الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخبارنا التي تتصدر واجهة «العالم»

22 مايو 2010 21:03
ظهيرة يوم 16 الجاري احتلت أخبار صحافتنا العربية وحدها واجهة موقع جريدة “لوموند” (العالم) في باب الميديا، فقد شغلت ثلاثة أخبار نقلتها وكالات الأنباء العالمية كامل المساحة المخصصة لأحدث وأهم الأخبار وهي كالتالي: الأول استقالة رئيس تحرير صحيفة “الوطن” السعودية جمال الخاشقجي، والثاني مصادرة صحيفة الدكتور حسن الترابي في السودان، والثالث إطالة فترة توقيف المحامي والصحفي محمد الجاسم في الكويت إلى 21 يوما. لم أصدق في البداية أن تكون أخبار صحافتنا مهمة في الغرب إلى هذا الحد خاصة مع غموض نتائج المحاولات العربية الكثيرة لتصويب العلاقات بين “الحضارتين والثقافتين”. وما زلت أذكر “اللقاء الاستشاري” الذي دعا إليه مرة صاحب المبادرات الثقافية والحوارية عبد العزيز سعود البابطين تمهيداً لعقد ندوة دور الإعلام في حوار العرب والغرب التي نظمتها مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في 30 و31 مارس 2008، والذي ضم نحو 12 شخصية فكرية وثقافية وإعلامية كان بينهم وزير إعلام سابق تحدث بمرارة عن فشل المحاولات الحثيثة التي بذلت رسمياً ذات مرة لإقناع صحف أميركية بنشر خبر ولو صغير أو إعلان كبير عن التبرع السخي الذي قدمته دولة خليجية لضحايا إعصار كاترينا (2005) تعاطفاً مع الشعب الأميركي في محنته الإنسانية في وقت كان فيه الكره المعادي للعرب والمسلمين لا يطاق. ورغم أن معظم الإعلاميين الغربيين الذين دعوا لندوة مؤسسة البابطين وغيرها من المبادرات الخاصة التي انطلقت في السنوات الأخيرة يحرصون على المشاركة وإظهار حماستهم وتأثرهم الشديد بمعرفتهم العرب عن قرب، لكن تصعب حتى الآن معرفة إلى أي درجة أثر هؤلاء في نظرة الإعلام الغربي نحونا وتقريبه منا. ومع ذلك فإن انعقاد مؤتمر الاتحاد العالمي للصحف، ومعه المنتدى العالمي لرؤساء التحرير، لأول مرة في عاصمة عربية هي بيروت، كان بمثابة ذروة لمساعي تقريب الإعلام الغربي والعالمي من العرب. لكن ورغم البيانات العربية البليغة التي سمعناها على أعلى المستويات في الأعوام الماضية عن ضرورة تصحيح صورتنا في الإعلام الغربي وبذل ما يجب، لذلك فإن المرء يستغرب كيف يتعذر على العرب، وخاصة اللبنانيين وتحديداً جريدة النهار بصفتها المضيف المحلي، توفير رعاية مالية لا تصل إلى مليوني دولار لاستضافة هذه التظاهرات الإعلامية العالمية في تراجع عن التزامات سابقة حتى اضطر الاتحاد المذكور، في نوع من الإهانة الجديدة، إلى نقل مؤتمريه من بيروت إلى هامبروج في ألمانيا مع أرجاء الموعد من يونيو إلى أكتوبر القادم. هذا الأمر بذاته كان خبراً تداوله مسؤولو ما لا يقل عن 18 ألف وسيلة إعلامية مطبوعة و15 ألف موقع وأكثر من ثلاثة آلاف شركة إعلامية في 130 بلداً هم أعضاء في الاتحاد المذكور، فكيف لنا إذن تصحيح صورتنا بعد هذه اللامبالاة تجاه إعلام الغرب وإعلام العالم علماً أن ذلك قد جاء قبل أيام من وقائع الأخبار الثلاثة الأولى أعلاه لدرجة قد تجعل بعض المتابعين لا يستبعدون وجود رابط ما بين جميع هذه الأحداث، وكذا بينها وبين مجمل الأسباب التي جعلت صورتنا على ما هي عليه في العالم. د. الياس البراج barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©