الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هزيمة جيوش القوط في معركة «شذونة»

3 يوليو 2016 20:11
القاهرة (الاتحاد) في شهر رمضان العام الثاني والتسعين من الهجرة، وقعت معركة شَذُونَة على نهر لَكّة في الأندلس، بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد وبين لذريق ملك وقائد القوط، ولكن الهزيمة دارت على لذريق وجيشه. تعد «شذونة» من معارك المسلمين الفاصلة، التي هيأت لفتح الأندلس ذلك الإقليم العظيم، الذي أقام فيه أهل الإسلام حضارة تفيؤوا ظلالها قرونا من الزمن، حتى شاء الله وأفل نجمها بسقوط مملكة غرناطة آخر معاقل المسلمين في شبه جزيرة أيبيريا العام 1492م. اعتبرت هذه المعركة من المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام، حيث مهدت للفتح الإسلامي للأندلس، ولذلك قال ابن الأثير بعدها: وسار طارق إلى مدينة استجة متبعاً لفلول المنهزمين في معركة شذونة، فلقيه أهلها ومعهم من المنهزمين خلق كثير، فقاتلوه قتالا شديداً، ثم انهزم أهل الأندلس ولم يلق المسلمون بعدها حربا مثلها». وشذونة تلك المعركة هي التي وقف فيها القائد العظيم طارق بن زياد يحث المسلمين على الصمود في الميدان، ثم خطب فيهم خطبته البليغة المشهورة، «أيها الناس أين المفر، البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، وأعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيوشه وأسلحته وأقواته، وهي موفورة، وأنتم لا حول لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات لكم، إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام لافتقاركم ولم تنجزوا لكم أمراً ذهبت ريحكم وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجرأة عليكم فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجرة هذه الطاغية، ما فعلت من شيء فافعلوا مثله، إن حملت فاحملوا، وإن وقفت فقفوا ثم كونوا كهيئة رجل واحد في القتال وها أنا ذا حامل حتى أغشاه فأحملوا حملتي وأكتفوا لهم من فتح هذه الجزيرة بقتله، فإنهم بعهد يخذلون». وانتصر المسلمون انتصاراً ساحقاً أدى لسقوط دولة القوط الغربيين، وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاء الأمويين، وتسمى المعركة باسم النهر التي وقعت بالقرب منه وعلى ضفافه وهو نهر وادي لكة، ويطلق بعض المؤرخين على المعركة مسمى معركة سهل البرباط، وتسمى بالإسبانية «دي لا جونا دي لا خاندا»، وتعني معركة بحيرة لا خندا الواقعة بالقرب من ميدان المعركة. وكان لذريق طاغية يثير بقسوته وصرامته حوله كثيراً من البغضاء والسخط، وكان عرشه يتزلزل فوق بركان من الخلاف، وكانت إسبانيا قد مزقت شيعاً وأحزاباً، يتطلع كل منها إلى انتزاع السلطان والملك، وسار لذريق نحو الجنوب للقاء المسلمين، وجمع للمعركة جمعا يقال إنه بلغ مئة أَلف، وكان طارق قد وقف على أمر هذه الأهبة العظيمة، وتلاقى الجمعان وقاوم القوط مقاومة عنيفة إلا أن انسحاب لوائين من أصل ثلاثة ألوية من جيش لذريق أدى لضعضعة الأمور وإرباك الجيش. ورغم الأهمية الكبيرة للمعركة وأثرها فيما بعدها إلا أن الأدبيات التاريخية لم تفرد مساحة واسعة لفتح شذونة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©