الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بطولة للأهلي

22 مايو 2010 23:15
في الكرة، أو الرياضة عامة، إذا ما حاولت يوماً أن تتحدث بكثرة عن الجانب الأخلاقي للعبة، سيصفك من حولك بـ«المطوَّع» وفي مصر قد يقولون «الحنبلي»، أو «مزودها حبتين»، فقد تعارفت الجماهير أو كثير منها على أن الرياضة ترفيه ليس إلا، وفي أحيان كثيرة ربما لا نتحدث عن مردودها البدني أو الصحي، حتى اقتربت في صورتها الذهنية من الفن، وباتت أخبار اللاعبين الهامشية هي الأهم، فالقارئ مهموم أكثر بكم تعاقد اللاعب، ويا حبذا لو عرف من تزوج أو من يحب أو كيف يقضي أيامه ولياليه. وقد ساهم الإعلام بدرجة كبيرة في رسم ملامح هذه الصورة الإعلانية الاستهلاكية، فهو يسوق للاعب، مثلما يسوق لعطر جديد أو معجون حلاقة، وسار اللاعبون أيضاً في هذه الموجة، خاصة وأنها سهلة ومضمونة لزيادة الرصيد، وبات العديد من النجوم المشهورين في العالم مقصداً للشركات ليتولوا الإعلان عن منتجاتها، فرأينا كريستيانو رونالدو مع شامبو للشعر بدا وكأنه السر في عبقريته الكروية، وتايجر وودز وفيدرر وتيري هنري يروجون لشفرة حلاقة باتت أشهر من ألقابهم في الجولف والتنس والكرة، وكذلك الأمر مع شارابوفا رغم عدم سطوع نجمها حالياً، ومن قبلها كانت مارتينا هينجز، والقائمة طويلة وحصرها غير ممكن. وبالرغم من كل ذلك، بقي الجانب الأخلاقي هو الأكثر إشراقاً لدى الكثيرين، ولعله كان سراً خفياً وجلياً في محبة الجماهير للاعب ما ربما لا ينتمي لناديها، كما هو الحال مثلاً مع محمد أبو تريكة نجم الأهلي والمنتخب المصري، وغيره ممن يتصفون بسمات فيها من الشمولية ما يجعلها مرغوبة لدى الكل، وليس أعم من الأخلاق رابطاً بين النجم ومحبيه. ووفق هذه القاعدة، وبناء على ما ذكره الموقع الرسمي للنادي الأهلي من أن لاعبي الفريق الأول قد تبرعوا ببناء مسجد في مدينة زامبوانجا بالفلبين بالتعاون مع جمعية دبي الخيرية وذلك على نفقتهم الخاصة، فإنني أراهم قد حققوا أغلى بطولة في الموسم.. تتضاءل أمامها كل الألقاب والبطولات، وإذا كانوا قد خرجوا من الموسم بلا حصاد، فبعملهم هذا برهنوا على معدنهم وقيمهم وتدينهم، وكلها مزايا لا تقدر بثمن ولا يطولها شيء. لم أتأثر بخبر طوال الموسم، مثلما تأثرت بهذا النبأ، خاصة أن تفاصيله تسرد ملامح فكر ورغبة وتخطيطاً، حيث أشار إلى أن اللاعبين كانوا قد اتفقوا عقب مباراة السوبر أمام العين على القيام بمشروع خيري وكانت الفكرة بناء مسجد في إحدى الدول وأنه بالاتفاق مع جمعية دبي الخيرية المنوط بها قيام المشاريع الخيرية خارج الدولة، تم اختيار مدينة زامبوانجا الفلبينية التي ينتشر فيها الإسلام والمسلمون بكثرة لتكون مكاناً للمشروع فتم إنجاز العمل وتم تسليم المشروع بالكامل والإشراف عليه من قبل جمعية دبي الخيرية حيث يتسع المسجد لمئات المصلين ويتم فيه تحفيظ القرآن الكريم. هنيئاً للاعبي الأهلي هذه البطولة الرائعة، وهنيئاً لهم مردودها، وثوابها الذي سيتواصل كلما وطأت المسجد قدم، أو علا فيه صوت الأذان أو صلت جماعة أو دعا داعٍ أو تردد في الأفق صدى آية من كتاب رب العالمين. نبيل فكري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©