الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انتصار عدن نقطة تحول لتحرير اليمن من الانقلابيين

انتصار عدن نقطة تحول لتحرير اليمن من الانقلابيين
3 يوليو 2016 23:34
عدن (الاتحاد) مثل يوم 27 رمضان بالنسبة إلى عدن، انطلاقة جديدة ويوما خالدا سيتذكره أهالي المدينة على مر التاريخ عقب تحررها من سيطرة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بمساندة من قوات التحالف العربي. وعبر عدد من القادة السياسيين والمحليين والنشطاء عن عظمة هذا الإنجاز الذي جاء ليطوي معاناة أشهر من الجرائم التي تجرعها أبناء عدن جراء حرب المليشيات الانقلابية، وأكدوا أن الجرائم الوحشية التي ارتكبت في بعض المناطق من قتل بربري وممنهج وأعمال قصف عشوائية للمساكن والأحياء وتشريد الآلاف من منازلهم لن تمحى من ذاكرة المدينة وستظل شاهدة على فصل دموي انتهى بنصر ساحق على تلك المليشيات. وأشار ماجد الشاجري رئيس مؤسسة أجيال للتنمية إلى أن إحياء الذكرى الأولى لتحرير عدن يأتي رسالة وفاء وتقدير للتضحيات التي سطرها الشهداء والجرحى خلال معركة النصر ورسالة شكر وعرفان لدول التحالف العربي على رأسها السعودية والإمارات التي ساندت أهالي عدن في التخلص من تلك المليشيات الإجرامية. وأضاف لـ«الاتحاد»: «إن تضحيات شهداء تحرير عدن يتطلب على الجميع مواصلة مشوارهم في البناء والإعمار وهذه مهمة واجبة على الجميع أن يتحملوا مسؤوليتها»، مشيرا إلى أن إحياء الذكرى الأولى تكتسب أهمية كبير في نفوس أبناء عدن الذين عايشوا الأوقات الصعبة من أعمال قتل وتشريد وحصار على مدى أشهر. وأكد السياسي اليمني البارز ياسين سعيد نعمان، أن المقاومة الشعبية ليست بندقية فحسب ولكنها مشروع سياسي يبرر التضحية من أجله، مضيفا أن المقاومة التي حررت عدن قادرة على أن تقودها نحو المستقبل. وأضاف «لا بد من العودة إلى جذور الثقافة التي جعلت من عدن في تاريخها الطويل خيمة التعايش والتسامح والبناء في صورها الإيجابية التي إن تطلب الأمر تصدت للعنف لحماية قيمها بتحريض حوافز البناء والتكامل والتفاهمات الإنسانية والحضارية داخل نسق التعايش والتي جعلت منها مدينة المدن». وأكد رئيس الحكومة السابق خالد بحاح أن مدينة عدن وأهلها تستحق مزيدا من الجهود والعمل من أجل استعادة عافيتها ولقبها الحقيقي كمدينة رائدة في شبه جزيرة العرب. وقال في ذكرى انتصار عدن «كنّا نراهن على عدن، وهي غير الصورة التي نراها الآن أمامنا، وهذا لا يثنينا عن الثناء على كل الجهود التي تبذل وما زالت من قبل سلطتها المحلية وأهلها وكل شبابها المخلص لها، ولكنه تذكير صريح بأن أمامنا الكثير حتى نصل إلى عدن التي نحلم بها». وأضاف «ثمّة أطراف لا تريد للمدينة ذلك، وهناك من يريد المزايدة وهم بخلاف ما يقولون، وآخرون يحسبون أنهم يعبثون من داخلها دون أن يشعر بهم أحد وهم عمّا قليل لمفضوحون». وقال «بعد عام كامل من التحرير وعدد المكاسب التي تحققت بفضل جيشنا الوطني وأبناء المحافظة وأحبابها ودعم ومساندة قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات يجب أن نقف وقفة جادة، نسلط من خلالها التركيز على جوانب الإخفاق ونعزز دوائر القوة فيها، وعلينا الافتكاك من براثن الماضي وتبعيته، فأمامنا كفّة المستقبل نضع فيها كل آمالنا ونعمل جميعا بجد لكي ترجح بكفة الماضي الأليم». وتابع قائلا «نحن الآن أمام صفحة جديدة وواقع مختلف والمسؤولية فيه مشتركة، وتجدر الإشارة إلى الدور الذي يعوله المجتمع على الشباب وإسهامهم النوعي في تجاوز كل العثرات والمصاعب فهم الثورة والثروة». وأشار إلى أن على المحافظات الأخرى أن تنظر إلى أنموذج عدن، وأن تستفيد من تجربتها وعامها الأول بعد التحرير، مع يقيننا الراسخ بأن عدن ستكون أنموذجا للاقتداء. وأكد نائف البكري وزير الشباب والرياضة الحالي أن وقوف دول التحالف على رأسها السعودية والإمارات مع صمود عدن وأهلها أفضى إلى التحرر والنصر الكبير، مضيفا «عدن وما حولها تحررت من رجس الغزاة الحوثيين والعفاشيين الذين قتلوا واحرقوا ودمروا كل شيء جميل أثناء حربهم الظالمة على عدن وفرضوا على أهلها العراك والقتال من أجل صدهم ودحرهم خارجا في معركة صمود قل نظيرها وسيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته». وقال «خاض شبابنا وشيوخنا، ونساؤنا ورجالنا، وأطفالنا وبناتنا معركة تصدي وصمود أسطوري امتزجت فيها حبات العرق بقطرات الدم، وتلاحمت الأرواح والأجساد حتى أصبحت كأنها روح واحدة وجسد واحد امتلك كل القوة للصمود والتضحية والتحرير، ونتذكر بفخر وإعزاز تضحيات غالية جاد بها أهلها دفاعا عن عدن». وثمن البكري عاليا وقوف ودعم التحالف العربي لصمود عدن وأهلها ومساعدتها في التحرير والبناء من خلال العمل المساهم في التطبيع السريع للأوضاع بعودة الخدمات واستمرار الحياة بعد خروج الغزاة من عدن. وأضاف «في ليلة القدر 27 رمضان تحقق أمل عدن بالتحرير والخلاص من مليشيات الحوثي وصالح، وتلك ثمرة غالية الثمن قدمنا في سبيلها نخبة غالية من خيرة شباب عدن بين شهيد وجريح طلبا للحرية وفي سبيل عزة الوطن، ونحن نشعر اليوم ونحن نتنفس عبير الحرية، ومرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتطلع لها كل أبناء الوطن، إن ما قمنا به في قيادة مجلس المقاومة بعدن من دور وطني لتوحيد كل الطاقات وتسخيرها من أجل تحرير عدن والذود عنها لا يصل إلى ما قدمته أسرة فقدت معيلها أو أم فقدت ابنها أو أب جريح فقد القدرة على العمل ومواصلة طلب الزرق له ولأولاده». وأشار رئيس تحرير جريدة «عدن تايم» عيدروس باحشوان إلى أن انتصار عدن تحقق بمؤازرة الأشقاء في التحالف العربي ورجال المقاومة الحقيقيين على الأرض، وأن بشائر النصر لاحت بالأفق مع تقدم المدرعات الإماراتية من منطقة عمران نحو عدن تدك آخر معاقل القتلة من مليشيات الحوثي وصالح في المدينة. وأضاف «كل أبناء عدن والجنوب يتذكرون مليا تضحيات قادة وضباط وجنود القوات المسلحة الإماراتية الذين استبسلوا لتحرير عدن وإسقاط المشروع الإيراني الذي أخذ الحوثيين على عاتقهم التمدد فيه نحو الجنوب بعد انقلابهم وإسقاط صنعاء، تضحيات كبيرة سطرتها القوات المسلحة الإماراتية ستظل محفورة في ذاكرة كل أبناء الوطن». وأضاف «نتذكر كيف كان الشيوخ والنساء والأطفال في 27 رمضان الماضي يلوحون بعلامات النصر ويحيون الجنود الإماراتيين أثناء مرورهم في طرق وشوارع عدن، وزغاريد النسوة في كل مكان، وارتفاع العلم الإماراتي فوق أسطح المنازل وشرفاتها ورفرف عاليا وفاء وتقديرا لتلك التضحيات الجسيمة والدعم اللامحدود المقدم لنصرة عدن والجنوب. وأكد أن عدن والجنوب سيظل وفيا لكل الدماء التي سالت على مذبح الحرية، وكان الأشقاء الإماراتيون عنوانا في هذا الانتصار الكبير وما زالوا شركاء في البناء والتقدم عقب تضحياتهم بدماء أبناهم في ميادين الشرف والذي سيظل دينا في رقابنا ورقاب الأجيال المتعاقبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©