الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاوضات السلام.. ومأزق الدبلوماسية الأميركية

مفاوضات السلام.. ومأزق الدبلوماسية الأميركية
5 ابريل 2014 22:21
آن جيران وويليام بوث الرباط تعكف إدارة أوباما على إعادة تقييم جهود الوساطة التي قامت بها على مدار عام كامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ بهدف التوصل إلى السلام، في ضوء «التحركات غير المساعدة» من قبل الطرفين خلال الأسبوع الجاري، حسبما حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الجمعة الماضي. وأضاف كيري «لقد آن أوان تدقيق الحقائق»، لافتاً إلى أنه سيعود إلى الولايات المتحدة بعد رحلة استمرت 13 يوماً خارج الولايات المتحدة تضمنت مهمة طارئة إلى القدس بهدف محاولة إنقاذ الجهود الدبلوماسية التي يقودها بنفسه. وأكد أنه سيجري مشاورات مع البيت الأبيض بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها لاحقاً. وقد جعلت أيام عدة من المناورات السياسية بين الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي المفاوضات في خطر، ولم يعد أمام كبير الدبلوماسيين الأميركيين سوى إعلان نفاد الوقت. وأوضح كيري في الرباط، التي كانت محطته الأخيرة في رحلة من أوروبا إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن هناك حدوداً للوقت والجهود التي يمكن أن تبذلها الولايات المتحدة إذا كان الطرفان نفسيهما لا يرغبان في اتخاذ خطوات بناءة للتمكن من المضي قدماً. وبدا أن المحادثات التي أطلقها كيري الصيف الماضي بعد أشهر من الإعداد، قد وصلت إلى طريق مسدود يوم الجمعة، على رغم أن كيري أفاد بأن كلا الجانبين أخبرا المبعوثين الأميركيين بأنهما سيواصلان المفاوضات. وقد تعهد المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون لكيري بالبقاء على مائدة المفاوضات حتى نهاية الشهر الجاري، ولكن في غياب تطور حقيقي، يبدو من المرجح انتهاء الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة، على الرغم من أن كيري كان يحاول التوصل إلى اتفاق من أجل تمديد المحادثات الأسبوع الجاري، مقدماً حوافز كبيرة لكلا الطرفين. وفي غضون ذلك، لفت كيري إلى أن العملية «ليست جهوداً مفتوحة بلا نهاية»، ولم تكن أبداً كذلك. ويلقي كل طرف باللوم على الآخر في الوصول إلى طريق مسدود، إذ تحول اجتماع يضم كبار المفاوضين وكبير المبعوثين الأميركيين إلى الشرق الأوسط مارتين إنديك، إلى مباراة للصراخ صباح يوم الخميس الماضي. ولم يكن لتوسلات كيري عبر الهاتف لدى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس أي تأثير في ذلك اليوم. وذكر كيري «أنه لا أحد من الطرفين اعتبر المحادثات متوقفة، ولكننا لن نذهب للجلوس هناك إلى الأبد». وتتناقض نبرة وزير الخارجية الأميركي والتقديرات القاتمة مع تصريحاته العلنية السابقة المتفائلة بشأن احتمالات إجراء مزيد من المحادثات. وهدف المفاوضات هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، وإبرام معاهدة سلام دائم، غير أن الجهود الراهنة هي الأكثر طموحاً منذ ستة أعوام، ودفعت كيري والمفاوضين الأميركيين إلى تفاصيل ترتيبات الأمن والحدود ووضع القدس المتنازع عليه. وتقول إسرائيل، إن الفلسطينيين تسببوا في الأزمة بتوقيع مستندات الانضمام إلى 15 معاهدة وبروتوكول في الأمم المتحدة، وهي معاهدات تسعى لحماية حقوق المرأة والأطفال والعجزة والمدنيين في أوقات الحرب والصراع. ويقول الفلسطينيون، إنهم وقعوا المعاهدات لأن الإسرائيليين نقضوا عهدهم الذي قطعوه في يوليو الماضي بإطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين. وامتنع الإسرائيليون عن إطلاق سراح المجموعة الأخيرة المكونة من 26 أسيراً؛ لأنهم قالوا إنهم كانوا في مفاوضات بقيادة أميركية مع الفلسطينيين لتمديد أجل المحادثات. وأوضح المسؤول الفلسطيني الرفيع، نبيل شعث، أن إعلان عباس المفاجئ يوم الثلاثاء أنه سيستأنف جهوده في الأمم المتحدة كان المقصود منه تسليط الضوء على إخفاق إسرائيل في إطلاق سراح الأسرى. وألغى كيري رحلة كان مخططاً لها إلى الضفة الغربية للقاء عباس يوم الأربعاء بسبب الإعلان. وأضاف شعث «إننا لن نتخلى عن عملية التفاوض، وسنستمر في المحادثات كما اتفقنا، وأرغب لمرة واحدة أن ينفد صبر الولايات المتحدة من إسرائيل وليس الفلسطينيين»، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يحدد كيري موعداً للزيارة قريباً. وتساءل وزير المالية الإسرائيلي من تيار الوسط، يئير لبيد، الذي انضم حزبه إلى حكومة نتنياهو شريطة دخول إسرائيل في مفاوضات مع الفلسطينيين، بشأن ما إذا كان عباس يرغب في التوصل إلى اتفاق. وأضاف يئير «ينبغي أن يعرف الزعيم الفلسطيني أنه في هذه المرحلة من الوقت، لا تصب مطالبه في صالحه، ولن يتفاوض معه إسرائيلي واحد بأي ثمن». وأوضح الجنرال الإسرائيلي المتقاعد ميشيل هيرتزوج، الذي يعمل مستشاراً في المفاوضات، يوم الجمعة، أن تحرك عباس صوب العودة إلى الأمم المتحدة من أجل مزيد من الاعتراف «يعمق الأزمة». وأخبر محمد شتاية، الذي استقال من منصبه ككبير للمفاوضين الفلسطينيين في نوفمبر الماضي بسبب خيبة أمله من استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، في تصريح له مؤخراً صحيفة «هآرتس» بأن المهم بالنسبة لنتنياهو هو الحفاظ على ائتلافه وليس التوصل إلى اتفاق. وذكر إسرائيليون مطلعون على المفاوضات أن إطلاق سراح الدفعة النهائية من الأسرى كان معلقاً على «استمرار المفاوضات من دون تعطيل»، وأوضحوا أن الفلسطينيين كانوا يبحثون عن مبرر لتعطيل المحادثات. ومن جانبهم، اعتبر الفلسطينيون هذا الكلام غير منطقي، فأوضح قسم شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية أنه بالنظر إلى أن إسرائيل أخفقت في إطلاق سراح المجموعة الأخيرة من الأسرى، فإن دولة فلسطين لم تعد ملتزمة بتأجيل حقوقها في الانضمام إلى معاهدات واتفاقيات متعددة الأطراف. وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة «بيرزيت» في رام الله، جورج جياكامان «إن ما فعله الإسرائيليون هو ربط إطلاق سراح الأسرى باستمرار المفاوضات، ولم يكن هذا ما تم الاتفاق عليه في الأساس، وهذا هو مكمن المشكلة بالتحديد». يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©