الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لوف من «جلباب» كلينسمان إلى المنافسة العالمية

لوف من «جلباب» كلينسمان إلى المنافسة العالمية
22 مايو 2010 23:30
يواكيم لوف هو الرجل القوي على رأس المنتخب الألماني لكرة القدم على الرغم من هالة الصقور التي تحيط بالـ”ناسيونال مانشافت” أمثال القيصر فرانتز بكنباور صاحب الرأي المسموع في ألمانيا، مدير المنتخب وهدافه السابق أوليفر بيرهوف بالإضافة إلى الاتحاد المحلي القوي، ويتميز المدرب الشاب بهدوء ومعرفة تقنية هائلة وقدرة عالية في التعامل مع نجومه، الجماهير ورجال الإعلام. حافظ لوف على هيبته على الرغم من إبعاده هداف شالكه كيفن كوراني عن نهائيات كأس العالم 2010 بعد نشوب خلاف بينهما اثر اخراجه للاعب المولود في البرازيل في منتصف مباراة روسيا في التصفيات المؤهلة. لكن ما يشفع في لوف، أن خط هجوم بطل العالم لثلاث مرات يزخر بنجوم مميزين أمثال هداف النسخة الماضية ميروسلاف كلوزه، لوكاس بودولسكي، ماريو جوميز والهداف الصاعد شتيفان كيسلينج، بالاضافة إلى لاعبين آخرين يملكون نفساً هجومياً مثل كاكاو، طوني كروس والشاب توماس مولر. عمل لوف طويلاً في ظل يورجن كلينسمان الذي قاد ألمانيا إلى المركز الثالث في مونديال 2006 على أرضها، ثم خلفه 21 يوليو 2006 عند انتهاء العرس العالمي، وضرب بقوة في أولى مشاركاته الكبرى عندما قاد الاسطول الألماني إلى وصافة كأس أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا حيث خسر أمام أسبانيا في النهائي صفر-1. طريق لوف التدريبية إلى المنتخب الألماني لم تكن طريق اللاعب والمدرب الناجح المرصع بالألقاب، فهو لم يحترف كلاعب مع أندية الصف الأول في المانيا إذ تنقل بين فرايبورج واينتراخت فرانكفورت وكارلسروه قبل أن ينهي مسيرته في سويسرا مع شافهاوزن وفنترثور، ووصل لاعب الوسط المهاجم إلى منتخب ألمانيا ما دون 21 عاماً لكنه لم يبلغ يوماً المنتخب الأول. لكن نجمه كمدرب بزغ مع شتوتجارت (1996-1998)، مستفيداً من رحيل المدرب رولف فرينجر لتدريب منتخب سويسرا، فقاده للقب الكأس (1997) ونهائي كأس الكؤوس الأوروبية حيث خسر أمام تشيلسي الإنجليزي صفر-1 في باريس (1998) وكان في تشكيلته آنذاك الثلاثي الرهيب المكون من لاعب الوسط البلغاري كراسيمير بالاكوف والمهاجمين البرازيلي جيوفاني البير وفريدي بوبيتش. الصعود الصاروخي للمدرب الشاب لحقه هبوط أسرع إذ أقيل من فنربخشة التركي (1999) وعجز عن إنقاذ كارلسروه من الهبوط إلى الدرجة الثالثة (2000) كما أنه أقيل بعد ثلاثة أشهر من اضنه سبور التركي. ارتفعت معنويات لوف المتأثرة من الإقالات بعدما أحرز لقب الدوري النمسوي مع تيرول انسبروك (2002) لكن الرحلة انتهت مجدداً أثر إفلاس النادي. وعام جديد أمضاه لوف بدون عمل عاد بعده لنادي اوستريا فيينا في العاصمة النمساوية الذي اقاله بعد ثمانية أشهر على الرغم من تصدره ترتيب الدوري. وفي ظل هذه المعمعة لم يتردد لوف بقبول طلب كلينسمان الباحث عن تكتيكي يطبق فلسفته الهجومية على أرض الملعب اثر الخروج المهين لألمانيا من الدور الأول لبطولة أوروبا 2004، فالتقى “كلينسي” و”يوجي” مجدداً بعد أن نالا سوياً دبلوم التدريب وكانا زميلين على مقاعد الدراسة. نجح كلينسمان بمساعدة لوف في إيصال ألمانيا إلى نصف نهائي المونديال الأخير غير أنه سقط في فخ ايطاليا التي أحرزت اللقب لاحقاً على حساب فرنسا، فوصفت مسيرة الـ”مانشافت” بالناجحة، غير أن كلينسمان رفض تمديد عقده وفضل الاستمتاع بشمس كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، ناصحاً الاتحاد الألماني بتسمية لوف خلفاً له وهذا ما حدث. لقد فتح لوف (50 عاماً) أحد ثلاثة مدربين لم يلبسوا قط قميص المنتخب الألماني الأول (بعد اوتو نيرتز وأريك ريبيك) صفحة جديدة في كتب التدريب الألمانية، فأدار ظهره لطريقة اللعب “المحافظة” وفرض فلسفته التدريبية وحبه للحياة، و”سيبقى لفترة طويلة على رأس المنتخب” على حد قول أوليفر بيرهوف هداف المنتخب السابق ومديره الحالي. ويذهب اللاعبون في السياق ذاته إذ يعتبر المهاجم لوكاس بودولسكي أن لوف “يترك مواهبنا تتفجر، ويعتمد على الشباب، لذا أتمنى أن يبقى طويلاً على رأس المنتخب”. لوف خرج عن مسار المدرب الألماني “الصارم”، فهو جاذب للنساء لأناقته المميزة، ومحبوب من الصحفيين لبساطته وتواضعه لكنه خصم شرس لشرطة السير لقيادته بسرعة فائقة إذ دفعه حبه للقيادة بسرعة أن يخسر رخصته مرتين، فهل سيقود المنتخب الألماني بتهور هذا الصيف أم بهدوء واتزان ليستعيد اللقب الذي أحرزته ألمانيا 1990 لآخر مرة؟.
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©