رجال أعمال: كردستان العراق أرض خصبة للاستثمار

أكد مشاركون في الوفد التجاري والاستثماري الإماراتي الذي زار إقليم كردستان العراق نهاية الأسبوع الماضي أن سوق إقليم كردستان العراق أرض خصبة للاستثمار وتجربة الشركات الإماراتية فيه خلال السنوات الثلاث الماضية تعتبر مشجعة. وأشاروا إلى أن الزيارة شكلت منعطفا جديدا في العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والعراق كونها أظهرت تأكيدا وحرصا إماراتيا على الارتقاء بالعلاقات الثنائية مع العراق بما فيه إقليم كردستان واهتماما بتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وتعزيز الاستثمارات فيه . وزارت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية إقليم كردستان العراق على رأس وفد تجاري واستثماري تجاوز عدده 40 شخصا يمثلون مختلف الفعاليات الاقتصادية. ووفقا لبيان صادر عن وزارة التجارة الخارجية فإن تأكيدات القاسمي أمام المسؤولين في كردستان والفعاليات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية تعد دلالة على حرص الإمارات لترجمة الرغبة الصادقة بالارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أفضل من خلال استكشاف الفرص الاستثمارية في العراق بما فيه إقليم كردستان. وأوضح المشاركون أن الزيارة أعطت دفعا قويا للصادرات الإماراتية إلى السوق العراقية والتي وصلت خلال العام الماضي إلى أربعة مليارات و241 مليون دولار كما أنها منحت استثمارات الشركات الوطنية في العراق بما فيه إقليم كردستان دعما كبيرا وحرصا على زيادتها في مختلف القطاعات . وقال عبيد سعيد الظاهري نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الدولية في شركة أبو ظبي للدائن البلاستيكية المحدودة " بروج " إن زيارة الوفد الاقتصادي والاستثماري لإقليم كردستان العراق كانت مهمة بالنسبة لشركة بروج لاستكشاف فرص الاستثمار في العراق وزيادة قدراتها الإنتاجية لزيادة مساهمة شركات البتر وكيماويات في تجسيد طموحات القيادة وتنفيذ رؤية أبو ظبي بتطوير أداء الشركات الوطنية على المستوى العالمي وتعزيز القدرات الإنتاجية لدعم استراتيجية تنويع مصادر الدخل و تعزيز نمو اقتصاد أبو ظبي والإمارات. وأوضح أن هذه الزيارة أعطت دعما للشركات الإماراتية المستثمرة في الإمارات ورؤية واضحة للشركات التي ترغب بالاستثمار في العراق والجوانب المختلفة المحيطة به، مشيرا إلى أنه سيتم دراسة هذه الرؤية المكونة وفق الاستراتيجية التوسعية لشركة " بروج " في الأسواق العالمية وتحقيق النمو المستدام لاقتصاد أبو ظبي. وأضاف أنه أجرى نقاشات واسعة مع المسؤولين في كردستان والفعاليات العاملة في مجال البتروكيماويات والذين أظهروا رغبة كبيرة في وجود شركة " بروج " العالمية في الإقليم . من جانبه، قال ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا لإدارة الفنادق إن زيارة معالي الشيخة لبنى القاسمي لإقليم كردستان شكلت دعما قويا لاستثمارات الشركات الإماراتية في العراق واستثمارات مجموعة روتانا الفندقية في الإقليم الذي سيشهد في شهر سبتمبر القادم افتتاح أول فندق لمجموعة روتانا في مدينة أربيل فيما تعمل المجموعة حاليا على تشيد فندق آخر في المنطقة الخضراء في بغداد. وأوضح أن هذه الزيارة، التي تعد الأولى لوفد تجاري عالي المستوى لإقليم كردستان، حققت تفاهمات جيدة لاستثمارات الشركات الإماراتية في العراق، مشيرا إلى أن روتانا هي أول مجموعة إماراتية لإدارة الفنادق تدخل السوق العراقية. بدوره، قال أحمد رشد العربيد الرئيس التنفيذي لشركة"دانة غاز" إن زيارة الوفد لإقليم كردستان العراق جاءت في الوقت المناسب لتعزيز التعاون الاقتصادي مع العراق وزيادة الصادرات الإماراتية إلى السوق العراقية واستكشاف الفرص الاستثمارية للشركات الإماراتية وإعطاء دعم للاستثمارات الإماراتية في العراق، معربا عن تطلع شركة دانة غاز إلى فرص استثمارية أخرى في إقليم كردستان العراق. وأشار إلى شركة "دانة غاز" تعد أول شركة طاقة شرق أوسطية تقوم بالاستثمار في العراق بعد أن وقعت مع حكومة إقليم كردستان العراق اتفاقية بعيدة المدى عام 2007 لاثنين من حقول الغاز الرئيسة لإنتاج ومعالجة ونقل الغاز لغرض استخدامه كوقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية. كما تقوم دانة غاز بتطوير " مدينة "غاز كردستان" لإنشاء مركز متطور للصناعات المحلية يستند إلى استخدام الغاز الطبيعي. وأوضح أن شركة دانة غاز قامت بمد أنابيب غاز بطول 180 كم في ظل أجواء من الاستقرار ودون أي مشكلات أمنية ، معربا عن سعادته بمساهمة دانة غاز في تنمية إقليم كردستان العراق . وأضاف أن شركة "دانة غاز" أنتجت خلال هذه الفترة في إقليم كردستان العراق حوالي 140 مليون برميل من النفط المكافئ، متوقعا أن ترتفع هذه الطاقة الإنتاجية في نهاية العام الجاري إلى 200 مليون برميل من النفط المكافئ . فرص استثمارية وقال عتيبة العتيبة رئيس مجموعة شركات العتيبة ان الهدف من الزيارة واللقاءات بحث الفرص الاستثمارية المتوفرة في العراق عامة وإقليم كردستان على وجه الخصوص مشيرا الى أن رجال الاعمال يتطلعون لدخول السوق العراقية من بوابة كردستان العراق . وأضاف"المنطقة هنا تحتاج إلى الكثير من الاستثمارات في مجال البنى الأساسية والسياحة والعقارات والزراعة والطاقة وغيرها"، وأوضح أن هناك الكثير من محفزات الاستثمار وان الأوضاع مطمئنة والوضع الأمني مستقر وأن عددا من الشركات الإماراتية بدأت الاستثمار فعلا في الإقليم. ومن جهته، اعتبر محمد الهاملي مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن الزيارة كانت ناجحة جدا بكل المقاييس، مؤكدا أن إقليم كردستان العراق يعتبر أرضا خصبة للاستثمار، مشيرا إلى أن السوق تحتاج الى استثمارات في السياحة والفنادق ومراكز التسوق والمنتجعات السياحية، لافتا إلى أن قانون الاستثمار في كردستان العراق يعتبر من أكثر القوانين تطورا ويقدم ضمانات وحوافز كثيرة للمستثمرين . وأشار إلى الاهتمام الكبير الذي حظيت به الزيارة والوفد حيث رافق رئيس وزراء الإقليم برهم صالح الوفد الإماراتي في معظم أوقات الزيارة. ولفت الى أن بعض المستثمرين الإماراتيين بدأوا استثماراتهم قبل فترة وتحديدا منذ نحو 3 سنوات والتجربة تشير إلى أنها استثمارات ناجحة ومشجعة لبقية المستثمرين من الإمارات ، وأوضح أن المستثمرين الذين يدخلون السوق في البداية ستكون لهم حصة الأسد من الفرص الاستثمارية المتوافرة . مجلس العمل العراقي من جهتها، قالت اعتدال الشيخ رئيس مجلس العمل العراقي في أبوظبي إن الزيارة كانت مثمرة جدا وأن رجال الأعمال الإماراتيين كانت لديهم الفرصة للاطلاع على الفرص الاستثمارية في الإقليم والعراق عامة، مشيرة إلى أن إقليم كردستان العراق يحتاج إلى استثمارات ضخمة في القطاعات الصحية والعلاجية والعقارات والسياحة والتصنيع والزراعة والصناعة الدوائية وكافة الصناعات التحويلية. وتوقعت أن تثمر الزيارة عن توقيع اتفاقيات للشراكة والاستثمار بين رجال الأعمال العراقيين والإماراتيين في قطاعات متعددة في وقت لاحق . ولفتت إلى أنه يجري العمل حاليا على تنظيم مؤتمر عن فرص الاستثمار في العراق سيعقد في أبوظبي خلال الأشهر المقبلة وسيطرح فرصا تفصيلية وملموسة لرجال الأعمال . وقد أكد الجانبان الإماراتي والعراقي خلال هذه اللقاءات أن العلاقات مرشحة لمزيد من التعاون المشرك في مختلف القطاعات الاستثمارية. وأشارت معالي الشيخة لبنى القاسمي خلال اللقاءات إلى متانة العلاقات بين الإمارات والعراق والحرص المشترك على دفع هذه العلاقات نحو الأمام خاصة في المجالات التجارية للوصول إلى مستويات التكامل والشراكة الاستراتيجية. وأوضحت أنه يمكن للبلدين العمل معاً لدفع العلاقات الاقتصادية إلى مستويات أفضل تتناسب مع الإمكانات والطموحات خاصة في ظل توافر الفرص الكبيرة والمتنوعة في اقتصاد البلدين، معربة عن تطلع الشركات الإماراتية تعزيز الاستثمارات الإماراتية في إقليم كردستان الذي يشكل جزءا مهما من العراق الشقيق. لقطات من الزيارة سافر الوفد على متن طائرة خاصة تابعة لشركة "رويال جت" من أبوظبي واستغرقت الرحلة ساعتين و35 دقيقة ذهابا ونحو ساعتين وربع الساعة إيابا، وبلغت المسافة بين أبوظبي وأربيل نحو 1666 ميلا، فيما حلقت الطائرة على ارتفاع39 ألف قدم ذهابا وإيابا. الطائرة الخاصة كانت مقسمة الى جزأين النصف الأول مجهز بغرفة نوم كاملة ومقاعد متقابلة مريحة تتسع لـ 16 شخصا، فيما كان النصف الخلفي مجهز بمقاعد كما في الطيران التجاري من مستوى الدرجة السياحية تقريبا . كان بانتظار الوفد حشد من عشرات الصحفيين ممثلي محطات التلفزة والصحف ووسائل الإعلام المختلفة الذين نصبوا كاميراتهم بمحاذاة مدرج الهبوط والتقطوا صورا للوفد عند نزوله من الطائرة و خلال الاستقبال . توجه الوفد مباشرة إلى ركوب نحو 19 سيارة لاند كروزر من نفس الموديل والطراز سوداء اللون، زجاجها مظلل بدرجة 50% تقريبا، كانت معدة لنقل الوفد الزائر حسب البرنامج المخصص للزيارة . انطلق الوفد فورا من المطار للقاء رئيس الإقليم مسعود برزاني في مقر إقامته الذي يبعد نحو 50 كيلومترا عن المدينة في المناطق الجبلية المطلة على أربيل، حيث استقبل رئيس إقليم كردستان العراق ، الوفد الإماراتي الزائر بحفاوة بالغة . خلال عشاء الاستقبال الذي أقيم مساء اليوم الأول للزيارة حضر عشرات رجال الأعمال الأكراد الذين كانوا متلهفين للتعرف على نظرائهم الإماراتيين ومحاولة الاستغلال الأقصى لوقت الزيارة القصير لنسج علاقات الأعمال ومحاولة التعرف إلى شركاء محتملين.