الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سارة المدني.. مهندسة العبايات الإماراتية

سارة المدني.. مهندسة العبايات الإماراتية
22 مايو 2017 20:39
فهد الأميري (دبي) وصفت بأنها مهندسة العبايات، وباتت واحدة من العلامات التجارية في عالم التجارة والأزياء، إذ قررت سارة المدني، منذ الطفولة، أن تعتمد على نفسها لتحقيق طموحاتها، وتعلمت التصميم والخياطة على يد خياط آسيوي، ومن ثم أسست محل «روج كوتور» لتصميم العبايات ذات الطابع الخليجي، لتتمكن بعد أقل من ثلاثة أعوام من افتتاح 3 فروع، ومرت بمحطات فشل كثيرة لكن بعزيمتها وإصرارها حولتها إلى نجاح، وتمكنت من افتتاح مطعم خاص بها وشركة لبيع أفكار مشاريع تجارية. وعن بداياتها المدني، قالت: «عملت ببعض الأعمال من دون علم أسرتي، إذ كنت أبيع المشروبات الغازية وأجهزة الكمبيوتر وسلعاً أخرى، واذكر أن صديقة أمي شاهدتني وأنا أبيع في أحد المولات، فغضبت أمي مني حين علمت بالأمر، وقالت لي (سأعطيك ما تريدين من أموال لكن توقفي عن هذا نشاط)، فرفضت وقلت لها تعلمت منكِ ووالدي أنني حين أريد شيئاً يجب أن أقوم به بنفسي من دون مساعدة أحد، مؤكدة أنها لم تعمل موظفة ولا يوماً واحدا في حياتها». وتابعت: «عندما فكرت بتأسيس محل للأزياء، وكنت وقتها أحتاج إلى 20 ألف درهم، وهو مبلغ قيمته كبيرة قبل 15 عاماً، وحققت الاستقلال المالي بعيداً عن الاعتماد على أهلي، وقالت لي أمي ضاحكة لن تستمرين وستعودين وتجلسين في البيت». وعن أول محل حصلت عليه كان في إمارة عجمان، وكان إيجاره السنوي 10 آلاف درهم، بينما راتب الموظف الذي عمل معي 600 درهم، وكان عندي رأس مال ولا أعرف ماذا أفعل به، وبعد عام ونصف العام، تعلمت كل شيء وتوجهت لدار أزياء أساعدهم وتعلمت منهم، وبعد عامين ونصف فتحت ثلاثة فروع للمحل في الشارقة ودبي. وأكدت المدني أنها واجهت محطات إحباط ويأس كثيرة خلال مسيرتها المهنية، معتبرة أن الفشل يبني الشخصية ولا يهدمها، فلو لم تفشل لما تعلمت ولما وصلت لما هي عليه اليوم، فمثلاً قبل خمسة أعوام خسرت كل شيء بسبب أحد مشروعاتها، وكان عندها 36 موظفاً يطالبون برواتبهم، وعليها التزامات إيجارات متأخرة، والزبونات ينتظرن طلبياتهن، والحساب في البنك كان صفراً، لكنها بفضل إصرارها تجاوزت الأزمة، فالإنسان الذي يحب النجاح لا ييأس بسهولة، متابعة «وبدأت عمل من جديد، وبعد شهور من الجهد المتواصل والنشاط وقفت على قدميّ مرة أخرى، وسددت كل ديوني والتزاماتي». وقالت: «حصلت على 90 ألف درهم كأول مبلغ صافي، وكان عمري وقتها 17 عاماً. وأنا أعتبر نفسي مختلفة عن النساء لكوني لا أحب التسوق، واستفدت من المبلغ بأن فتحت فرعاً جديداً لمحلي في الشارقة، أما المليون الأول فحصلت عليه بعد افتتاح ثلاثة فروع، أي بعد أربعة أعوام من انطلاقتي في عالم التجارة، إذ أخذت الربح الصافي كاملاً من كل مشاريعي وفتحت شركة جديدة». وأكدت المدني أنها تطورت في مجال الأزياء، ولديها أيضاً مطعم وشركة لبيع أفكار مبتكرة، إذ تفكر في خوض مجالات أخرى، مثل الإخراج السينمائي، باعتباره مجالاً جديداً بالإمارات. وأشارت إلى أن ما يميزها في عالم العبايات هو أن قصاتها وتصاميمها فيها حسابات، وقالت: «عندي أرقام أضربها في بعضها ليخرج في النهاية تصميمي، لذلك لقبت بمهندسة العبايات، ولا أحب أخلط اللون في العباية، فالأسود هو سيد الألوان، إذ أنتج شهرياً 12 تصميماً لعبايات سوداء، وهذا الإبداع بالنسبة لي سهل للغاية، فالإنسان الذي يبحث عن الإلهام لن يضل طريقه». وبينت «شاركت في عروض أزياء في فرنسا ولقيت إقبالاً كبيراً، وقد ساعدتني المعارض في فتح أسواق جديدة لأزيائي، ففي فرنسا يريدون العباية الخليجية، وأنا أقدمها لهم بمواصفات خليجية تتناسب مع الذوق الأوروبي، وأغلى عباية بعتها كان ثمنها 380 ألف درهم، مرصعة كلها بالألماس والذهب وهي من تصميمي، وكانت لشركة كندورة، وطلبوا أن أضيف عليها المشغولات من ألماس والذهب». وعن الجوائز قالت: «حصلت على جوائز من مجلة (أوفشيال)، وجائزة (وومن زي وورلد)، وفزت بجائزة كأصغر مصممة، إلى جانب حصولي على جوائز أخرى كثيرة». وعن كونها أصغر عضوة في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، قالت مدني: «أنا فخورة بهذا الأمر، وأعتز بأعضاء الغرفة ورئيسها، فجميعهم شخصيات مشجعة للأفكار الجديدة والابتكار، وأعتز بهم جميعاً، فلم يشعروني أني صغيرة، إذ أجد منهم القبول المستمر لأفكاري»، وأشارت إلى عضويتها في مجلس إدارة المشاريع المتوسطة والصغيرة، وأن المجلس يهتم بمشاريع الشباب، وباحتياجاتهم ويوعيهم بالأمور والقوانين البنكية، ويهتم بكل شيء يهم المشاريع الصغيرة والمتوسطة». ووجهت نصيحة للشباب قائلة: «أريد من الشباب كما يفكر في نجاح مشروعه أن يتوقع أيضاً بأنه قد يتعرض للفشل، وعندما يحدث هذا لابد أن يبحث عن السبب ويعالجه، فعليه أن يجهز نفسه ويتقبل جميع الاحتمالات التي يمكن أن تحدث لأي مشروع، وأقول للشباب لا تخشوا من الفشل، وتعلموا من أفكار وخبرات من سبقوكم، كما أدعو الشباب أن يستغلوا كل شيء موجود في شبكة الإنترنت، من خلاله يتفتح تفكيره ويتعرف إلى دوائر العمل، ولا يخجل من طلب الدعم، ويجب أن يعرفوا أن طريق النجاح طويل ويحتاج إلى نفس طويل، وليس هناك شيء صعب». وعن مشروعها الخاص ببيع الأفكار، قالت: «الذي يعرفني عن قرب سيكون متأكداً بأني إنسانة غير تقليدية، فأنا أعطي الأفكار غير العادية لمن يريد، عليَّ إعطاء الفكرة وعلى الآخرين التنفيذ». وأضافت: «أمتلك علامات تجارية كثيرة، منها «نيفيا»، و«أنا سفيرة لها»، وحققت التجربة نجاحاً كبيراً، فدخلت معهم في شراكة، وكثير من الشركات يعرضون عليَّ الشراكة معها بعد نجاح تجربة «نيفيا»، أما مشروع المطعم الخاص بي فاسمه «شبربوش»، وجاءت فكرته عندما وجدت أن المواطنين يحبون الذهاب إلى لندن، ففتحت مطعم في دبي بنظام (لندني)، فمن يدخله ويجلس فيه يشعر كأنه في لندن، بينما هو يقع في الممزر بجوار ندوة الثقافة والعلوم، مطلاً على البحر». وعن رأيها في المرأة المواطنة، قالت: «الإماراتية قوية وأثبتت وجودها، ولكن لازم تطور من نفسها دائماً، وأريدها دائماً أن تكون في المقدمة وأقول لها انطلقي في أعمالك وأفكارك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©