مسرح زايد للطفولة يستعد لعرض تراث الأجيال

يستعد مسرح زايد للطفولة بالتعاون مع مركز المواهب والإبداع في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لتقديم المسرحية المحلية ''تراث الأجيال'' في أول عرض لها في الثامن عشر من الشهر الجاري على مسرح أرض المعارض بأبوظبي، وهي من إخراج فضل صالح التميمي، وتمثيل الفنانين جاسم عبيد وإيمان حسن وعلي التميمي، والأطفال حسن النعيمي وعمر الجابري وقمر النعيمي· أثناء تأدية البروفات الأولية على المسرحية في إحدى قاعات مسرح جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح في أبوظبي، التقت ''الاتحاد'' بمخرج المسرحية فضل التميمي الذي أكد أن المسرحية ستعرض في أيام الثامن عشر من الشهر الجاري والأول والخامس عشر من اغسطس المقبل· وقال: تدور أحداث المسرحية التي فيها مسحة تعليمية وتوجيهية واضحة حول أهمية التراث والعادات والتقاليد والبيئة الاجتماعية في الإمارات، وهي محاولة جديدة لتقديم التراث بشكل مختلف عبر التأكيد على أهمية ترسيخ العادات والسلوك الموروثي لدى الجمهور· وحول قصة النص ''تراث الأجيال'' يقول التميمي: يتحدث عن شخصية أبو خلف ''الممثل علي التميمي'' الرجل المسن حين يقدم شخصيته بين الجمهور -في محاولة لكسر الجدار الرابع- ومن ثم يصعد المسرح ليتحدث عن شخصيتين كان لهما دور في الحياة الاجتماعية، وهما أم سعيد ''قامت بدورها الممثلة إيمان حسن''، و''أبو سعيد'' قام بدوره الممثل جاسم عبيد· أما أم سعيد فهي امرأة تعمل خياطة وتمتلك مهارة في خياطة ''التلي'' تلك المهنة التي تكاد تنقرض هذه الأيام، أما أبو سعيد فهو الصياد الماهر الذي يتذكر تلك الأيام بحسرة لما لها من لذة البحث من اللؤلؤ أيام الغوص· كما يتحدث أبو خلف أيضاً عن الأسلحة القديمة ليعرف بها، وعن عادات حب القهوة وماضي البطولات التي خاضها أبناء الإمارات· وتقول الفنانة إيمان حسن: أنا مرتاحة لدوري لأني أقدم خدمة فنية في محاولة لتقريب المفاهيم والعادات التي تكاد تمحى هذه الأيام، وما دمنا نمتلك شيئاً جميلاً في عمق تراثنا فمن الواجب علينا أن نظهره عن طريق المسرح· أما الفنان والمخرج جاسم عبيد الذي يقوم بدور البحار أبو سعيد فيقول: أعتقد أن الخطاب القصصي بهذه الطريقة سوف يقدم للجيل الجديد الكيفية التي كان عليها أهلنا في الماضي بشكل مشوق، وفي دوري هذا لا أتكلم عن الماضي فحسب، بل أتناول الحاضر حيث ينتشر الطمع بين الناس، لكن ما يدفعنا إلى انتقاد هذه الظاهرة هو رغبتنا في دفعهم نحو طموح البناء، إننا لا نريد أن ننظر إلى الخلف فقط، بل نحاول جاهدين التدقيق في الحاضر لاستشراف وإبصار المستقبل· الفنان علي التميمي كان له رأي في النص، حيث يقول: أمثل دور الراوي الجد أبو خلف الذي يتحدث عن التراث، ناقلاً العادات والتقاليد، ومذكراً الجمهور بنصيحة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد ''رحمه الله'' بأن ''من لا ماضي له ليس له حاضر ولا مستقبل''· ويضيف: فنحن نعلم أن الأبناء يكادون يبتعدون عن الماضي، فهذه الأعمال المسرحية الهادفة لابد أن تذكرهم بأهمية الاستفادة من ذلك الماضي والتمسك به في بناء مستقبلهم· ويعقب: عاداتنا وثقافتنا لابد أن تبقى، ولابد من التذكير بها، وخاصة بعد محاولة تقليد الغرب في كل شيء، كما أضاف: أن ''تراث الأجداد'' مسرحية تصب في مجمل الدعوة إلى إبراز قيمة ومكانة وأهمية الهوية الوطنية التي جسَّدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، عندما قال: ''تراثنا هويتنا''· وعن حضور الجمهور للعروض الثلاثة المزمع تقديمها قال التميمي: إنني أتوقع حضور أعداد كبيرة من الجمهور، وخاصة أن الناس تنتظر عروضنا بفارغ الصبر، وخاصة أن من يشترك في أداء أدوار المسرحية هم ممثلون بارعون، وأخص علي التميمي وجاسم عبيد اللذين عادة مايسألنا الجمهور عنهما باستمرار· من أداء البروفة المسرحية يمكن قراءة النص الذي تمتزج فيه المؤثرات الفنية والصوتية، وبهذا يستمر حتى ساعة كاملة، أما المسرح فقد تشكل من قارب وشراع أبيض وجدران من الخوص والشبابيك وأبواب قديمة تطل على البحر وشباك الصيد ''الليخ'' التي يتلاعب بها أبو سعيد بكل شوق واحترام كبيريْن· وفي عودة جاسم عبيد إلى التمثيل بعد طول غياب وتوقف أخرج فيها أعمالاً كثيرة منها مسرحية ''الشجرة'' و''الساحر مرجان'' و''هلاك''، يقول: لا يزال التمثيل على المسرح يشدني وخاصة عندما يكون النص معالجاً القيم والعادات التي تربيت عليها· من جانب آخر، يشارك في إخراج هذا العمل الفنان مبارك المسماري كمساعد مخرج