الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مجرمون أم أبطال ؟!

مجرمون أم أبطال ؟!
3 يوليو 2016 20:55
بيروت (أ ف ب) الأرقام القياسية في ألعاب القوى مثار جدل مجدداً على ضوء فضائح المنشطات، التي تطول رموزاً في «أم الألعاب» كانوا أمثلة يحتذى، وتعيد صوغ مفهوم جديد لأسس المسابقات ومصداقية الأرقام المسجلة، خصوصا أن مسلسل الفضائح وتداعياته مرشح للتفاعل في الأسابيع المقبلة قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو بدءاً من 5 أغسطس، والإجراءات الرادعة المنتظرة، التي لوحت بها اللجنة الأولمبية الدولية، سيما أنها خصصت 10 ملايين دولار إضافية لتمويل الأبحاث المكافحة للمنشطات وحماية الرياضيين. خلال اجتماعاته التي عقدت في هامبورج أخيراً، كلف الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى فريق عمل مهمته إرساء سياسة جديدة تتعلق بالأرقام القياسية. ويفيد رئيسه النروجي زفن ارن هانسن، أن الوقت ليس متأخرا لحسم الأمور، مجدداً حماسته في ضوء ما أعلن أخيراً عن فحوص إيجابية لعينات رياضيين في دورتي بكين 2008 ولندن 2012 الأولمبيتين. ويشدد هانسن على ضرورة تصحيح أخطاء الماضي، وحذف أي اسم متورط من تاريخ اللعبة، سيما وان زلزالا يهز أركانه منذ اكثر من 18 شهراً فضلاً عن «الارتكابات» الروسية وتبعاتها. وينادي مطلعون بأهمية إعادة كتابة سجل الأرقام القياسية عموما من دون أي عقد (على غرار ما شهدته رياضة رفع الاثقال قبل أكثر من عقدين)، مشيرين إلى أنها خطوة يجب أن تترسخ بالتعاون مع الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، بحيث يتفق على تاريخ محدد كي يعتمد نقطة انطلاق. والانطباع السائد عموماً أن ألعاب القوى لا تستطيع أن تعاود مسارها التصاعدي في ظل نتائج لا توحي بالثقة، فضلاً عن أن أرقاماً قياسية لا تزال صامدة منذ ثمانينات القرن الماضي، اي حقبة التنشط بزخم. وتزخر سجلات الاتحاد الدولي بـ11 رقماً عالمياً سجلت قبل أن تدرج فحوص الكشف على المنشطات في مطلع التسعينيات. وتضم اللائحة أسماء الأميركية فلورنس جريفيث جوينر (100 و200م)، الألمانية ماريتا كوخ (400م)، التشيكية يورميلا كراتخوفيلوفا (800م)، البلغارية يوردانكا دونكوفا (100م حواجز)، البلغارية ستيفكا كوستادينوفا (الوثب العالي)، الروسية جالينا تشيستياكوفا (الوثب الطويل)، الروسية ناتاليا ليسوفسكايا (دفع الجلة)، الألمانية جابرييل راينتش (رمي القرص)، الأميركية جاكي جوينر - كيرسي (المسابقة السباعية)، فريق البدل الروسي 4 مرات 400م، الألماني يورجن شولت (رمي القرص)، الروسي يوري سيديخ (رمي المطرقة). لكن ما يعقد قرار اتخاذ خطوة شجاعة والسير قدماً في الحذف أو الوضع جانبا، أن البراهين والمستندات الدامغة قليلة، وغالبيتها يطاول إنجازات ألمانيا الشرقية (سابقاً). ويملك البروفسور فيرنر فرانكي ملفات «اتهامية» كثيرة عن الحقبة السابقة، لكنها لا تشمل «مرتكبين» في بلغاريا وتشيكوسلوفاكيا (حينها) والاتحاد السوفييتي السابق، وحتى الولايات المتحدة أو بلدان أوروبية غربية والصين. ولأنه بات من المستحيل تحطيم الرقم القياسي في سباق الـ100م للسيدات (49ر10 ثانية) مثلاً، اقترح رئيس الاتحاد الألماني هيلموت ديجل معاودة الانطلاق من الصفر على صعيد اعتماد الأرقام القياسية، غير أن هذا الطرح لم يلق الدعم المطلوب من قبل كونجرس الاتحاد الدولي عام 2001. وكان الجواز البيولوجي اعتمد عام 2009، كخطوة يمكن البناء عليها لعهد جديد من الأرقام القياسية، علماً بأن إقراره «حاصر» المتنافسين في سباقات المسافات الطويلة، كما أنه لا يلحظ الـ«سترويد» المنمي للعضلات. وطرحت حينها معضلة حذف أرقام قياسية للأميركي مايك باول (الوثب الطويل) والبريطاني جوناثان ادواردز (الوقبة الثلاثية)، ما يعد علامة سيئة ونقطة سوداء بحقهما. كما بحث في خيار الفصل بين حقبة وأخرى، أو السير فقط بلائحة عصر جديد. ويلفت البروفسور فرانكي، أستاذ علم بيولوجيا الخلايا، إلى أن الحملة التي بدأتها شبكة «اي ار دي» التلفزيونية الألمانية، تحاشت النظر إلى «الحديقة الخلفية». ويضرب مثلاً بفيرنر جولدمان، مدرب بطل رمي القرص روبرت هارتنج، ويعده من «المجرمين». فبعد ان درب أيام ألمانيا الشرقية يورجن شولتز حامل الرقم القياسي العالمي لرمي القرص (08ر74م عام 1986)، عهد اليه تدريب الفريق الالماني الموحد. ويقول فرانكي ان جولدمان كان يزود شولتز بجرعات عالية التركيز من التستوستيرون. ويضيف متسائلا: «اتجدون منطقيا ان توماس سبرنجشتاين، المدرب السابق للعداءتين جريتي باور وكريستين كرابه، زود قاصرين بمنشطات، ثم اختير افضل مدرب في ألمانيا عام 2006؟» ويكشف فرانكي انه يملك أرشيفاً زاخراً بتفاصيل «تثير الذهول»، وقد اودع نسخة منه في مكتبة جامعة تكساس (اوستن). وهو لا يتوانى عن وصف من يعطي جرعات بـ«المجرم». ويذكر ان الدكتور مانفرد هوبنر، رئيس القسم الطبي في الجهاز الرياضي الألماني الشرقي، حوكم عام 2000 ووضع تحت المراقبة؛ لذا «يمكن الجزم أن الأرقام القياسية الألمانية الشرقية هي ثمرة جرائم». وقد وثق فرانكي وزوجته بريجيت بيرندونك كل ذلك في كتاب، ورفعت 12 دعوى ضدهما وكسباها. ويتابع: «نعرف جيداً أن بعض الأرقام القياسية المعتمدة كذبة. ورياضيات ورياضيون كثيرون ضحايا جرائم موصوفة، وبعض الرياضيات أصبن بأمراض وأخريات توفين وتم التكتم على الأسباب». وبالنسبة له فان غالبية رياضيي تلك الحقبة تكذب، ودعا فرانكي إلى تشكيل لجنة مستقلة لدرس الملفات كلها، على غرار ما يحصل في القضاء، وحض الرياضيين على الأدلاء بمعلوماتهم، ومن يكذب يكون قدم شهادة زور. ويرى أن أي عداءة ألمانية لم تستطع تسجيل دون الـ11 ثانية في سباق الـ100م من دون تناول منشطات. ومن الحلول أيضاً، اعتماد أنظمة ومسابقات لا علاقة لها بالماضي، قوامها مسافات سباقات ومعايير وأوزان مختلفة في أدوات الرمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©