الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحرائق في الشارقة تتكرر 10 مرات خلال الشهرين الماضيين

الحرائق في الشارقة تتكرر 10 مرات خلال الشهرين الماضيين
23 مايو 2010 00:18
بدأ موسم الحرائق في المناطق الصناعية بالشارقة مبكراً هذا العام ورجعت للأذهان من جديد صور ألسنة النيران وتصاعد سحب الدخان وأصوات أجهزة الإنذارات وأبواق سيارات الإسعاف والشرطة لإفساح الطريق أمام رجال الإطفاء، للتعامل مع الحرائق بعد أن تكررت لأكثر من 10 مرات خلال الشهرين الماضيين، للتعامل مع الحرائق التي صنفت بأنها متطورة. “الاتحاد” تعرفت على آراء الجهات المعنية في التعامل مع الحرائق للتعرف على دور إدارة الدفاع المدني وحملات لجنة التفتيش على المنشآت ضد المخالفين لشروط السلامة واتهام البعض من أصحاب الشركات والمستودعات بالإهمال أو أن يكونوا من تسبب في الواقعة بغرض الحصول على تأمين مجزٍ وغيرها من الآراء خلال هذا التحقيق. يقول خليل عبد الحميد، صاحب مستودع للأثاث الخشبي في المنطقة الصناعية بالشارقة، أنه سبق وأن تعرض أحد المستودعات التابعة له لحريق كبير منذ عدة سنوات وكانت الأسباب سوء تخزين، مؤكداً أنه لجأ خلال الفترة الماضية لتوقيع عقد وقاية مع إحدى الشركات للإشراف على الأمن والسلامة داخل مصنعه وأنه يلمس أن هناك تغيرات كبيرة طرأت على المكان أشعرته بالأمان أكثر. وقال: “إن هناك قلة قلية جداً وحالات فردية، قد تقدم على إشعال النيران في مستودعاتها أو مصانعها، وذلك بعد أن ضاق بهم الحال جراء خسائر وديون تراكمت عليهم، وأملاً في الحصول على تعويضات مجزية من شركات التأمين، إلا أنهم يفاجأون في النهاية أن التحقيقات أثبتت الحقيقة وأن قيمة التعويض لا تعوض خسارتهم”. شروط الأمن والسلامة وذكر محمد خان ميري، أمين مخازن بأحد مستودعات المنطقة الصناعية السادسة في الشارقة، أنه يحاول قدر الامكان أن يكون ملتزماً بشروط الأمن الصناعي من خلال وجود طفايات الحريق والتأكد من صلاحيتها وكذلك التأكد من جودة الوصلات الكهربائية وعدم تحميلها بحمولات زائدة حتى لا تتسبب في ماس كهربائي، وغيرها من الإجراءات التي تضمن له سلامة منشأته، خاصة أن المخازن التي يعمل بها تضم مواد سريعة الاشتعال. وأضاف أن هناك العديد من طفايات الحريق وأجهزة الإنذار في المستودعات لا تعمل بكفاءة حال اندلاع الحرائق مما يجعل من الصعب التعامل مع الحريق في بدايته، إضافة إلى تطور الحريق بصورة كبيرة وتأثيره على مستودعات أخرى مجاورة تكبد أصحابها خسائر كبيرة. وطالب بضرورة أن يكون هناك دورات تدريبية لكافة العاملين، وبشكل إلزامي للمؤسسات من قبل الجهات المعنية، حول كيفية استخدام وسائل الإطفاء الموجودة بالمكان والتعامل وكيفية التعامل مع تلك الطفايات وشرح طريقة إخماد الحرائق في الأماكن المختلفة ومحاصرتها حتى لا تمتد النيران إلى الأماكن المجاورة وتسبب خسائر مادية وبشرية كبيرة. من جهته أشار ضاحي السيد، صاحب شركة للأثاث الخشبي في المنطقة الصناعية بالشارقة، إلى أنه يشعر بالقلق من تزايد الحرائق في المناطق الصناعية المختلفة بالإمارة وخاصة خلال أشهر الصيف، منوهاً إلى أنه يطبق شروط السلامة في منشآته إلا أنه يخشى من المنشآت والمستودعات المجاورة له خاصة وأنها متلاصقة في الشارقة ومن السهل انتقال النيران لعدد كبير منها في حريق واحد. وطالب بضرورة وصول سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق بصورة سريعة، مما يساهم وبقدر كبير في عدم زيادة انتشار الحريق وانتقال ألسنة النيران إلى المستودعات والورش المجاورة. من جهته أكد طه أبوبكر أحمد مهندس كهربائي يعمل بالمنطقة الصناعية في الشارقة، أن هناك أسباباً فنية كثيرة وراء اندلاع الكثير من الحرائق في المخازن والمستودعات وورش العمل منها استخدام مواد غير مطابقة للمواصفات الفنية في الكابلات والأسلاك واختيار نوعيات رديئة وإضافة أحمال زائدة على لوحات التوزيع من قبل أصحاب المخازن مما يؤدي إلى سخونة في الأسلاك ينتج عنها ماس كهربائي وبالتالي حريق وكذلك عدم وجود صيانة دورية لوحدات توزيع الكهرباء في تلك الورش وتلف أجهزة الحماية “القواطع” الكهربائية وتعرض لوحات التوزيع للعوامل الجوية الطبيعية مما يعرضها للصدأ أو التلف أو انتهاء عمرها الافتراضي مما يسبب كارثة. وبيّن أنه من بين الأسباب أيضاً وراء اندلاع الحرائق في المنشآت الصناعية، استقطاب عمالة غير ماهرة لسوق العمل في الدولة وخاصة الفنيين والمتخصصين منهم واحتمال وجود أخطاء في التركيب، وكذلك عدم أمانه القلة من الاستشاريين في استلام بعض المواقع التي استخدمت خامات غير مطابقة للمواصفات التي تم الاتفاق عليها عند تنفيذ المنقصات وخاصة في المواد النحاسية المتقلبة في أسعارها حتى لا يتعرضون لخسائر كبيرة وهو ما يؤدي أيضاً إلى نتائج لا تحمد عقباها وكوارث قد تذهب بأرواح الأبرياء. حرائق مفتعلة بدوره أوضح هشام عبد السلام الأمين ويعمل بإحدى شركات التأمين الخاصة في الشارقة، إن بعض حوادث الحريق التي تنشأ في المستودعات والورش الصناعية قد تكون مفتعلة من قبل أصحاب تلك المنشآت بعد أن يتعرضوا لضائقة مالية وعليه يلجأون لفعلتهم للحصول على أموال التأمين. وأشار إلى أن شركات التأمين تتسلم التقارير الرسمية عن الحرائق الصادرة من قبل المختبر الجنائي في الشارقة والتي توضح أسباب الحرائق وعليه تقوم بدورها بتشكيل فريق للمتابعة لتقدير حجم الخسائر وقيمتها ومن ثم صرف الحقوق لمستحقيها. وقال إن تلك الحرائق تتسبب في خسائر فادحة لشركات التأمين تصل إلى مئات الملايين، مشيراً إلى أنه في حال وجود نقطة خلاف بين الشركة والمنشآت على قيمة التأمين يتم الاحتكام إلى القضاء، موضحاً أنه لا يمكن حصر أعداد القضايا التي عليها خلافات في هذا الشأن. وأضاف أنه لا يجوز التعميم على جميع الشركات أو المستودعات التي تتعرض للحرائق بالتقصير أو الإهمال، بل إن هناك حوادث قضاء وقدر لا دخل للأفراد بها، مؤكداً على ضرورة أن تتكاتف الجهود للتقليل من تلك الحوادث وخاصة أننا في فصل الصيف والذي تزيد فيه بصورة واضحة وباتت ملفته للنظر. عقود وقاية وأشار حارب الطنيجي المشرف العام على لجان التفتيش الطارئ على المنشآت الصناعية والتجارية والسكنية في الشارقة إلى أن نظام عقود السلامة يتعلق بتركيب أجهزة إنذار ومعدات وقطع للوقاية من الحرائق تعمل بكفاءة حال وجود أي حرائق في المنشآت، وأن النظام يلزم أصحاب شركات الإطفاء بالقيام بزيارات ميدانية للمنشآت لعمل الصيانة الدورية اللازمة لأجهزة الإنذار والتأكد من عملها بكفاءة وتوزيعها بصورة مدروسة في المكان إضافة إلى صلاحية طفايات الحريق كفاية وتوزيعها أيضاً بصورة سليمة. ونوه الطنيجي إلى أن اللجنة ومن خلال النظام الجديد تعمل على التقليل من نسب الحرائق في تلك المنشآت وتهدف إلى تحقيق الالتزام الكامل للمؤسسات والورش والمستودعات بشروط السلامة والأمن، مؤكداً أن اللجنة كانت حازمة في تطبيق الالتزام بهذا النظام حيث أوقفت الأيام القليلة الماضية عشر شركات إطفاء لم تلتزم بتركيب مواد وأجهزة إطفاء مطابقة للشروط الموضوعة. وألقى المشرف العام على اللجنة، بالمسؤولية على بعض أصحاب المنشآت في الإهمال والذي قد يكبدهم خسائر جسيمة جراء عدم الالتزام بتطبيق شروط الأمن والسلامة في منشآتهم. الصناعية الأكبر بالدولة من جهته أكد العقيد وحيد عيسى السركال مدير إدارة الدفاع المدني في الشارقة أن أعداد الحرائق تعتبر قليلة إذا ما قورنت بحجم المناطق الصناعية الموجودة بالإمارة والتي تعتبر الأقدم والأكبر على مستوى الدولة، كما أن أسباب اندلاعها تتركز غالبيتها في مخالفة شروط الترخيص ومواصفات وشروط الأمن والسلامة، وبعض الممارسات الخاطئة في تخزين البضائع داخل المستودعات وبشكل عشوائي يساعد على سرعة انتشار النيران وعدم قدرة أجهزة الإطفاء على أداء مهامهم. وبيّن أن الفترة الماضية شهدت وقوع عده حرائق متطورة في عدد من المناطق الصناعية بالإمارة وأن فرق الإطفاء تعاملت معها وبصورة سريعة وقللت من حجم الأضرار التي قد تنجم عنها إذا كان هناك تقصير أو تأخير في الوصول إليه. وحمّل العقيد وحيد عيسى السركال أصحاب الشركات والمستودعات في الحرائق جزءاً من المسؤولية من خلال سلوكيات مرفوضة منها لجوء بعض أصحاب الورش لاستخدام مواد غير مطابقة للمواصفات الفنية في الكابلات والأسلاك واختيار نوعيات رديئة وإضافة أحمال زائدة على لوحات التوزيع قد تؤدي إلى سخونة في الأسلاك ينتج عنها ماس كهربائي وبالتالي حريق، إضافة إلى طرق التخزين الخاطئة في تلك المستودعات. أصعب الحرائق وذكر العقيد وحيد السركال أن الحرائق في المناطق الصناعية والمستودعات تعتبر من أصعب واخطر الحرائق التي تتعامل معها إدارة الدفاع المدني لأنها تؤدي إلى توسيع دائرة الحريق، خاصة إذا كانت المستودعات متلاصقة ولا يوجد بينها ممرات أو تخالف المواصفات واشتراطات الأمن والسلامة، إضافة إلى عدم توافر مضخات المياه بالصورة الكافية وخاصة في المناطق الصناعية، وتجاور المستودعات والمصانع بصورة كبيرة مما يسهل من عملية انتقال النيران فيما بينها ويزيد من حجم الكارثة وخاصة إذا ما كانت تحتوي على مواد سريعة الاشتعال. وطالب السائقين في الشارع العام بضرورة إفساح الطرق أمام سيارات الدفاع المدني لتتمكن من الوصول إلى موقع الحريق في أسرع وقت ممكن، كما طالب الأهالي عدم التجمع في موقع الحادث لإعطاء الفرصة لرجال الدفاع المدني في إنجاز عملهم بشكل جيد. وأوضح أن إدارة الدفاع المدني تبذل جهوداً كبيرة للقليل سواء للتقليل من أعداد الحرائق في المنشآت أو من حجمها حيث تقوم وباستمرار بتدريب عدد كبير من العاملين في المناطق الصناعية والشركات (دربت أكثر من 500 عامل الفترة الماضية في منطقة الحمرية الصناعية)، وذلك بغرض توعيتهم بكيفية تفادي حدوث الحرائق في منشآتهم والتعامل معها بصورة سريعة حال حدوثها لمنع تفاقمها، كما أنها متواصلة في هذا الأمر. أبرز حرائق الموسم يذكر أن المنطقة الصناعية بالشارقة تعرضت ومنذ بداية إبريل الماضي للعديد من الحرائق منها حريق في الصناعية السابعة التهم 8 مستودعات لإطارات السيارات والعطور، واحتراق مستودع و7 سيارات في المنطقة الصناعية الثامنة وحريق في مستودع للأسلاك الكهربائية، وحريق بمستودع للمواد البلاستيكية في الصناعية السادسة أيضاً وإخماد حريق في مستودع تابع لمركز تجاري بالصناعية الثانية وكان آخرها احتراق شركة الأصباغ الوطنية بالمنطقة الصناعية بالشارقة، إضافة إلى حريق مركز “الميجا مول” التجاري وإخلائه وبشكل سريع من المتسوقين. الأخطاء البشرية وراء 80% من الحرائق أكد العقيد وحيد عيسى السركال مدير إدارة الدفاع المدني في الشارقة أن واقع الحرائق التي شهدتها الإمارة الفترات الماضية يثبت أن 80 % من نسبة الحرائق التي شبت ترجع لأخطاء بشرية يرتكبها العاملون في المنشآت وأن 20 % منها ترجع إلى أعطال ميكانيكية وماس كهربائي وغيرها من الأسباب الفنية، وأنها بدأت صغيرة وكان من الممكن تفاديها إلا أن غياب فكرة التعامل معها بمجرد اندلاعها زاد من تفاقمها. وشدد مدير إدارة الدفاع المدني في الشارقة على ضرورة أن يلتزم أصحاب المنشآت المختلفة في الإمارة بشروط السلامة وأن يلتزموا بالإجراءات التي تحددها الإدارة وذلك للتقليل من نسب الحرائق حفاظاً على أرواح الأهالي والمقدرات الاقتصادية للدولة. تراجع في عدد الحرائق أكد حارب الطنيجي المشرف العام على لجان التفتيش الطارئ على المنشآت الصناعية والتجارية والسكنية في الشارقة، أنه بالرغم من حدوث عدد من الحرائق بالمناطق الصناعية بالشارقة إلا أنه من الملاحظ وجود تراجع واضح إذا ما قورنت بالفترة السابقة. وأفاد أنه يوجد أكثر من 60 ألف رخصة في المناطق الصناعية بالشارقة يطبق عليها نظام التعاقد وأن هناك أكثر من 300 شركة إطفاء معتمدة من قبل إدارة الدفاع المدني في الإمارة، وأن هناك قرابة 100 مفتش يقومون حالياً بالتفتيش على المنشآت لإلزامها بتطبيق النظام حرصاً على أمن وسلامة منشآتها والعاملين فيها. أربعة حرائق «ضخمة» في عجمان منذ بداية العام صلاح العربي (عجمان) ـ كشفت تقارير صادرة عن إدارة الدفاع المدني في عجمان نشوب 4 حرائق “ضخمة” منذ بداية العام الجاري، استمرت عمليات الإطفاء في أحدها أكثر من عشر ساعات، واستعانت فيها إدارة الدفاع المدني بفرق إطفاء من دبي والشارقة، فيما تراوح إطفاء الحرائق الباقية بين الست والثماني ساعات. وذكرت التقارير أن الحريق الأول التهم مركزا تجاريا «مول» للزهور يقع على كورنيش عجمان يوم 5 مارس الماضي نتيجة تماس كهربائي في الدور العلوي، من دون أن يسفر عن سقوط ضحايا. وأفادت التقارير أن الحريق الثاني حدث في منتصف مارس الماضي والتهم جميع محتويات وأجزاء مصنع لقطع غيار أجهزة التكييف الخاصة بالمنازل والسيارات في صناعية الجرف بعجمان. وأحدث الحريق خسائر جسيمة في جميع محتويات وأجزاء المصـنع المكون من مستودع كبير مقــسم إلى أربعة أقــسام ثلاثــة منها مكونة من طابق واحد والرابع مــكون من طـابقين. أما الحريق الثالث فاندلع في منتصف أبريل الماضي بسفينة صيد أسماك وتبريد مكونة من ثلاثة طوابق، كانت راسية في ميناء عجمان، تحمل علم دولة كوريا الجنوبية، وتعود ملكيتها إلى راسا للتجارة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©