الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ثلاث قمم ضد التطرّف والمحرضين

22 مايو 2017 15:14
بعيداً عن العبارات الشعبوية والشعارات الرنانة بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكثر موضوعية في كلمته المهمة أمام القمة العربية الإسلامية الأميركية التي شهدتها الرياض بالأمس بحضور 55 دولة يمثل سكانها أكثر من مليار وربع المليار نسمة. وكما بدا واضحاً من خلال كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبقية الكلمات التي ألقاها القادة المشاركون في القمة، فإن ما هو الأهم من محاربة الإرهاب هو مواجهة العنف، والأهم من مواجهة العنف هو مواجهة المحرضين على العنف، لذا كان من المهم في هذه القمة تسمية من يدعم التطرف ويحرض على العنف، ومن هو غير النظام الإيراني الذي ضاقت به دول المنطقة ذرعاً ولَم يعد هناك مجال للصمت، أو المجاملة، أو الدبلوماسية، لذا كان الملك سلمان واضحاً في توجيه أصابع الاتهام لهذا النظام، فقد قال إننا لم نعرف الإرهاب في هذه المنطقة إلا بعد ثورة الخميني. لقد أصبح مهماً اليوم منع الإرهابيين من الأرض، ومن التمويل، والنظام الإيراني يشجع الإرهاب ويوفر ملاذات آمنة ودعماً مالياً ودعماً لوجيستياً، ويحتضن التطرف، بل ويشكل هذا النظام رأس حربة الإرهاب العالمي.    

 

   

وما قام به خادم الحرمين الشريفين في اجتماعات القمم الثلاث هو تعزيز لدور مجلس التعاون بقيادة المملكة، وأثبت المجلس أنه المجموعة الإقليمية الأقوى والأكثر تأثيراً وتنظيماً، وأنه القادر على العمل وتقديم الحلول لأزمات المنطقة العربية بالتعاون مع بقية الدول العربية.

   

لقد عقدت هذه القمة بحضور الرئيس ترامب الذي جاء بخطاب جديد ومختلف عن خطاباته السابقة جدد العلاقة الأميركية بحلفائه في المنطقة، كما نجح ترامب في تحديد موقفه فيما يتعلق بأهم ملفين، وهما ملف التطرّف والعنف والإرهاب، وملف النظام الإيراني.

   

المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة والعرب والدول الإسلامية كثيرة، ولكن، وكما قال ترامب في كلمته، فإنه بالإضافة إلى هذه العلاقة، فإننا يجب أن نكون متحدين نحو هدف واحد وهو هزيمة التطرّف وهزيمة قوى العنف، فهل تكون هذه القمة بداية نهاية الذين يمارسون التطرّف والإرهاب؟ وهل تكون فعلاً بداية للسلام في الشرق الأوسط والعالم؟ هذا ما يأمله وما يتمنّاه الجميع منذ زمن، وهو ما يجب أن نعمل عليه بعد انتهاء أعمال هذه القمة.

   

لقد شهدت قمم الرياض الإعلان عن تأسيس المركز العالمي لمكافحة التطرّف «اعتدال» واختارت الدول المؤسسة لهذا المركز أن تكون الرياض مقراً له، هذا المركز الجديد يمثل إعلاناً جديداً بأن الدول الإسلامية ستواجه التطرّف بشكل أكبر تنظيماً واتساقاً، ومن خلال عمل مشترك، ومن إيجابيات هذه القمة أنه تم الاتفاق على منع تمويل الإرهاب، ومنع وصول الأموال إلى الإرهابيين والمتطرفين والعنيفين في العالم.

   

هذه قمة العزم المشترك وقمة للتاريخ الذي سيشهد بأن الدول الإسلامية اجتمعت بأكبر دولة في العالم ووضعت يدها بيدها لتضع حداً للإرهاب والتطرف وتطبق الحلول التي تمنع تمويل تلك الجماعات المتطرفة وفي الوقت نفسه تحاسب الدول المحرضة على التطرّف والعنف، سواء كانت دولاً عربية، أو إسلامية، أو غربية.

 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©