الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل: حكومة «الاستيطان» الجديدة

25 مارس 2013 23:09
جوشوا ميتنيك تل أبيب حظي أوباما بثناء الإسرائيليين على الخطاب الذي ألقاه في القدس الأسبوع الماضي وجدد فيه التأكيد على دعمه لحل الدولتين. ولكن مع انعقاد أول اجتماع عمل للحكومة الإسرائيلية الجديدة يوم الأحد، تسلمت مقاليد الحكم في إسرائيل حكومة قد تقلص احتمالات قيام دولة فلسطينية بفعل ممارساتها الاستيطانية. ونتيجة للأداء الانتخابي الملفت لحزب البيت اليهودي القومي، والذي أكسبه مكاناً ضمن الائتلاف الحاكم، فإن وزارات مهمة ومناصب حكومية أخرى ستكون من نصيب المستوطنين وحلفائهم المصممين على جعل الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية أمراً واقعاً وحجر عثرة أمام عملية السلام. وفي هذا الإطار، يقول داني سيدمان، وهو محام بالقدس وناشط سلام يراقب الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية: «إن هذا هو نقيض فريق الأحلام»، مضيفاً «فكل هؤلاء الأشخاص لديهم استعداد مسبق لزيادة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وجميعهم مناوئون لحل الدولتين». وعلى رغم أن وزير التجارة الإسرائيلي المعين حديثاً نافتالي بينيت، الزعيم الكاريزمي لحزب «البيت اليهودي»، تبادل حديثاً مازحاً مع السفير الأميركي في إسرائيل دانييل شابيرو خلال مأدبة العشاء التي أقيمت بمناسبة زيارة أوباما، إلا أنه تحدث بصراحة عن مضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية إلى 1 مليون وضم جزء كبير من الضفة الغربية. وكوزير للتجارة، يستطيع «بينيت» منح التراخيص للشركات الإسرائيلية الساعية إلى إنشاء مقار لها في المناطق الصناعية بالضفة الغربية وممارسة نفوذ على القرارات التي تتخذها وزارات أخرى. ونظراً لقيادة أعضاء في «البيت اليهودي» لوزارة السكن الإسرائيلية، التي تشرف على الاستيطان في الضفة الغربية إضافة إلى إسرائيل، ولجنة المالية في البرلمان الإسرائيلي، فإن «بينيت» وحلفاءه يوجدون في موقع جيد للدفع بأجندته. والجدير بالذكر هنا أنه بعد وقت قصير على خطاب أوباما، نشر «بينيت» رداً (بالعبرية) على صفحته على موقع فيسبوك قال فيه «إن قيام دولة فلسطينية ليس هو الطريق الصحيح»، مضيفاً «لقد حان الوقت لحلول جديدة ومبتكرة للنزاع في الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، فليس هناك شيء اسمه محتل في أرضه»! والأكيد أنه في غمرة المشاعر التي أثارتها أول زيارة دولة لأوباما إلى إسرائيل -التي اعتبرها الطرفان تقريباً ناجحة إذا كان المعيار هو قدرته على طمأنة إسرائيل بدعمه- فإن خط الانتقاد هذا يبدو أنه يعكس موقف الأقلية. فبعد خروج أوباما من متحف المحرقة في إسرائيل، قال كبير الحاخامات الأشكيناز السابق في إسرائيل، مائير لاو، وهو أحد الناجين من المحرقة وكان من المرافقين لأوباما خلال هذه الزيارة: «إذ كان البعض يعتقدون أنه عدو، فإنهم باتوا اليوم يعرفون أنه محب». والزيارة كانت ناجحة من وجهة نظر أميركية وإسرائيلية لأسباب تعود في جزء منها إلى حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية التزمت بأحسن التصرفات. ذلك أن الجيش الإسرائيلي تجاهل، بشكل عام، الهجمات بالقذائف من غزة واعتصام فلسطينيين في قطعة أرض إلى الشرق من القدس. وخلافاً لما وقع قبل ثلاثة أعوام، عندما أُعلن عن مشروع استيطاني جديد في القدس الشرقية خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البلاد، فإن مناقشات مماثلة حول مشاريع استيطان إسرائيلية جديدة -مثل أكاديمية عسكرية في القدس الشرقية- ألغيت من أجندة مجالس التخطيط. غير أن يوري آرييل، وزير الإسكان الجديد من «البيت اليهودي»، من المحتمل أن يعيد تلك المشاريع -والكثير غيرها- إلى الأجندة. فهذا البرلماني المنتمي إلى اليمين المتطرف الذي يسكن هو نفسه في مستوطنة يعرف الكثير عن الاستيطان في الضفة الغربية بفعل سنوات من التجربة: فقد كان رئيساً ذات مرة لـ«حركة أمانا»، وهي منظمة للمستوطنين عمرها 34 عاماً أشرفت على بناء المنازل وتنظيم مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما كان مديراً عاماً لـ«مجلس ييشا» الذي تنضوي تحت لوائه مختلف المنظمات الاستيطانية، في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، عندما ارتفع النشاط الاستيطاني. وفي حوار مع أسبوعية «إيريتز يسرائيل شيلانو» (أرضنا إسرائيل)، أشار آرييل إلى الفكرة الدينية لحركة الاستيطان الدينية، قائلاً إن تعيينه يمثل «مرحلة جديدة على طريق الخلاص». كما أشار إلى مسيرته السياسية بخصوص الدفع بالاستيطان «في كل أجزاء أرضنا المقدسة» وقال للصحيفة: «بعون الله، سأستمر على هذه الطريق». وقد شدد أوباما خلال خطابه الرئيسي في إسرائيل على أن بناء المستوطنات يهدد حل الدولتين إذ قال: «على الإسرائيليين أن يدركوا أن استمرار النشاط الاستيطاني يأتي بنتائج عكسية لا تخدم قضية السلام، وأن فلسطين مستقلة يجب أن تكون قابلة للحياة وذات حدود حقيقية ينبغي رسمها». ولكن الآن وقد خف وهج قرص الضوء الرئاسي ومع ترأس آرييل للوزارة التي تعد مناقصات البناء الحكومية في الضفة الغربية، تستعد المنظمات المراقبة للنشاط الاستيطاني لإعلانات جديدة حول مشاريع مثيرة للجدل مثل «كدمة تسيون» في القدس الشرقية. وتوقع «سيدمان» أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة انفجار سيل مشاريع البناء في الضفة الغربية والقدس. وسيتركز اهتمام المجتمع الدولي أيضاً على مصير منطقة «إي 1»، وهي قطعة أرض تعتزم الحكومة الإسرائيلية البناء عليها، ولكن المنتقدين يعتبرون أنها تمثل دقاً لإسفين سيفصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها. كما سيتابع المراقبون عن كثب مشاريع بناء جديدة في مستوطنات نائية خارج جدار الفصل الإسرائيلي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©