كاميرون: بريطانيا تريد اليورو قوية ومستقرة

أبلغ ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ألمانيا أمس الأول، أن بريطانيا تحتاج إلى استقرار اليورو رغم أنه لن يوافق على أي تغييرات في معاهدة الاتحاد الأوروبي تقرب بريطانيا بشكل أكبر إلي دعم العملة الأوروبية الموحدة. وقال كاميرون في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “بريطانيا ليست عضواً في اليورو ونحن أيضاً من غير المرجح أن نصبح عضواً في اليورو لكننا نريد أن تكون منطقة اليورو قوية ومستقرة... فهي منطقة تذهب إليها 50 بالمئة من تجارتنا ومن مصلحتنا أن يحدث ذلك”. واجتمع كاميرون مع ميركل في برلين وجعل ألمانيا المحطة الثانية في أول رحلة له إلى الخارج منذ أن أصبح رئيساً للحكومة الائتلافية الجديدة في بريطانيا بعد أن زار باريس أمس الخميس. وقالت ميركل إنها وكاميرون “تحدثا بشأن كيف أن استقرار اليورو مهم أيضاً للدول التي لا تنتمي لمنطقة اليورو”. وأحدثت ألمانيا ضجة في الأسواق في وقت سابق هذا الأسبوع بتحركها بشكل منفرد ودون التشاور مع شركائها بالاتحاد الأوروبي لحظر البيع على المكشوف في بعض الأدوات المالية وهو ما ساعد في انزلاق اليورو إلي أدنى مستوى له في أربعة أعوام وتسبب في خسائر حادة في أسواق الأسهم. وعبرت الحكومة الفرنسية والمفوضية الأوروبية عن ضيقها من الخطوة الألمانية المنفردة، وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي جايتنر، إن مثل هذه الإجراءات تميل إلي أن تكون غير مفيدة. وسئل كاميرون هل تعتزم بريطانيا أن تحذو حذو ألمانيا في فرض مثل هذا الحظر فأجاب قائلاً “ في بريطانيا هذا شأن من اختصاص هيئة الخدمات المالية وبالطبع فإنه ينبغي أن يحترم كل منا قرارات الآخر في هذه المسائل”. وقال كاميرون إن النقاش ينبغي أن يركز على “الأسباب الحقيقية” للمشاكل التي تعانيها الاقتصادات الأوروبية، مشيراً إلى الارتفاع الحاد للدين والعجز وأيضاً إخفاقات النظام المالي والمصرفي “التي دفعت اقتصاداتنا للتراجع”. وأضاف قائلاً “تلك هي المشاكل وعلينا أن نتصدى للمشاكل وأن نضع أيدينا على مصدر المشاكل ثم سنجد أن الأعراض ستكون أقل إشكالية”. وفيما يتعلق بمستقبل علاقته مع برلين قال كاميرون “أنا متأكد أن هذه ستكون البداية لشراكة قوية وإيجابية جدا على أساس نتائج وإجراءات عملية تصب في مصلحة بلدينا”. وأكد على مجالات الاتفاق وقال إنهما سيعملان معاً فيما يتعلق بالقضايا في جدول أعمال مجموعة العشرين ومجموعة الثماني “خصوصاً فيما يتعلق بتنظيم القطاع المصرفي وضمان أن تخدم البنوك اقتصاداتنا وليس أن تخدم اقتصاداتنا البنوك”. ومجدداً القول إن من غير المرجح أن تنضم بريطانيا إلى الوحدة النقدية للاتحاد الأوروبي وقال كاميرون إنه “لا سبيل” لأن تقبل لندن أي تغيير في معاهدة الاتحاد الأوروبي “ينقل السلطة من وستمنستر إلي بروكسل”. ويتناقض ذلك مع تعليقات سابقة لميركل التي قالت إنه لا مفر من إدخال تغييرات على معاهدة الاتحاد الأوروبي إذا كان الاتحاد يريد أن يتعلم من أزمة ديون اليونان. وقال كاميرون إن بريطانيا “لن توافق على أي ترتيبات أو معاهدة تقربنا بشكل أكبر إلي دعم منطقة اليورو” مؤكداً أن هذا سيحتاج إلى تأييد بالإجماع من جميع دول الاتحاد السبع والعشرين “بما في ذلك المملكة المتحدة التي لها بالطبع حق النقض”.