهي لغة منتشرة في أوروبا بالفعل. والجيل الجديد من الألمان يتعلمون اللغة الإنجليزية بوصفها موضة، لكن إذا شعروا أن من يتحاور معهم يستطيع أن يتحدث الألمانية يلجأون للحديث بها، ومن هنا يأتي اعتزازه”. وحول رؤيتها لتطوير العلاقات الثقافية بين الإمارات وألمانيا من خلال تعلم اللغة في “جوته”، تقول جمعة “العلاقات الثقافية قديمة من خلال احترام متبادل بين الشعبين، هناك علاقات اقتصادية وثقافية، وتوطدت هذه العلاقات بعد افتتاح المركز الألماني حيث عزز هذا التواصل والتبادل في نقل الثقافة الإماراتية إلى ألمانيا، وبالعكس. وهذا الدور الوسيط الذي يقوم المركز الثقافي به حاليا، ولن ينشأ هذا الجسر فقط للإمارات ولكن عن طريق الإمارات ينتشر إلى منطقة الخليج، لأن المركز الثقافي الألماني يخدم كل منطقة الخليج”. وتضيف “أي عمل ثقافي أو سينمائي يدعو المركز إليه المختصين من الإمارات وألمانيا، ويتم التنسيق مع المؤسسات ومع الفنانين والمهتمين، ويتم التدريب على الثقافة الألمانية والإماراتية، ويأتي طلاب من الجامعات ويتدربون على تقديم هذه البرامج، وكل يعطي خبرته للآخر”. وعن وجود رغبة من الشباب الإماراتي للاطلاع والسفر إلى ألمانيا من خلال مراجعتهم للمركز، تجيب جمعة “الشباب الإماراتي يعرف ألمانيا، كثير من العائلات تسافر إلى هناك وهي وجهة سياحية وكثير من الشباب يعرفون بعض الكلمات، وهناك يتم تشجيعه لاطلاع على هذه الثقافة، وبفضل الثقافة تصبح العلاقة أكثر عمقاً وأكثر فهماً، وفي بعض الأنشطة الثقافية طلبوا منا تعلم اللغة، ومنهم من يواصل دراسته هناك، وقد نشأ فعلا تواصل على مستوى الشعوب وعلى مستوى الأفراد، لم نعد نتحدث فقط عن العلاقات السياسية ولاقتصادية القائمة بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية، ولكن أصبحت العائلات الإماراتية لا تريد أن تسافر فقط للمشتريات والتنزه والاستجمام، ولكن الشعب الإماراتي عنده أيضا رؤية أعمق ويريد أيضا فهم ما يجري حوله”. وعن اللغة الألمانية، تقول “لا شك أن التعليم وحده لا يكفي ولا بد من محادثة في اللغة، واللغة الألمانية فيها تشابه كبير بين قواعدها وبين قواعد اللغة العربية، ويبقى العائق في عدم ممارستها، ولكن ممارسة اللغة الألمانية والتحدث بها لفترة طويلة تجعلها تطغى على بعض اللغات الأخرى نتيجة قرب هذه القواعد اللغوية من اللغة العربية”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©