الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال يتدربون على الرماية وسط تدابير احترازية

أطفال يتدربون على الرماية وسط تدابير احترازية
9 يناير 2011 21:03
ترتكز رياضة الرماية على أسس تاريخية عريقة ترتبط بمفاهيم الشجاعة والشهامة والإقدام وغيرها من مصطلحات الدفاع عن النفس ومواجهة العدو والانتصار عليه، هذه المفاهيم التي ما زالت تتصل وتتعزز داخل الشخصية الإماراتية بدعم تربوي ومؤسسي تحت إشراف العديد من الجهات الحكومية.ويعتبر نادي تراث الإمارات من أهم الصروح المحلية التي تعمق ارتباط الجيل الجديد بعاداته وتقاليده وقيمه الأصيلة من خلال فعالياته المتواصلة في كلّ مكان بالإمارات. في ميدان الرماية يمكن للزائر ملاحظة العديد من الطلاب المشاركين في نشاط الرماية، حيث يتحلقون حول المدرب لأخذ التعليمات الأولية قبل ممارسة الرمي، ثم يأخذ كلّ منهم مكانه وبندقيته ليطلق الرصاصة الأولى ويتبعها بالثانية، وصولا إلى العاشرة قبل استلام نتيجته في الرمي من قبل المشرف عليهم. ميدان الرماية يقع ميدان الرماية الذي تجمع الأولاد فيه بهدف تلقي دروس في هذا الفن، في قلب السمّالية، كما يشير سالم الغيثي، مدير الجزيرة، والتي تزيد مساحتها التقريبية عن 13 ‏كيلو متراً مربعاً، مضيفا أنه قد تم إنشاء الميدان كمرفق مهم على أرض ‏الجزيرة ليناسب احتياجات الطلبة في ملتقياتهم وأنشطتهم، حيث يشهد الميدان حالياً العديد من الأنشطة التراثية المتصلة برياضة الرماية تحديداً «رماية البندقية»، طبقاً لمستوياتها المختلفة وشروط إجرائها، ودرجة سهولتها أو صعوبتها. ويضيف الغيثي، تتوفر في ميدان الرماية مناطقة مشابهة لميادين صحراوية وشبه جبلية وسهلية تسمح جميعها بتنفيذ تمارين الرماية المختلفة. ويحقق مدرب الرماية السّيطرة على الرماة، ومراقبة وتسجيل أخطائهم، وإعطاء التوجيهات اللازمة لهم في العادة، وهو بذلك يؤدي الدور الرئيسي في إعداد جيل متميز من الرماة وهواة الرياضات التراثية وتنمية قدراتهم ومواهبهم، فيما توفر لهم الإدارة كل المستلزمات الكفيلة بإجراء التمارين المتنوعة للرمي. واستقطبت إدارة نادي التراث أكثر من مدرب متخصص للتدريب الأولي الابتدائي، في مقدمتهم أحد نجوم الإمارات في الرماية علي عبد الله، الذي يتمتع بعين فاحصة تمكنه من اختيار العناصر المميزة لتشكيل فريق من الرماة المهرة. أسس التدريب حول أسس التدريب وخصائص الرماية، يقول المدرب الإماراتي علي العبد الله «نحرص على أن تتوفر في الرامي لياقة بدنية جيّدة وتركيز عالي، وأن تكون لديه القدرة على استخدام الأرض بمهارة، حتى لو كان التدريب أو الرميّ يتم في وضع ثابت، كما نراعي أن يتمتع بحدّة النظر ليجيد الرؤية ويكون ماهراً في الرمي ومجتازاً لاختبارات الرماية. إلى ذلك يلزم وجود أسلحة متعددة تختلف أنواعها وخواصها تبعاً للمهمة، ويجب أن تتوفر هذه الأسلحة بأعداد تمكن المدّرب من تأهيل الرماة حيث يكون لكل رامٍ السلاح الخاص به». ويضيف «نعلم الرماة الهواة خلال التدريب مجموعة تمارين مختلفة الأوضاع واقفاً ومرتكزاً، لكن الوضعية الأهم هي للرامي أن يكون راقدا». من جهة أخرى، يشير العبد الله إلى أن إدارة النادي توفر عنصري الرعاية والأمان للمتدربين، حيث يتم تزويد الميدان بكل ما يكفل الحماية والسلامة الجسدية، وذلك من خلال توفير مجموعة معدات مثل: صندوق الإسعافات الأولية تأكيداً على الحرص والسلامة، والمعدات والأدوات اللازمة للرماية من بنادق وذخيرة ولباس مناسب وخوذ ونظارات ميدان وأربطة وعلبة الوقاية الفردية للتطهير من الغازات. تحديد الهدف من جهته، يقول الكابتن مصطفى الوكيل، أحد المشرفين على الرماية في الميدان، إن الأولاد يستخدمون بندقية «ساكتون» الألمانية عيار 22، حيث يتعلمون أولا طريقة إمساكها، ووضعية الرمي المناسبة، ثم يطلب منهم تنفيذ التعليمات المناسبة للإطلاق مثل إغلاق العين اليسرى بالنسبة للشخص الذي يستخدم اليد اليمنى في الرمي، والعكس بالنسبة لمن يستخدمون اليدّ اليسرى في الرمي، مع ضرورة تركيز البندقية وعدم تحريكها وكيفية وضع العيار «الطلقة» وإزالتها من قبل الرامي. ويضيف الوكيل أنه بعد الانتهاء من الرمي، حيث يقوم كلّ من الرامين بإطلاق عشرة عيارات نارية باتجاه الهدف، يتم جلب اللوحات من أماكنها وإحصاء عدد الأهداف التي تمت إصابتها وموقع كلّ منها والذي يحتسب لكل منه عدد معين من الدرجات. وفي النهاية يتم إحصاء عدد الدرجات بالنسبة للرامي والذي يحدد كفاءته ومهارته في المحصلة النهائية. ويقول الرامي منصور عبيد (16 سنة) «إنني سعيد لمشاركتي في نشاط الرماية، حيث تعلمت استخدام البندقية، والتي أفضلها كثيراً عن أنواع الأسلحة الأخرى». في حين عبر سعيد مبارك (14 سنة)، عن فرحته، قائلا «أشكر نادي التراث الذي أتاح لي فرصة تعلّم الرماية والذي اختبرت من خلاله قدراتي في التصويب والتركيز واكتشفت أنها جيدة جدا وتحتاج إلى قليل من التطوير». وعن تجربته الأولى في الرماية، يقول سعود المنصوري (15 سنة) إنها مغامرة شيّقة بالنسبة لي تستحق التكرار. ويضيف «إنها المرة الأولى التي أرمي فيها ببندقية حقيقية، وقد استمتعت واستفدت كثيرا من هذه التجربة، كما حصلت على علامة جيدة بعد تقييمي من قبل المدرب والمشرف، وهو ما أسعدني أكثر، وأنا آمل بتكرار هذه التجربة والتعمق في هذا الفن الجميل الذي يعمق في النفس معانٍي كثيرة ويشكل رياضة ذهنية عالية تعلم التركيز». نصائح في الرماية يعلم الرماة أنه من الصعوبة بمكان منع أجسادهم من الحركة عندما يكونون في وضع الوقوف، لذلك فإن أحد الطرق السهلة لوقف عملية التأرجح هي تحرك القدم لكي نعدّل المسافة من بين القدمين مع إدارتهما قليلا للحصول على الوضع المثالي الذي يمكننا من الحركة، وللتأكد من ذلك أغلق عينيك وحاول الوقوف بدون تأرجح. ومن أهم النقاط التي يجب مراعاتها في الرماية أثناء الجلوس هي أن تكون الكتفان في وضع استرخاء بعد كلّ طلقة، فكل توتر يمكن أن يؤدي إلى انحراف الطلقة عن الهدف. تاريخ الرماية تفاعل الإنسان مع رياضة الرماية منذ قبل التاريخ لسدّ احتياجات حياته اليومية من الصيد ولأهميتها في القتال، حيث تم العثور في أفريقيا على رؤوس سهام حجرية يزيد عمرها على 50000 عام، وثمة رسوم جدارية صخرية من منطقة تاسيلي تمثل رامياً في مصر حوالي 7500 قبل الميلاد. وكانت الأقواس في القدم على الأغلب أقواسا صغيرة تستخدم لأغراض الصيد في الغابات، وقد استخدمت بهذه الطريقة من قبل الهنود الحمر عبر أوروبا وفي الشرق، لكن المصريين القدامى قاموا بتطوير الأقواس المركبة وذلك بشد أمعاء الخراف لصنع خيط القوس، ثم طور الصينيون الأقواس المتقاطعة وهي أقواس محمولة أفقياً تعمل بشكل أقرب إلى المسدس.
المصدر: جزيرة السمالية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©