السودان يرفض أي قرار للمحكمة الجنائية الدولية

قرر مجلس الوزراء السوداني في اجتماعه الاستثنائي امس برئاسة الرئيس عمر حسن البشير رفض أي قرار أو مذكرة يصدرها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو بشأن السودان والتأكيد علي عدم الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية· وخصص المجلس مناقشاته امس للتداعيات المرتقبة للتصريحات المنسوبة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن توقيف مسؤولين سودانيين من بينهم البشير وبعض وزرائه ومستشاريه ''والذين من المتوقع إعلانهم ضمن قائمة للمطلوبين لدى المحكمة على خلفية قضية دارفور'' اليوم · وقال الزهاوي إبراهيم مالك وزير الإعلام والاتصالات، الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية إن ''الاجتماع استعرض المخطط التآمري الذي ظلت تقوده بعض الدوائر المستهدفة للسودان والتي اتخذت من المحكمة الجنائية واجهة لتنفيذ تآمرهم''· وفي غضون ذلك بدأت النقابات السودانية في إصدار بياناتها التي تدعو الحكومة السودانية إلى رفض التعامل مع المحكمة الجنائية ومطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بإيقاف ''عبث أوكامبو فإن لم يستجب تطرد قوات الأمم المتحدة من دارفور ومن كل أنحاء السودان باعتبارها قوات معادية وتعليق التعاون مع الأمم المتحدة في ملف السلام وجميع الملفات الأخرى وجعل التعامل حصريا مع الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية''· و تظاهر مئات السودانيين في الخرطوم امس وهتفوا بشعارات معادية للغرب · وتجمع المتظاهرون امام مبنى مجلس الوزراء قبيل الاجتماع الطارئ للحكومة · وقال احد المتظاهرين طلب عدم الكشف عن هويته إنه شارك في التظاهرة ''بعد أن سمع دعوات في الاذاعة والتلفزيون للحضور ودعم الرئيس'' عمر البشير'' الذي تلقى امس اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبدى خلاله قلقه إزاء تحركات المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان· وقال السكرتير الصحفي للرئيس السوداني محجوب فضل بدرى··إن بان كي مون أكد للبشير أن الأمم المتحدة ستتعاون مع السودان وفقا للتفاهمات والاتفاقيات الدولية الموقعة · وكانت ناطقة دولية قد اعلنت امس الاول أن الامم المتحدة رفعت مستوى استنفار موظفيها العاملين في دارفور· وقالت شيرين زوربا ''تم رفع مستوى الاستنفار الى الدرجة الرابعة وذلك يعني أن الموظف الدولي الذي لا يعمل مباشرة في اطار النشاطات الانسانية والمساعدة الطارئة سينقل الى مكان آخر''· واضافت ''في الوقت الراهن لن تتم اي عملية إجلاء لكن اذا تبين أن الامر ضروري سنسحب الموظفين غير الضروريين مؤقتا''· وهذه المرة الاولى منذ تأسيس قوة السلام في دارفور التي تعد عشرة آلاف رجل، قبل ستة اشهر، التي يبلغ فيها مستوى الاستنفار الدرجة الرابعة· وأعرب مسؤولون دوليون عن خشيتهم من أن يزيد اصرار اوكامبو على اصدار مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم في دارفور، من تعقيد جهود السلام في الاقليم المضطرب الواقع غربي السودان · في القاهرة توقعت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى عقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب الحكومة السودانية يوم الاربعاء القادم· وقالت إن الموعد النهائي للاجتماع سيتحدد اليوم عقب تقديم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تقريره· واكدت أن المشاورات بين الدول العربية حول موعد الاجتماع أوشكت على الانتهاء· وقالت هذه المصادر إن الاجتماع الطارئ سيكشف عن إجماع عربي كامل على رفض قرار وضع الرئيس السوداني عمر البشير على لائحة اتهامات المحكمة الجنائية الدولية· وإن الموقف العربي الذي سيخرج به الاجتماع سيكون مشابها لموقف الاتحاد الافريقي الرافض لقرار وضع البشير على لائحة الاتهامات الامر الذي يؤكد للمجتمع الدولي أن هناك عدم قبول من الدول العربية والافريقية لهذا التحرك مما يضعفه ويقلل من مصداقيته· كما سيطالب وزراء الخارجية العرب بعدم تسييس اعمال المحكمة الجنائية الدولية وضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية في السودان واحترام سيادته واستقلاله· وأعرب مبعوث الجامعة العربية للسودان السفير صلاح حليمة عن دهشته لتوقيت تحرك مدعي المحكمة الجنائية الدولية بشأن السودان وابدى تخوفه من أن يؤدي ذلك الى زعزعة الامن والاستقرار في السودان وفي المنطقة كلها· الى ذلك اتهمت تشاد السودان بانتهاك مجالها الجوي بتحليق طائرات سودانية فوق بلدة تشادية على الحدود مع السودان وقالت إنها لن تتسامح مع مزيد من الانتهاكات لأراضيها· بحسب بيان لوزير الإعلام التشادي محمد حسين أمس الاول