الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معونات ضد الإرهاب

14 سبتمبر 2009 02:35
يُظهر صانعو السياسة الغربيون، بعد مرور ثماني سنوات على ما كان يسمى «الحرب العالمية على الإرهاب»، إدراكاً متنامياً لحقيقة أن محاربة المتطرفين العنفيين تتطلب أدوات أكثر إبداعاً. ويمكن للحلول العسكرية في حرب من هذا النوع أن تكون لها نتائج غير متوقعة من حيث زيادة اتساع التطرف بدلا من عكس اتجاهه. ويجري تعريف السياسات الأميركية في الخارج أحياناً على أنها تظلمات وشكاوى. إلا أن الأوضاع المحلية، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، تلعب دوراً كبيراً كذلك. ويجب أن يشكل تحسين هذه الأوضاع جزءاً أساسياً في أي حوار حول مكافحة الإرهاب. لقد أصبحت الولايات المتحدة أكثر انخراطاً في برامج إبداعية غير تقليدية لمحاربة التطرف، ويمكن ملاحظة الكثير منها في إدارة «قيادة أفريقيا» (AFRICOM) التي قامت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) بإنشائها مؤخراً. وغالباً ما يتعامل الأفارقة، مثلهم في ذلك مثل بقية المجتمع الدولي، مع مشاكل تتراوح بين تزايد القرصنة والجريمة عبر الأقطار إلى التطّرف. وتركّز الولايات المتحدة في عملية مساعدتها لهم في التعامل مع هذه المشاكل، بشكل متزايد على المعونة التنموية. ويتم النظر إلى AFRICOM، التي أسست عام 2007 ويوجد مركزها الرئيسي في ألمانيا، بشكل خاطئ غالباً على أنها أداة لتوسعة مجال التأثير الأميركي. إلا أن إحدى الأولويات الرئيسية للقيادة الجديدة هي مساعدة الدول الأفريقية في محاربة الإرهاب والتطرف والجرائم عبر الأقطار، بنفسها وبدون تدخل عسكري أجنبي. واقع الأمر هو أنها تركز على «منع الحروب بدلا من خوضها». وتسعى AFRICOM إلى تحقيق هذه المهمة من خلال التدريب وعمليات بناء القدرات مع قوات الأمن المحلية من خلال توفير المعدات والمركبات والدعم اللوجستي، وتقوية التعاون بين الدول. وتدمج الولايات المتحدة المعونة المقدمة لوكالات التنفيذ المحلية مع برامج اقتصادية وسياسية مصممة لتحسين الأوضاع المحلية وإفشال جاذبية التطرف العنفي. ففي القرن الأفريقي على سبيل المثال، شارك الجيش الأميركي، وبنشاط ملحوظ، في حفر الآبار وبناء المدارس في جيبوتي، وتوفير العناية الصحية المجانية في مناطق إثيوبيا الريفية، وربط المدارس الكينيّة بموارد المياه العذبة. وفي مناطق الساحل الأفريقي الشاسعة، والتي تفتقر بشكل كبير إلى الإدارة، وحيث يعتقد المسؤولون العسكريون الأميركيون أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» يعمل بحرية، تطبق الحكومة الأميركية شراكة مقاومة الإرهاب عبر الصحراء، فتعمل على توزيع أجهزة راديو لربط السلطة والمواطنين، في كل من مالي والنيجر، وتدير برامج طبية وبيطرية عبر المنطقة بأسرها. إلا أن الولايات المتحدة تحتاج لأن تصبح أكثر إبداعاً إذا أرادت وضع حد للتطرف العنفي حيث يبدأ. فبالإضافة إلى المعونة التنموية، يتوجب عليها تشجيع الشفافية والكفاءة للمساعدة على إيجاد حكومات أكثر تجاوباً مع المواطنين وبالتالي أقل احتمالا لتوليد الأصولية. وتستطيع الولايات المتحدة تطبيق برامج لرعاية القضاة والمحامين والصحفيين والمحررين من الدول الإسلامية، ما يمكّنهم من قضاء بعض الوقت في المحاكم وغرف الأخبار الأميركية. وكثيراً ما تتحسر واشنطن على فساد المهام القضائية، وانعدام وجود إعلام حر في العالم الإسلامي. وهل نملك أسلوباً أفضل لتقوية حكم القانون، والحاكمية الجيدة، والإعلام المسؤول... من عقد برامج تبادل في هذه المجالات؟ عندما يعود المشاركون فإنهم يحضرون معهم التجارب والتقنيات التي تعلموها من زملائهم في أميركا، ويتعلم الأميركيون درجة جيدة من التفاهم والاحترام تجاه الثقافة الإسلامية. وسوف يتطلّب النضال ضد التطرف العنفي استثماراً طويل الأمد، إلا أنه سيعود بفوائد بعيدة الأثر. وتشكّل المعونة والإصلاح والتعليم أدوات أساسية يمكن استخدامها للحد من جاذبية العنف السياسي، وقد بدأت الولايات المتحدة برامج مشاركة استراتيجية إبداعية لمقاومة الإرهاب، آخذة هذه الفلسفة بعين الاعتبار. كريستوفر بوتشيك زميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط بـ «مركز كارنيجي للسلام العالمي». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©