السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كبريات شركات النفط تستعين بقواعد البيانات الضخمة

كبريات شركات النفط تستعين بقواعد البيانات الضخمة
20 ابريل 2018 20:13
ترجمة: حسونة الطيب كغيرها من شركات النفط والغاز الكبيرة في العالم، أنشأت شلمبيرجر الأميركية، مركز برامج الابتكار التقني، بالقرب من المركز الرئيس لشركة فيسبوك. وعلى العكس من الأهداف التي ترمي لها مراكز التقنية في سيلكون فالي، يعمل هذا المركز على زيادة الإنتاج، وخفض التكاليف في قطاع النفط والغاز. يعتبر هذا المركز كمؤشر يدل على تغيير قادم في نشاط النفط والغاز، في الوقت الذي بدأ فيه القطاع تبني آخر الابتكارات في مجال تقنية المعلومات. وانخرط قطاع الطاقة في الوقت الحالي، في تطبيق تقنيات، مثل تحليل البيانات المتقدم، الذي تستخدمه كل من جوجل وفيسبوك وأمازون، وغيرها، بحثاً عن تحقيق نتائج مبهرة. وتتضمن الفرص الجديدة المُتاحة، تحليل الصخور للوصول إلى الآبار بدقة أكثر في مناطق توفر النفط وأنماط الاحتياطي، للتمكن من مضاعفة الإنتاج من خلال دورة حياة الحقل النفطي، وعمليات التشغيل الآلي التي تجعل العمليات أكثر أماناً وكفاءة وقلة في التكلفة. وتؤدي زيادة الإنتاج التي يتم تحقيقها بهذه الابتكارات، لتراجع أسعار النفط، ما ينجم عنه صعوبات للتقنيات المنافسة مثل، السيارات الكهربائية وصعوبات محتملة للمنتجين في دول أخرى غير قادرة على خفض التكاليف بالطريقة ذاتها. كما تعني أيضاً اضطرابات للعديد من العاملين في قطاع النفط، مع فقدان للوظائف، وتغييرات في أنماط العمل وطبيعتها. ودأب قطاع النفط منذ عقود عديدة على استخدام آخر التقنيات، حيث بدأ جون براون المدير التنفيذي السابق لشركة بي بي البريطانية، مسيرته المهنية نهاية ستينيات القرن الماضي، مستخدماً الكمبيوتر في رسم خرائط الاحتياطي النفطي في ألاسكا. ومن بين الشركات التي تملك أضخم الكمبيوترات العملاقة في العالم، توتال الفرنسية وأني الإيطالية وشركة جيو للخدمات البترولية. ويكمن الفرق في الوقت الحالي، في استغلال خدمات الحوسبة السحابية، التي تمكن من تخزين وتحليل البيانات بتكلفة قليلة نسبياً، ما يهيئ الفرص لتطبيقات جديدة لنطاق أوسع من الشركات. وينتج قطاع النفط، كميات كبيرة من البيانات في عمليات مختلفة مثل، قراءة درجة الحرارة والضغط وغيرها. وتكلفة أجهزة الاستشعار المستخدمة في جمع المعلومات، آخذة في التراجع مع زيادة في تطورها، ما يجعلها قادرة على مراقبة المزيد من جوانب عمليات التشغيل مثل، حفر الآبار. وقال بيل براون، مدير قسم المعلومات في شركة شيفرون الأميركية: «إن حجم البيانات الذي تستخدمه الشركة، مستمر في الزيادة بنحو الضعف كل 12 إلى 18 شهراً. ومن المخطط، تركيب الشركة لنحو مليون جهاز استشعار في حقل «تنجيز» في كازاخستان، الذي من المتوقع أن يبدأ الإنتاج بحلول 2022». لكن على الرغم من ذلك، لا يُستخدم إلا قدر يسير من هذه البيانات وتحليلها. لكن في ظل التغييرات الحالية، يتم إرسال البيانات التي يقوم بجمعها المهندسون من مواقع الحقول، تلقائياً إلى مقرات الشركات. وتوصل تقرير أعدته شركة أكسنتيور الاستشارية في السنة الماضية، إلى أن 70% من مديري شركات النفط، يخططون للاستثمار في التقنيات الرقمية، مع وضع تخزين البيانات والخدمات، على رأس أولوياتهم. وفي حين يعتقد مديرو العديد من الشركات أن البيانات هي النفط الجديد، تخطط شركات كثيرة في الوقت الراهن، لتحويل هذه البيانات إلى نفط. وبرزت موجة من التحالفات بين شركات تقنية البيانات، ونظيراتها العاملة في مجال النفط. ووقعت مايكروسوفت في العام الماضي على شراكة استراتيجية مع «هاليبورتون»، المجموعة الكبيرة المتخصصة في خدمات حقول النفط ومع شيفرون أيضاً. كما تتعاون «نيفيديا» لصناعة الرقاقات عالية الأداء، التي تم استخدامها أولاً في ألعاب الفيديو، مع شلمبيرجر وهاليبورتون وغيرهما. وأعلنت الشركة في العام الماضي، عن شراكة مع «بيكر هيوز»، تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي، للمساعدة في استخراج ومعالجة النفط. وتساهم التقنيات الجديدة في توفير فرص أعمال تجارية. وشلمبيرجر، التي أصبحت الآن، أكبر شركة لخدمات حقول النفط في العالم، بدأت مسيرتها باستخدام مقاييس كهربائية لتخطيط الصخور الكائنة تحت سطح الماء. وإدراك ما يجري حالياً في احتياطات النفط والغاز تحت سطح الماء، ما زال يشكل كفاءة الشركة الرئيسة، بجانب حرصها على زيادة نطاق الخدمات التي تقدمها. وطرحت الشركة، في العام الماضي، نظام برمجة جديد أطلقت عليه اسم «ديلفي»، يجمع ويعمل على تنسيق الطرق التي يتم عبرها تصميم الحقول وحفرها وصولاً لمرحلة الإنتاج، بهدف زيادة معدلاته. وتأمل الشركة، في تبني الشركات لهذا النظام نهاية السنة الحالية، في أميركا وبقية أنحاء العالم الأخرى. ومن المرجح، مساعدة النظام في خفض التكلفة في حقول النفط الصخري الأميركي، بنسبة تصل إلى 40% على مدى العقد المقبل. وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن النظام يساهم في خفض تكاليف النفط والغاز، بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20%. ويرى بعض خبراء النفط أن التقنية الرقمية تمثل خطوة متقدمة في اقتصاديات النفط، وربما تجعل أسعار النفط في مستويات معقولة، تمكن الجميع من الإنتاج وتحقيق الأرباح. جنرال إليكتريك لم تنأى بنفسها بعيداً عما يجري في القطاع، حيث اتجهت لاستخدام بعض خبرتها التقنية في منطقة خليج سان فرانسيسكو، لتعضيد الروابط مع أعمال تقنية المعلومات المحلية وجامعة ستانفورد، وكذلك جذب المواهب المحلية. ويعتبر قطاع النفط الصخري في أميركا الشمالية الأسرع في تبني هذه التقنيات الجديدة، حيث يتم حفر آلاف الآبار سنوياً، ما يسهل الاستفادة من الجهود السابقة، وتطبيق تلك الدروس. وبفضل استخدام هذه التقنيات خلال السنوات القليلة الماضية، ارتفعت معدلات الإنتاج بنسب كبيرة. وتمكنت «بي بي» من قطف الثمار الأولى لتحليل البيانات، حيث نجحت في رفع مستوى الإنتاج في 180 بئراً في أحد مشاريعها التجريبية، بنسبة بلغت 20%. وبالوضع في الاعتبار، استخراج ما بين 8 إلى 10% فقط من النفط الصخري، من المؤكد أن الفوائد ستكون ضخمة للغاية في حالة مساهمة هذه النظم في زيادة الإنتاج حتى ولو بنسب طفيفة. الأتمتة تغزو قطاع النفط الصخري يوفر قطاع النفط الصخري، مساحة واسعة للأتمتة، فبينما تتطلب عمليات الحفر في أي حقل من الحقول، نحو 26 من العاملين، من المتوقع ألا يتجاوز العدد سوى خمسة فقط في غضون خمس سنوات، ليتولى الكمبيوتر تنفيذ المهمة. بدأت الأتمتة في الانتشار بالفعل في قطاع النفط، حيث شرعت شلمبيرجر في تحويل خبراء الحفر الأفقي من المواقع للمكاتب، من حيث يمكنهم مراقبة ست آبار في وقت واحد بدلاً من واحد فقط. وكغيره من القطاعات التي تأثرت بموجة الابتكارات الأخيرة، يواجه قطاع النفط تغييرات جذرية فيما يتعلق بفقدان الوظائف ونماذج التوظيف المتقلبة. ويعني إدراك الإمكانات الكاملة للتقنيات الجديدة، ضرورة تعيين المزيد من الخبراء في علوم البرامج والبيانات وإجراء الإصلاحات اللازمة على هياكل الشركات. وفي حالة التنفيذ الناجح، يساعد تبني التقنيات الرقمية الجديدة، في حماية النفط والغاز من التهديد المتصاعد من قبل الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والسيارات الكهربائية. وتسهم تقنيات الطاقة الجديدة، في تحسين الكفاءة وخفض التكاليف. تمكن قطاع النفط والغاز من تبني طرق جديدة باستخدام أجهزة كمبيوتر قادرة على تخزين ومعالجة حزم كبيرة ومعقدة من البيانات. تستعمل هذه الطرق التعلُم الآلي، كواحد من أنواع الذكاء الاصطناعي، الذي يستخدم العمليات الحسابية للوصول إلى نتائج من خلال دراسة حزم بيانات كبيرة. وتتضمن هذه الطرق، تحليل الزلازل ورفع مستوى الإنتاج والصيانة الوقائية والأتمتة والأمن. نقلاً عن: إنرجي وورلد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©