الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غموض في مالي والانقلابيون «معزولون»

غموض في مالي والانقلابيون «معزولون»
25 مارس 2012
باماكو (وكالات) - حاول منفذو الانقلاب العسكري الذي أطاح الرئيس امادو توماني توري في مالي والذين تزداد عزلتهم خارج مالي وداخلها، أمس وضع حد لحالة الغموض الخطرة السائدة في البلاد والاستمرار في السيطرة على الوضع، تحسباً لمواجهة حركة مضادة من الموالين للنظام. وساد أمس، بعد ثلاثة أيام على الانقلاب العسكري، هدوء نسبي تخلله توتر في بعض الأماكن في باماكو، حيث لا تزال وتيرة النشاط بطيئة. وتجوب بعض الآليات العسكرية مسرعة كبرى شوارع العاصمة، حيث ظلت المصارف ومحطات البنزين مغلقة، ما أعاق الإمداد بالنقد والوقود. وأمس دعا الانقلابيون في بيان جديد ومقتضب بثه التلفزيون الحكومي الذي يحتلونه “مالكي أصحاب محطات البنزين إلى فتح” هذه المحطات. وقال متحدث باسم المتمردين إن “إجراءات أمنية اتخذت منذ الساعة الرابعة صباحاً” لتفادي أعمال النهب، مشيراً إلى أن “رئيس” حركة الانقلاب يواصل “التعبير عن عميق أسفه للتجاوزات التي ارتكبها هذا أو ذاك”. وسرت معلومات متناقضة مساء الجمعة حول الوضع في باماكو ومصير قائد الانقلابيين امادو سانوجو بعد حدوث انقطاع قصير في بث التلفزيون العام. ورد الانقلابيون في “اللجنة الوطنية للإصلاح والديموقراطية وإقامة الدولة” بالقول إنها “شائعات”، مؤكدين أن الوضع ما زال تحت السيطرة. وقد أعلن جنود يقودهم الكابتن سانوجو الخميس الماضي أنهم أطاحوا الرئيس توري وحلوا جميع مؤسسات البلاد وعلقوا العمل بالدستور بعد مواجهات مع الموالين للنظام حول مقر الرئاسة. واتهموا الرئيس توري وحكومته بالعجز عن مكافحة حركة تمرد الطوارق والمجموعات الإرهابية، خصوصاً تنظيم القاعدة، وتشن حركة الطوارق منذ منتصف يناير هجوماً واسعاً في شمال شرق البلاد. وأجرى قائد متمردي اللجنة الوطنية للإصلاح والديمقراطية، معظمهم من الجنود ومقرهم العام في ثكنة كاتي (15 كلم عن باماكو)، أمس الأول سلسلة من المقابلات الصحفية. ولم يتضح بعد مصير الرئيس توري، وهل يحظى بحماية عسكريين موالين في مكان مجهول، وما إذا كان يعد لهجوم مضاد كما أكد الخميس مقربون منه، أو أنه أسير الانقلابيين. وأعلن الكابتن سانوجو إن الرئيس “على ما يرام وهو في أمان”، رافضاً الكشف عن مكان وجوده، وقال ضابط إن مسؤولي الحكومة التي أطيح بها “سالمون معافون” و”سيحالون قريباً إلى القضاء المالي”، واعداً بضمان “سلامتهم”. واستمرت الحوادث الأمنية، مثل سرقة سيارات وعمليات نهب قام بها رجال يرتدون الزي العسكري، وأطلقت عيارات نارية متقطعة أمس في المدينة، في حين حصلت عمليات نهب عدة بعد الانقلاب، وقد أعرب قائد الانقلابيين عن أسفه لوقوعها ووعد بوضع حد لها. وزيادة على غموض الوضع العسكري، يسود غموض سياسي حول مشاريع الانقلابيين. وندد 12 حزباً سياسياً مالياً في بيان مشترك بالانقلاب الذي حصل قبل خمسة أسابيع من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 29 أبريل، ما زاد من هشاشة موقف الانقلابيين. واعتقل عسكريون قاسم تابو مسؤول أحد تلك الأحزاب، وهو التحالف من أجل الديموقراطية في مالي، في منزله لفترة قصيرة صباح السبت قبل أن يفرجوا عنه بعد اعتذارات قائد الانقلابيين عن توقيفه. وأعلنت ثلاث شخصيات سياسية أخرى، طلبت عدم كشف هويتها، أنها “انتقلت إلى العمل السري” لأن “رجالاً مسلحين” يبحثون عنهم على ما قالوا. ومن أديس أبابا، أعلن مصدر في الاتحاد الأفريقي أمس أن قائد الانقلابيين وعد بالإفراج عن ثلاثة مسؤولين في وزارات خارجية ثلاث دول أفريقية علقوا في باماكو إثر الانقلاب. وأضاف أن رئيس المفوضية الأفريقية جان بينج تحدث هاتفياً مع سانوجو، وأكد له الأخير أنه سيفرج عن وزيري خارجية كينيا وزيمبابوي ووزير الدولة للشؤون العربية والأفريقية التونسي. وأمر “بحماية الوزراء ومعاونيهم والدبلوماسيين وتسهيل عملية إخلائهم”. وأجمع المجتمع الدولي على التنديد بالانقلاب في الدول المجاورة والمنظمة الاقتصادية لدول المنطقة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا والولايات المتحدة. وأفادت مصادر متطابقة بأن وفداً من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قام بزيارة قصيرة أمس الأول إلى باماكو. وأوضح دبلوماسي أفريقي أن الوفد تباحث هاتفياً مع الكابتن سانوجو الذي لم يحضر إلى المدينة لأسباب أمنية، لكنه لم يفصح عن فحوى المباحثات. من جهتها، علقت كندا أمس مساعدتها إلى مالي إثر الانقلاب. وقال وزيرا الخارجية جون بايرد والتعاون الدولي بيفرلي اودا في بيان مشترك إنه يتعين في البداية وقف المساعدة المقدمة مباشرة إلى الحكومة المالية فوراً. وظلت حدود البلاد البرية والجوية مغلقة منذ الخميس وحظر التجول قائماً من الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي وجرينتش إلى الساعة 06,00. مجموعة من الطوارق تعلن قرب السيطرة على مدينة مهمة باماكو (أ ف ب) - أعلنت مجموعة متشددة من حركة الطوارق أمس أنها تستعد للاستيلاء على مدينة كيدال، إحدى أهم مدن شمال شرق مالي. وجاء في بيان لهذه المجموعة التي تدعى “أنصار الدين” “بفضل الله العلي القدير وبفضل بركاته، سنستولي قريبا على أراضينا في كيدال”، مهد الطوارق. وأضاف البيان أن “أمنية شيخنا “إياد أج غالي” (أحد وجهاء المتمردين الطوارق في التسعينات وزعيم المجموعة) ستتحقق قريبا. الشريعة الإسلامية ستطبق في كل منطقة كيدال”. وكانت هذه المجموعة التي تريد فرض تطبيق الشريعة “بقوة السلاح”، تبنت السيطرة على بلدات اجيلهوك وتيساليت وتينيزاواتن (شمال شرق) وأعلنت “السيطرة الوشيكة” على كيدال، كبرى مدن المنطقة. ومجموعة “أنصار الدين” قاتلت في فترة ما مع عناصر آخرين من الطوارق، الحركة الوطنية لتحرير ازاواد، ضد الجيش المالي، لكن هذه الأخيرة التي تقدم نفسها على أنها حركة علمانية نأت بنفسها عنها لاحقا بسبب مواقفها من الشريعة. وتواجه مالي منذ 17 ناير هجمات تشنها الحركة الوطنية لتحرير ازاواد وغيرها من المتمردين وبينهم رجال مدججون بالسلاح عادوا من ليبيا حيث قاتلوا الى جانب نظام معمر القذافي. واتهم نظام امادو توماني توري المخلوع تنظيم القاعدة الذي يقيم قواعد في شمال مالي، بالقتال أيضا مع الحركة الوطنية لتحرير ازاواد. وأعلنت هذه الحركة الجمعة ان الانقلاب الذي أطاح الخميس بالرئيس توري لا يغير شيئا في “مواصلة هجومها” في شمال البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©