الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هجوم بنجلادش.. جدل السياسة والعنف

3 يوليو 2016 23:09
لا تزال التفاصيل غامضة. في مساء يوم الجمعة، اعتدى سبعة مهاجمين على مطعم في حي راقٍ في دكا، عاصمة بنجلادش المزدحمة، حيث أطلقوا النار وألقوا قنابل يدوية. وملأ ضباط كتيبة التدخل السريع شوارع «جولشان»، وهو حي يقطنه الدبلوماسيون والنخبة من الأثرياء في البلاد. وعلى الفور دارت التكهنات حول مجموعة متطرفة يعتقد أنها تتبع كلاً من «القاعدة» و«داعش». وشهد العامان الماضيان سلسلة مرعبة من الهجمات شنها إسلاميون على هندوس ومثقفين وكتاب علمانيين ومدونين. ووفقاً لإحدى الروايات، فقد أعلن «داعش» مسؤوليته عن شن المزيد من الهجمات في بنجلادش من خلال أجهزته الإعلامية أكثر من الهجمات التي شنها في باكستان وأفغانستان. وقد دعا التنظيم الإرهابي مقاتليه ووكلاءه لشن مثل هذه الضربات على أهداف سهلة خلال شهر رمضان المبارك. ويذكر أن حكومة بنجلادش، برئاسة رئيسة الوزراء «الشيخة حسينة»، كافحت من أجل التعامل مع هذه القضية. ورفضت أي إشارة إلى وجود «داعش» في البلاد، وسعت إلى إبعاد اللوم عنها، كونها السبب في حدوث أزمة أمنية جراء سوء تناولها للأمور. وفي الشهر الماضي، آثر وزير بارز أن يربط تصاعد أعمال العنف بوجود مؤامرة إسرائيلية غامضة بدلاً من وجود مشاكل داخلية. وقامت الشرطة باعتقال نحو 12 ألف شخص، لكن معظمهم كانوا مجرمين تافهين وأنصاراً لأحزاب المعارضة، وفقاً لوكالة الأسوشيتيد برس. ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إن حكومة الشيخة حسينة بذلت مزيداً من الجهود لتعزيز مكانتها وقمع معارضيها أكثر من الجهود التي بذلتها للتصدي لانتشار العنف الإسلامي في البلاد. وذكر تقرير صدر مؤخراً عن مجموعة الأزمات الدولية أن وجود نظام قضائي منحرف، والحكم شديد الوطأة لحزب رابطة عوامي الحاكم بزعامة الشيخة حسينة، وهو حزب علماني، كل هذا يضع الأساس لمزيد من الاضطرابات وعنف المتشددين. واختتم التقرير قائلاً: «ليس هناك وقت لنضيعه. إذا ظلت المعارضة الرئيسية مغلقة، فإن مزيداً ومزيداً من المعارضين للحكومة ربما ينظرون إلى العنف باعتباره الملجأ الوحيد». ومن جانبه، كتب «مايكل كوجلمان»، الخبير بشؤون جنوب آسيا في مركز «وودرو ويلسون»، أن رئيسة الوزراء «ألقت بالكثير من اللوم حول عنف المتطرفين على المعارضة السياسية، المعروفة باسم الجماعة الإسلامية وحزب بنجلادش الوطني». وأضاف: «هذا الاتهام ربما لا يكون كله كذباً.. ومع ذلك فإن استبعاد جماعات غير الأعداء السياسيين الرئيسيين لدكا ودورهم في أعمال العنف المتطرفة في بنجلادش، هو أمر ساذج في أحسن الأحوال، وخطير في أسوأها». وفي ظل التطرف الزاحف، فإن حكومة الشيخة حسينة واجهت انتقادات بسبب أسلوبها السلطوي المتنامي. وقد جعلت البيئة السياسية ببنجلادش عرضة لمثل هذه الفوضى. وفي هذا الإطار، كتب كولجمان: «بمجرد التقليل من أهمية مستويات العنف المتطرف المثيرة للقلق في بنجلاديش، فإن دكا تضع البلاد في خطر أكبر، وهي تعزز القوى التي تريد تقويض الهوية الأصلية لبنجلادش كدولة علمانية تعددية». وبنجلادش، كأمة، موجودة في المحيط الخارجي للخيال الأميركي. والقليلون في الولايات المتحدة يعرفون على الأرجح أنها دولة تضم واحداً من أكبر الشعوب المسلمة في العالم، أكبر من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط. لكن في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في إسطنبول، تركز الانتباه على التكتيكات المختارة لتنظيم «داعش» ووكلائه. والضربة المنسقة التي أصابت حي جولشان، الذي يعد مركز الثروة ونخبة السلطة في دكا تحمل كل السمات المميزة لاستراتيجية المنظمة الإرهابية. ومن ناحية أخرى، فقد قال الناطق باسم الجيش الكولونيل رشيد الحسن، فإن «العملية انتهت، والوضع بات تحت السيطرة بالكامل». *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©