الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ميناء الجبل الأسود» سياحة على متن يخوت عملاقة وسط طبيعة بكر

«ميناء الجبل الأسود» سياحة على متن يخوت عملاقة وسط طبيعة بكر
29 مارس 2011 19:47
ليس السائح المولع باكتشاف المناطق المثيرة بطبيعتها، على اطلاع بكافة المواقع الجغرافية التي تروي فضوله. وهو مهما بحث في طيات المعمورة على كل جديد في عالم السياحة، يبقى هنالك الكثير مما يجهله لتنوع الاهتمام بهذا الجانب براً وبحراً وسهلاً وجبلاً. ومن بين العناوين المغمورة على الخريطة الأوروبية، له أن يتعرف على بلاد غنية بمعالمها البكر بما يزيد عن 70 % من الغابات الخضراء، وهي “مونتي نيجرو” أي الجبل الأسود الذي اتخذ اسمه من غزارة الأشجار المعمرة عليه. تستريح عند خليج “كوتور” جنوبي أوروبا واحدة من أجمل القرى السياحية، وتشبه بتكوينها الجغرافي الطبيعة اللبنانية التي تجمع بين الجبل والبحر بما لا يستغرق أكثر من بضع ساعات. هي دولة صغيرة نسبيا تجاور مدينة “البندقية” وتطل على إيطاليا التي يفصلها عنها بحر يتسع لمختلف الفعاليات الرياضية. والمبهر فيها حاليا المشروع السياحي القائم عند ميناء الجبل الأسود أو ما يعرف بـ”بورتو مونتي نيجرو”. وهو بمساحة 24 هكتارا يشكل وجهة ترفيهية بامتياز، تقع في منطقة تم تصنيفها من قبل منظمة “اليونيسكو” ضمن مواقع التراث العالمي. تشمل مرسى لليخوت صمم لتلبية احتياجات الضيوف والربان وأفراد الطواقم. وتتميز ببنية تحتية إضافية لاستقبال اليخوت العملاقة، والتي لا يتجاوز عددها 10 يخوت حول العالم، 7 منها مملوكة من الخليج العربي. 630 مرسى تستغرق رحلة الوصول إلى الميناء من ساعتين إلى 3 ساعات من كافة العواصم الأوروبية المهمة عبر 3 مطارات دولية هي تيفات (7 كلم)، دوبروفنيك (40 كلم) وبودجوريتشا (80 كلم). وهناك تنتشر المراسي التي تم التخطيط لها، وعددها 630 مرسى بينها 130 مرسى لليخوت الفاخرة والسفن الكبيرة التي يتعدى طولها الـ 24 متراً. وتتوزع المنشآت السياحية التي تم الإعداد لها لتكون واجهة المشروع، بينها المتنزهات المطلة على شاطئ البحر، وكذلك الفنادق والمطاعم، إضافة إلى المرافق الترفيهية بما فيها مجمع رياضي ومعرض للفنون ومتحف بحري. وتشمل المرافق الترفيهية المجاورة رياضتي الجولف والتنس ومغامرات التجديف والتزلج. فكرة تطوير الميناء على هذا النطاق الواسع، أتت من واقع تزايد أعداد اليخوت الكبيرة التي ما زالت تحت الإنشاء إلى أكثر من ثلاثة أضعاف على مدى السنوات العشر الماضية. وكذلك كون المراسي التي تستطيع استيعاب مثل هذه اليخوت الضخمة قليلة للغاية في العالم (السفن التي يبلغ طولها أكثر من 24 متراً). ومن هنا يهدف ميناء الجبل الأسود إلى معالجة هذه المسألة ليصبح بذلك المرفق البحري الرئيسي للخدمات المتكاملة في البحر الأبيض المتوسط، والذي يتسع لكافة اليخوت بغض النظر عن حجمها. كما أنه يوفر أعلى مستوى من الخدمة ووسائل الراحة بما في ذلك مرافق الصيانة والأحواض الجافة. وينعكس هذا التطوير على المجتمع الساحلي للواجهة البحرية والذي ينبض بأجواء مفعمة بالحيوية إن كان في المساكن أو الأسواق أو مرافق الضيافة الأخرى. ويشكل جمع “أوزانا” على مقربة من الميناء موطناً مميزاً لنادي اليخوت، وهو يتمتع بموقع مذهل على الواجهة البحرية، إذ يطل على المرسى وساحة “فينيسيا” حيث الأجواء الهادئة. ويتألف من 23 شقة سكنية، تضم كل منها شرفات واسعة، وتشتمل معظم الشقق على أحواض سباحة خاصة. وهذا ما يجعل قلب الميناء البحري مجتمعاً متكاملاً. ملاذ نجوم السينما يطول الوصف في الموقع الجغرافي للمنطقة، إذ ترتفع على طرفها الشرقي الجبال الوعرة لتشكل درعاً تحمي به الشواطئ الرملية ومدن القرون الوسطى التاريخية التي تنتشر على مرمى حجر. تحدها من الشمال مدينة “البندقية” والأرخبيل الكرواتي، وجزر “كورفو” من الجنوب. وهي تطل بمساحة واسعة على الساحل الشرقي لإيطاليا التي تتخذ منها ثقافة الحياة القائمة على الضيافة الراقية. ومع بداية القرن الواحد والعشرين، بدأت حركة تطوير الجبل الأسود وإعادة بنائه ليتحول إلى وجهة راقية. وقد أصبح مع الوقت ملاذاً لنجوم السينما مثل صوفيا لورين وإليزابيت تايلور وكيرك دوجلاس. وقد أدت الجهود المتواصلة في مجال المنشآت الفندقية ذات الخمس نجوم وسواها من مرافق الجذب، إلى رفع حجم السياحة في الجبل الأسود ليتصدر بذلك معدلات النمو السياحي على المستوى العالمي. ضيوف الميناء ممن تجذبهم مراسيه المتعددة الخدمات، يمكنهم قضاء إجازة شيقة في استكشاف الطبيعة النادرة المحيطة بالمنطقة. فهناك تغطي الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر، أكثر من 70 % من مساحة البلاد. وتتميز المناطق الداخلية العذراء بمزارع جبلية عالية تنتشر في أرجائها بحيرات وأنهار جليدية، وشلالات تذكر معالمها بالأساطير. وكهوف صخرية وغابات بدائية كثيفة وحقول عنبية خصبة. وتربط هذه البلاد أكثر من 3000 كيلومتر من الطرق القديمة ومسارات المشي مما يتيح للزائر التنزه وسط المساحات البرية التي تقع على بعد 100 كيلومتر من الميناء. وتمتد على طول الشواطئ أشجار النخيل والمناظر الجبلية اليانعة في قلب واحدة من أفضل المناطق الناشئة لرحلات الإبحار في حوض البحر الأبيض المتوسط. وقد حصد خليج “كوتور” جائزة أفضل قاعدة بحرية منذ عهد الإمبراطورية الرومانية، وتكمن أهميته اليوم في جماله الطبيعي وثرواته التاريخية والثقافية. أما الساحل، فهو ليس سوى جزء بسيط من عجائب الجبل الأسود الطبيعية التي تمتد على مساحة 14 ألف كيلومتر مربع. وهو يوفر مغامرات التجديف في المياه البيضاء أسفل نهر “تارا” أعمق الوديان في أوروبا والذي يحتل المرتبة الثانية من حيث العمق بعد “جراند كانيون” في ولاية “أريزونا” الأميركية. كما يتيح استكشاف مناظر الجليد الطبيعية في حديقة “دورميتور”، وهي موطن آخر غابات الصنوبر السوداء العذراء في أوروبا. قرية ساحلية خلال فصل الصيف تعتبر الشواطئ الرملية في “السينج ريفييرا” أفضل مكان للهروب من الحر، أما في فصل الشتاء فليس أجمل من الاستمتاع برياضة التزلج في “كولازين”. وفي كافة الفصول يمكن الاستفادة من الرياضات الأخرى كالطيران المظلي، وتجربة الطيران كالنسور عند جبال “بيالاسيسا”، أو ركوب الأمواج بين البجع في بحيرة “سكادار” الشاسعة. وهي أكبر بحيرة للمياه العذبة في جنوب شرقي أوروبا وموطن لأكبر بيئات الطيور في القارة. وبالانتقال إلى المرافق السياحية المشيدة عند مشروع “بورتو مونتي نيجرو”، تجمع المراسي بين إمكانيات تقديم خدمات شاملة لليخوت الصغيرة والفاخرة، وقرية ساحلية نابضة بالحياة. ولا تقتصر عمليات التشغيل الحديثة على الخدمات الأساسية المقدمة لأفراد طاقم اليخوت، بل تمتد لتشمل المرافق الترفيهية المصممة لإرضاء الجميع. ويقوم المرسى أيضاً بتشغيل خدمة التاكسي المائي ذات السرعة الفائقة على طول الساحل، ومن وإلى مطار “تيفات”. وفضلا عن خدمة التزود بالوقود المعفية من الرسوم الجمركية، والحراسة المتواصلة للمرسى على مدار الساعة والنادي الرياضي الخاص بالجبل الأسود، يوجد مرفق لإعادة تجهيز اليخوت الفاخرة وإصلاحها وتأمين الأدوات البحرية وضمان السلامة. ويضم الموقع متنزه “جيتي 1” الذي يتميز بمناظر طبيعية خلابة إذ تلفه أشجار النخيل الإسبانية وحجارة الجرانيت إلى جانب اللوازم الحديثة. وما تقدمه المنطقة للمرتادين من أسلوب حياة متكامل يشتمل على الإقامة والمتاجر ووسائل الترفيه، وقاعات الثقافة والتاريخ، إضافة إلى نادي الـ “مارينا كلوب” الذي يمتد على مساحة 200 متر مربع. وتقع قرية المرسى على بعد 100 كيلومتر فقط من منتجعين للتزلج حيث يتم حالياً بناء ملعب لرياضة الجولف يتألف من 18 حفرة ويبعد بضعة كيلومترات عن المرسى. أما خارج القرية، فتتميز المنطقة التي لا يزال جزء كبير منها غير مكتشف، بطبيعة تدفع الزائر لاكتشافها وخوض الأنشطة التي تجري فيها على مدار السنة. أكبر ميناء طبيعي يقع ميناء الجبل الأسود ضمن إحدى المناطق البحرية الأكثر إبهاراً في العالم. وهو يتوسط خليج “كوتور” المصنف من قبل “اليونيسكو” كموقع أثري. وهو المضيق البحري لجنوبي أوروبا وأكبر ميناء طبيعي في شرقي البحر المتوسط. يبلغ امتداده الساحلي 100 كيلومتر ويلتف داخل المياه المفتوحة في البحر “الأدرياتيكي”. أما العملة المحلية في “مونتي نيجرو” فهي اليورو، والمنطقة الزمنية هي +1 بتوقيت “غرينيتش”. أجمل لقاء مما ذكره الشاعر الإنجليزي لورد بايرون (1788 – 1834)، في وصفه لساحل الجبل الأسود أنه يشكل “أجمل لقاء بين البحر والبر”. ويقع الجبل جنوب شرقي إيطاليا وتحده صربيا وألبانيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك. وتمتد شواطؤه الداخلية العذراء وقمم جباله في المياه الفيروزية للبحر “الأدرياتيكي” وعلى طول 293 كيلومتراً من الساحل. وقد استقل عن صربيا عام 2006 وأصبح دولة ديمقراطية ناشئة ذات اقتصاد مفتوح. ثقافة القهوة إن انعدام الصناعات الثقيلة وقلة الكثافة السكانية في المناطق الحضرية جعل من البلد منبعاً للمأكولات العضوية ذات الجودة الممتازة. وهناك تقدم المطاعم المحلية الأصيلة أطباق السمك بشكل رئيسي. وللمطبخ التركي والإيطالي أثر واضح يتجلى في قهوة البلاد. أما “ثقافة القهوة” هناك، فتنبع من العادات المفضلة للسكان المحليين الذين يهوون الاختلاط الاجتماعي وارتشاف القهوة في المقاهي التي تنتشر في الساحات المعبدة. تصاريح الدخول أصبح ميناء الجبل الأسود ميناء رسمياً ابتداء من صيف 2010. لذلك على السفن الحصول على تصريح يمكنها من الملاحة في مياهه. وتتيح هذه التصاريح دخول غير محدود لفترات تمتد من أسبوع ولغاية سنة. وتسمح كل منها للقبطان بتغيير قائمة الركاب تباعاً إلى أربعة أضعاف مجموع الركاب الذين يسمح لليخوت بحملهم على متنها. ولتسريع الإجراءات يمكن للسفينة إرسال قائمة بأفراد الطاقم والركاب، جنباً إلى جنب مع الوثائق الداعمة، إلى الميناء الرئيسي قبل وصولها بـ24 ساعة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©