الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شركات الاتصالات تراقب حاملي أجهزة «الموبايل» أينما ذهبوا

شركات الاتصالات تراقب حاملي أجهزة «الموبايل» أينما ذهبوا
29 مارس 2011 19:53
أصبح جهاز “الموبايل” يمثّل نافذة مهمة للكشف عن الكثير من أسرار وخصوصيات حامله. وربما يوضح مثال واقعي مدى خطورة هذا الأمر. ففي ألمانيا، أجرى خبير في تقنيات الخصوصية الحاسوبية يدعى مالت سبيتز، وهو عضو سياسي بارز في “حزب الخضر”، دراسة ميدانية حاول من خلالها اكتشاف حجم المعلومات والبيانات الشخصية التي تمكنت شركة الاتصالات “دويتش تيليكوم” من جمعها عنه عن طريق جهاز “الموبايل” الذي يمتلكه، فصعق عندما علم أنها حددت مكانه الجغرافي أكثر من 35 ألف مرة خلال 6 أشهر. وبدأت “دويتش تيليكوم” بتعقب تحركات سبيتز للمرة الأولى بتاريخ 31 أغسطس من عام 2009 عندما كان في رحلة بالقطار من برلين باتجاه مدينة إرلانجن، وانتهت عمليات التعقب بتاريخ 28 فبراير من عام 2010 عندما كان في بيته في برلين. وقال خبراء تقنيات الخصوصية الرقمية في ألمانيا، إن سبيتز تمكن من الحصول على الملف الكامل الذي يرصد تحركاته ضمن ملايين الملفّات التي تحتفظ بها شركة “دويتش تيليكوم”. وبعد أن اطلع على تفاصيلها الكاملة، أودع نسخة منها في محرك “جوجل” للبحث حتى يطلع عليها كل من يريد أن يلقي نظرة عن المعلومات الكثيرة التي يمكن لشركات الاتصالات أن تجمعها حول كل من يحمل جهاز “موبايل”. ويفسّر ماثيو بليز أستاذ علوم الكمبيوتر والمعلومات في جامعة بنسلفينيا، الطريقة التي تجعل شركات الاتصالات قادرة على تعقب تحركات حاملي أجهزة “الموبايل” بالقول: “في كل لحظة ودقيقة، يمكن للشركة أن تحدد المكان الدقيق لحامل الجهاز عن طريق الإشارات التي يستقبلها أقرب برج لبث واستقبال ذبذبات الموبايل”. وكتب لهذه القضية الحساسة أن تشغل الرأي العام الأميركي حتى أصبحت إحدى القضايا التي انشغل بها أعضاء الكونجرس الأميركي. وعندما طُلب للشهادة أمامهم، قال إن شركة “دويتش تيليكوم” لم تكن تقصد تعقّب سبيتز، بل إن خبراءها استغربوا الطبيعة الغريبة للذبذبات التي كانت تصدر عن هاتفه المحمول عندما كان يفتح حساب الرسائل النصّية. وبالطبع، ليست أجهزة “الموبايل” وحدها هي التي يمكنها أن تفشي الأسرار الشخصية لأصحابها، بل إن ذلك يتم كل يوم عن طريق الكمبيوتر وخاصة عند الإبحار في شبكات التواصل الاجتماعي. وتقول ساره وليامز الأستاذة المحاضرة في جامعة كولومبيا في نيويورك: “لقد أصبحنا جميعاً نمشي في الطرق ونحن موسومون بعلامة صغيرة تميّزنا؛ ولهذه العلامة رقم هاتفي يجعل شركات الاتصالات قادرة على كشف تفاصيل اتصالاتنا وتحركاتنا من دون أن نشعر على الإطلاق أننا نقدم كل هذه المعلومات للذين يهمهم أمرها”. وفي الولايات المتحدة، هناك قوانين صريحة صدرت عقب أحداث 11 سبتمبر في نيويورك تشجع شركات الاتصالات على تتبّع تحركات زبائنها وتسجيلها لأنها قد تتحول في بعض الحالات إلى وسائل إدانة لمرتكبي الجرائم والإرهابيين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©