الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصائد مغناة

22 مايو 2010 21:17
نظراً لطبيعة الحياة المتسارعة والتي تسرق منا كل جميل لا أجد وقتاً للسماع إلا في السيارة، وأجد في السفر براً فرصة للوقوف مع النفس ومتعة لسماع ما يهذب الروح ويصفيها من أدران «الهيفائيات» و»الإليسيات» و»الشراشفيات» وسلسلة القنوات «الفضائحيات الغرائزيات» التي تلقى على جيل اليوم الذي لا يعرف أين يقف، وتستوقفني أغان للكبار فنياً من أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش وغيرهم ممن رحلوا ومن لا يزالون على قيد الحياة أطال الله في أعمارهم. مَنْ مِن جيل اليوم يصدق أن هؤلاء غنوا أشعاراً لشعراء جاهليين، ومعاصرين «واكتسحوا بها حينها الدنيا» من مثل «تعلق قلبي طفلة عربية»، عش أنت، رسالة من تحت الماء، يبكي ويضحك، ثورة الشك، و... إلخ. أنا متأكد من أن جيل اليوم لو سمع هذه الأغاني لأعجب بها، بدليل أن ما يُدّعى أنهم «مطربون» وهم في الحقيقة لا يطربون ولا هم يحزنون، حين يغنون أغاني عبد الحليم وأم كلثوم وفريد وسعاد محمد ووردة الجزائرية وفيروز وغيرهم من عمالقة الطرب يلقون تجاوباً وتفاعلاً أكبر من التفاعل مع أغنياتهم، وذلك بسبب أن اللحن جميل والكلمات أجمل، ومع أن كلمات الأغنية قصيدة! فالقصيدة تصلح للغناء أكثر من غيرها، وخير دليل حديث على ذلك النجاح الجماهيري الذي يلقاه كاظم الساهر في أغاني القصائد. لِمَن طَلَلٌ بَيــنَ الجُـدَيَّةِ والجَبَــلْ مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَلْ هذا البيت مطلع قصدة لامرئ القيس غنتها المطربة هيام يونس بعنوان «تَعَلَّقَ قَلبِي طَفلَةً عَرَبِيَّةً» شاعت على كل لسان في يوم من الأيام وأظن ألا أحد ينكر جمال الصوت واللحن والقصيدة ولو أتيح لأبناء الجيل سماع ألحان القصائد بدل هذا الهراء الذي يسمى ظلماً «غناء». تَعَلَّــــقَ قَلبِي طَفلَــــــــــةً عَرَبِيَّـــةً تَنَعمُ فِي الدِّيبَاجِ والحُلِيِّ والحــــُلَلْ لَهَا مُقــــلَةٌ لَو أَنَّهَـــا نَظــَرَت بِهـــَا إِلى رَاهِبٍ قــَد صـَامَ للـــهِ وابتَهَلْ لأصبَحَ مَفتُونـــــاً مُعَنــــًّى بِحُبِّهــــَا أَن لَمْ يَصُــمْ للهِ يَومــــاً ولَمْ يُصَلْ أَلا رُبَّ يَومٍ قَـــد لَهَـــــوتُ بِذلِّهــــَا إِذَا مَا أَبُوهَا لَيلــَةً غَــابَ أَو غَفَلْ فَقَالَتِ لأَتــــرَابٍ لَهـــَا قَـــد رَمَيتُــهُ فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيفَ يُحتَبَلْ أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَانَ فِي اللَّيـــلِ دَفنــُهُ فَقُلنَ وهَل يَخفَى الهِــلالُ إِذَا أَفَلْ قَتِيلٌ بِوَادِي الحُبِّ مِن غَــيرِ قَاتـــِلٍ ولا مَيِّتٍ يُعــزَى هُنــــَاكَ ولا زُمَلْ فَتِلكَ الَّتي هَامَ الفُـــــــؤَادُ بِحُبِّهــــَا مُهفهَفَةٌ بَيضــــَاءُ دُرِّيَــّة القُبـــَلْ ولي وَلَها فِي النَّاسِ قـــَولٌ وسُـــمعَةٌ ولي وَلَهَــــا فِي كلِّ نَاحِيَــــــةٍ مَثَلْ كأَنَّ عَلَى أَســـــنَانِهـــا بَعدَ هَجعَـــةٍ سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ فِي القَندِ والعَسَلْ غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَت بِهِ عِندَ بَابَ السَّبسـَبِيِّينَ لانفَصَل فكَـم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَـم وكَـم وَكَم قَطَعتُ الفَيافِي والمَهَامِهَ لَـمْ أَمَلْ حِجَازيَّة العَينَــــين مَكيَـــّةُ الحَشـــَا عِرَاقِيَّةُ الأَطرَافِ رُومِيَّــةُ الكَفَــــلْ فَقالـــــت أَنـــَا كِندِيَّـــــةٌ عَرَبِيَّــــةٌ فَقُلتُ لَها حَاشَا وكَلاَّ وهــَل وبَلْ فَلَمَّا تَلاقَينـــا وجَــــــدتُ بَنانَهــــا مُخَضّبَةً تَحْكِي الشـــَوَاعِلَ بِالشُّعَلْ فَقَالَت ومَا هَـــذا شَــــطَارَة لاعِـــبٍ ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيلِ هُوَ الأَجَلْ فَنَاصَبتُها مَنصُوبَ بِالفِـــيلِ عَاجـــِلا مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُرعٍ فَلَم أَمـَلْ فَقَبَّلتُهَا تِسعاً وتِســــــــعِينَ قُبلَـــةً ووَاحِدَةً أُخرَى وكُنتُ عَلَى عَجـَلْ وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطـــَّعَ عِقدُهـَا وحَتَّى فَصُوصُ الطَّوقِ مِن جِيدِهَا انفَصَلْ وآخــِرُ قَــــــولِي مِـلُ مَا قَل ــتُ أَوَّلاً لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيــَّةـِ والجَبـــَل إسماعيل ديب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©